مسؤولون فرنسيون وألمان ينسحبون من مؤتمر ضد معاداة السامية بعد قيام إسرائيل بدعوة شخصيات من اليمين المتطرف لحضوره
برنارد-هنري ليفي ومنسق شؤون معاداة السامية في برلين ينسحبان من المؤتمر الذي سيعقد في القدس هذا الشهر بعد معرفة من سيكون أيضا على قائمة ضيوف وزير الشتات عميحاي شيكلي

ألغى الفيلسوف الفرنسي برنارد هنري ليفي ومسؤولان ألمانيان مشاركتهم في مؤتمر تنظمه الحكومة الإسرائيلية حول مكافحة معاداة السامية في نهاية الشهر بعد أن علموا أن شخصيات يمينية أوروبية متطرفة قد دعيت إلى الحدث.
ويجري تنظيم المؤتمر في 26-27 مارس من قبل وزير الشتات عميحاي شيكلي، الذي عمل على تعزيز علاقة إسرائيل مع الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، التي طالما قاطعتها إسرائيل بسبب علاقاتها بمعاداة السامية والنازية.
من بين الشخصيات اليمينية المتطرفة البارزة في قائمة ضيوف المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية جوردان بارديلا، رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني المتطرف؛ وماريون ماريشال، عضو يميني متطرف فرنسي في البرلمان الأوروبي؛ وهيرمان تيرتش، وهو عضو في البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف من إسبانيا.
كان من المقرر أن يكون ليفي، أحد أبرز المثقفين الفرنسيين ومناصر قوي لإسرائيل، متحدثًا رئيسيًا في هذا الحدث. لكنه قال لصحيفة “لوموند” الفرنسية إنه أبلغ الرئيس يتسحاق هرتسوغ أنه لن يحضر الحدث بسبب حضور الضيوف من اليمين المتطرف.
وقال فيليكس كلاين، منسق شؤون معاداة السامية في ألمانيا لصحيفة “هآرتس” إنه لم يكن على علم بقائمة الضيوف عندما أكد حضوره، وأنه ألغى مشاركته بعد أن رأى قائمة المتحدثين في هذا الحدث.
كما أعلن فولكر بيك، وهو عضو سابق في البوندستاغ، أنه لن يحضر المؤتمر، وكتب على منصة X: ”إذا ربطنا أنفسنا بالقوى اليمينية المتطرفة، فإننا نشوه سمعة قضيتنا المشتركة، كما أن ذلك يتعارض مع قناعاتي الشخصية وسيكون له تأثير سلبي على كفاحنا ضد معاداة السامية داخل مجتمعاتنا“.
وقال مسؤولون في مقر رؤساء إسرائيل في القدس، الذي يستضيف الحدث، لصحيفة ”هآرتس“ إنهم ”فوجئوا بسماعهم بهوية المدعوين، حيث تم توضيح أن هدف المؤتمر هو مكافحة معاداة السامية“. وأضافوا أنهم لم يتلقوا بعد قائمة المدعوين ولكنهم سيتحققون منها حالما يحصلون عليها.

هذا هو أول حدث حكومي إسرائيلي رسمي يُدعى إليه أعضاء من اليمين المتطرف في أوروبا.
أثار دعم شيكلي الصريح لليمين الأوروبي المتطرف إدانة من الدول الأوروبية.
ففي ديسمبر، أدان سفير رومانيا لدى إسرائيل شيكلي لإجرائه محادثة هاتفية مع المرشح الرئاسي كالين جورجيسكو الذي أشاد بالقادة الرومانيين الذين أشرفوا على مقتل نحو 280 ألف يهودي خلال الهولوكوست.
واشتكى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شيكلي بعد أن أيّد الأخير علنًا ترشيح مارين لوبان من حزب التجمع الوطني في الانتخابات الأخيرة.
وقد بذل التجمع الوطني، الذي يقوده بارديلا حاليًا، جهودًا في السنوات الأخيرة للنأي بنفسه عن أصوله المعادية للسامية. وقال بارديلا لصحيفة ”لو جورنال دو ديمانش“: ”إن وجودي في القدس لحضور هذا المؤتمر الكبير ضد معاداة السامية يدل على التزامنا المطلق بهذه المعركة“.

ويقدم المؤتمر للضيوف جولة في الضفة الغربية ”يستكشف فيها المشاركون الجوانب المتنوعة للحياة والتعايش في المنطقة، ويتعمقون في المواقع التوراتية القديمة، ويكتسبون فهمًا شاملًا لأهمية المنطقة الاستراتيجية“.
ومن بين الحضور البارزين الآخرين هرتسوغ، ونتنياهو، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيس رابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات، والمبشر مايك إيفانز.
والجدير بالذكر أنه لم تتم دعوة أي عضو من حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD). وقد حقق هذا الفصيل اليميني المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات الوطنية التي جرت الشهر الماضي، حيث جاء في المرتبة الثانية في صناديق الاقتراع.