مسؤولون أمريكيون يعتقدون أن صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار غير مرجحة بحلول نهاية ولاية بايدن – تقرير
بحسب "وول ستريت جورنال" فإن حماس تقدم مطالب ثم ترفض الموافقة على الاقتراح عند تلبيتها، في حين يقول المسؤولون إن حرب شاملة محتملة بين إسرائيل وحزب الله ستغير الحسابات
أفادت تقارير أن العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين اعترفوا بأن اتفاقا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس غير مرجح قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الجمعة.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين متحدثا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته “لا يوجد اتفاق وشيك، ولست متأكدا من أنه سيتم إنجازه على الإطلاق”.
وقال المسؤولون للصحيفة إن إحدى أكبر العقبات أمام التوصل إلى اتفاق هي نسبة الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة. وقالت الولايات المتحدة علنا إن حماس رفعت عدد الأسرى الذي طلبته في الأصل، حتى بعد إعدام ست رهائن في وقت سابق من هذا الشهر.
وعلى نطاق أوسع، ذكرت “وول ستريت جورنال” أن حماس تقوم بتقديم مطالب ثم ترفض الموافقة على صفقة بعد أن تقبلها إسرائيل.
وقال مسؤول من إحدى الدول العربية للصحيفة: “ليست هناك فرصة الآن لحدوث ذلك. الجميع في وضع الانتظار والترقب إلى ما بعد الانتخابات [الأمريكية]. النتيجة ستحدد ما يمكن أن يحدث في الإدارة المقبلة”.
وهناك عقبة رئيسية أخرى أمام التوصل إلى اتفاق، والتي أشار إليها مسؤولون أمريكيون، وهي التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
خلال أكثر من 11 شهرا من القتال ضد حماس في غزة، ظل حزب الله يهاجم إسرائيل بشكل شبه يومي، قائلا إنه يفعل ذلك دعما لحماس. وقد أدى ذلك إلى مناوشات مستمرة عبر الحدود، على الرغم من تجنب الجانبين التصعيد إلى حرب شاملة.
ومع ذلك، يبدو أن الوضع قد وصل إلى نقطة الغليان في أعقاب التفجيرات المتتالية لأجهزة الاتصالات التابعة لحزب الله، والتي أدت إلى إصابة الآلاف من عناصر المنظمة في هجوم ألقي باللوم فيه على إسرائيل.
وأعقبت هذه الانفجارات غارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي يوم الخميس ضد أكثر من 100 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في لبنان، والتي قال الجيش إنها كانت معدة لضربة انتقامية.
وقال مسؤولون أمريكيون من البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون للصحيفة إن احتمال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله يعقّد الدبلوماسية بين إسرائيل وحماس.
ولطالما جادلت واشنطن بأن الطريق الأضمن لاستعادة الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل هي من خلال تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. في غضون ذلك، أكد حزب الله أنه سيوقف هجماته شبه اليومية ضد إسرائيل إذا انتهى القتال في القطاع الساحلي.
وقال أحد المسؤولين لوول ستريت جورنال أنه “سيكون من غير المسؤول” أن تتوقف الولايات المتحدة عن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، لكن يتعين على الجانبين تقديم تضحيات حتى يمكن تحقيقه.
وقال المسؤول: “كما قلنا منذ البداية، سيتطلب الأمر قيادة وتسوية، ونحن نحث جميع الأطراف على إظهار ذلك”.
ومع ذلك، واصل مسؤولون في إدارة بايدن التأكيد في العلن ووراء أبواب مغلقة على أنهم سيواصلون العمل من أجل تأمين صفقة بين إسرائيل وحماس.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين يوم الخميس قبل نشر الصحيفة للتقرير: “أستطيع أن أقول لكم إننا لا نعتقد أن الاتفاق ينهار”.
لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، أقر يوم الأربعاء بعدم إحراز تقدم في محادثات الرهائن، معربا عن أسفه “لأننا لسنا أقرب إلى [التوصل إلى اتفاق] الآن عما كنا عليه قبل أسبوع”.
وقال مسؤولون أمريكيون منذ أسابيع إنه سيتم تقديم اقتراح جديد قريبا للتوصل إلى اتفاق.
ولم تنجح المفاوضات المستمرة منذ أشهر في التوصل إلى اتفاق بشأن عودة الرهائن الـ 101 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في غزة، بعد مرور أكثر من 11 شهرا منذ هجوم حماس على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن وأشعل فتيل الحرب المستمرة.
مساء الخميس، صب المبعوث العسكري لمحادثات صفقة الرهائن الماء البارد على عرض إسرائيلي جديد مزعوم، قائلا إن الخطوط العريضة – التي رفضها مسؤول في حماس علنا بمجرد الإعلان عنها – كانت في الواقع غير معروفة لفريق التفاوض الإسرائيلي.
ووفقا للاقتراح المذكور، ستطلق حماس سراح جميع الرهائن لديها دفعة واحدة، وليس على مراحل طويلة، وستسمح لحكومة جديدة بالسيطرة على قطاع غزة؛ وفي المقابل، ستنهي إسرائيل الحرب في غزة وتضمن خروجا آمنا لزعيم حماس يحيى السنوار من القطاع، إلى جانب إطلاق سراح أسرى أمنيين فلسطينيين.
ويُعتقد أن 97 من الرهائن الـ 251 الذين اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 33 على الأقل أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
كما تحتجز حماس مواطنَين إسرائيليَين دخلا القطاع في عامي 2014 و- 2015، وكذلك رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 40 ألف فلسطيني قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو لا يفرق بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين إلى الحد الأدنى، وشددت على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من المناطق المدنية بما في ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد.