مسؤولون أمريكيون: قد يتم تفكيك رصيف المساعدات في غزة قريبا، دون تحقيق الكثير
ذكرت تقارير في نيويورك تايمز أنه سيتم إزالة الرصيف في أوائل يوليو، قبل أسابيع من الموعد المقرر وبعد 10 أيام فقط من التشغيل الفعلي، بسبب الظروف الجوية غير المتوقعة
قد يتم تفكيك رصيف المساعدات الذي بنته الولايات المتحدة على ساحل غزة بتكلفة حوالي 200 مليون دولار قبل الموعد المقرر، وفقا لتقرير إعلامي صدر يوم الثلاثاء، بعد أن تم تشغيله حتى الآن ما مجموعه 10 أيام فقط.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا منظمات الإغاثة في غزة أنه قد يتم تفكيك الرصيف في أوائل شهر يوليو، نظرا لمساهماته المحدودة في تخفيف النقص في المساعدات في القطاع وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.
وكان الرصيف متوقفا عن العمل معظم الفترة منذ بدء تشغيله في منتصف مايو، بسبب الأضرار الناجمة عن أحوال الطقس والبحار العاصفة والمخاوف الأمنية.
وبدأ الجيش الأمريكي الاستعداد لإزالة رصيف المساعدات مؤقتا الأسبوع الماضي بسبب الظروف البحرية المتوقعة، بعد أن استأنف للتو توصيل الإمدادات إلى القطاع بعد تعليق عمله في نهاية الأسبوع السابق.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة، “اليوم، بسبب ارتفاع الأمواج المتوقع، سيتم إزالة الرصيف المؤقت من موقعه الراسي في غزة وسحبه إلى أشدود، إسرائيل”.
وأضاف المنشور “سلامة جنودنا هي أولوية قصوى، كما أن نقل الرصيف مؤقتا سيمنع الأضرار الهيكلية الناجمة عن ارتفاع أمواج البحر”. ويشارك في تشغيل الرصيف حوالي 1000 جندي أمريكي.
وذكر التقرير أنه عادة ما يشهد فصل الربيع وبداية الصيف هدوءا في البحار قبالة سواحل غزة. ونقلت الصحيفة عن اللواء الأمريكي المتقاعد بول دي إيتون، الذي يتمتع بخبرة في تركيب أرصفة المساعدات الإنسانية في مناطق الحرب، قوله “تخطط لشيء، والطبيعة ترسل ضعفه”.
وبدأت في 17 مايو وصول المساعدات عبر الرصيف العسكري الأمريكي العائم، وقالت الأمم المتحدة إنها نقلت 137 شاحنة مساعدات إلى المخازن، أي نحو 900 طن، قبل أن تعلن الولايات المتحدة في 28 مايو أنها أوقفت العمليات حتى يتسنى إجراء إصلاحات.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة مؤخرا إنهم يعيدون تقييم استخدام الرصيف، زاعمين أن النشاط العسكري الإسرائيلي القريب قد عرّض الحياد المتصور لطريق المساعدات للخطر. تنبع المخاوف جزئيا من تقارير كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن إسرائيل استخدمت الرصيف العائم في مهمة إنقاذ الرهائن، على الرغم من أن البنتاغون نفى هذه المزاعم تمامًا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون اللواء باتريك رايدر أنه كانت هناك عمليات مروحية إسرائيلية “بالقرب” من الرصيف، لكنه أكد أنه لم يتم استخدام الرصيف في العملية الإسرائيلية ولم يشارك فيها أي أفراد عسكريين أمريكيين.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري للصحفيين بعد العملية إن الجنود اختاروا عدم العودة من الطريق الذي أتوا فيه، عبر الحدود البرية، أثناء إخلاء كوماندوز أصيب بجروح قاتلة. وبدلا من ذلك، أسرعوا نحو الشاطئ وموقع مركز المساعدات الأمريكي على ساحل غزة، حيث هبطت مروحية إسرائيلية وساعدت في إخلاء الرهائن والقوات الخاصة.
ومع ذلك، قرر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يعمل مع الولايات المتحدة لنقل المساعدات من الرصيف إلى المستودعات وفرق المساعدات المحلية لتوزيعها داخل غزة، بتعليق تعاونه بينما يجري مراجعة أمنية. وقد تراكمت المساعدات على الشاطئ منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من تنسيق توزيع المساعدات في الرصيف العائم، ظلت الأمم المتحدة مصرة على أن تسليم المساعدات عن طريق البر هو الطريقة “الأكثر جدوى وفعالية وكفاءة” لمكافحة الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص. وقالت الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 500 شاحنة على الأقل يوميا في غزة.
وكان الطريق البحري وسيلة إضافية للمساعدة في إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة لفترة محدودة.
وترفض مصر السماح بمرور المساعدات عبر معبر رفح الحدودي منذ أن سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر في أوائل مايو. ويستمر معبر كيرم شالوم من إسرائيل في العمل على الرغم من تعرضه لهجمات متكررة من حماس، كما يتم تشغيل معبرين تم افتتاحهما مؤخرًا في شمال غزة أيضا.
وقالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ البداية إن الرصيف لم يكن من المفترض أن يكون حلا شاملا وأن أي قدر من المساعدات يساهم في تخفيف الأزمة.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير