مسؤولون أمريكيون: إسرائيل على الأرجح لن تتمكن من الوفاء بوعدها في صفقة الرهائن بزيادة المساعدات لغزة
البنية التحتية في معبر رفح، إلى جانب آلية التفتيش المعقدة، تجعل دخول 200 شاحنة يوميا أمرا مستحيلا، مما دفع الولايات المتحدة إلى الضغط من أجل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم
في حين وافقت إسرائيل في صفقة الرهائن مع حماس على السماح بدخول ما لا يقل عن 200 شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى غزة في كل يوم من أيام الهدنة، من المستبعد أن تحقق آليات تسليم المساعدات التي وضعها الجيش الإسرائيلي هذه الزيادة الحاسمة في المساعدات، حسب ما قال مسؤولان في إدارة بايدن لتايمز أوف إسرائيل.
وبناء على ذلك، تضغط واشنطن على إسرائيل لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم مع غزة لتسهيل دخول المزيد من المساعدات إلى القطاع خلال الهدنة التي تستمر أربعة أيام وما بعدها، حسبما قال المسؤولان يوم الأربعاء.
رفضت إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وسمحت بدخول المساعدات إلى غزة فقط عبر معبر رفح المصري بعد أسبوعين من الحرب، قائلة أنها لن تزود القطاع بالمساعدة بشكل مباشر طالما بقي الرهائن هناك. وأشار المسؤولون أيضًا إلى أن القدس ستسعى إلى الانفصال عن القطاع على المدى الطويل، ولن تزودها بالموارد والبضائع كما فعلت لسنوات عديدة، تاركة المهمة لمصر والجهات الفاعلة الدولية.
وحاولت منظمات الإغاثة الاكتفاء بمعبر رفح مع مصر فقط في الوقت الذي تحاول فيه تقديم المساعدة إلى القطاع الذي مزقته الحرب، ولكن لم يتجاوز عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع منذ فتح المعبر الهدف المحدد في البداية، وهو 100 شاحنة، إلا في بضعة حالات.
وقد دخلت ما يقرب من 1500 شاحنة مساعدات منذ إعادة فتح معبر رفح في 21 أكتوبر، أي بمعدل أقل من 45 شاحنة يوميا.
وقبل الحرب، التي أدت إلى نزوح 1.5 مليون فلسطيني في غزة، كانت نحو 500 شاحنة مساعدات تدخل غزة كل يوم، عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي في المقام الأول.
وأشار المسؤولان إلى عدة أسباب للكمية الضئيلة من المساعدات التي تمكنت من دخول غزة عبر معبر رفح، مشيرين أولا إلى نظام تفتيش معقد، حيث يتم فحص الشاحنات أولاً في مصر، ثم تدخل معبر “نيتسانا” الإسرائيلي حيث يتم فحصها من قبل السلطات الإسرائيلية، قبل إعادتها إلى مصر ونقلها عبر رفح.
ولم تكن عمليات التفتيش هذه مطلوبة قبل الحرب، لكن إسرائيل أصرت على الخطوة الإضافية خلال الشهر الماضي، مشيرة إلى مخاوف من أن حماس ستحاول تهريب الأسلحة والإمدادات الأخرى للاستخدام العسكري.
وأشار المسؤولون الأمريكيون أيضا إلى مشاكل في مطار العريش المصري، وهو المطار الوحيد الذي يستقبل شحنات المساعدات التي يتم نقلها بعد ذلك إلى غزة عبر رفح. ويحتوي المطار على مدرج واحد فقط ومواقف سيارات محدودة للغاية، مما يجعله غير مناسب لعمليات الشحن الكبيرة اللازمة للقطاع الساحلي.
وتضغط إدارة بايدن بهدوء على إسرائيل لإعادة النظر في إبقاء معبر كرم أبو سالم مغلقا، مقترحة إمكانية استخدام المعبر على الأقل لإجراء عمليات التفتيش أو خروج الشاحنات من غزة بعد تسليم المساعدات، وبالتالي تخفيف العبء على رفح، قال مسؤول الإدارة.
وأقر المبعوث الأمريكي للشؤون الإنسانية ديفيد ساترفيلد في مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء بأن “الحكومة الإسرائيلية أوضحت بشكل لا لبس فيه أنها غير مستعدة لتغيير ذلك”.
لكن قال المسؤولان إن واشنطن تعتزم مواصلة إثارة هذه القضية.
وحذر المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية من أن موقف إسرائيل “يمثل إشكالية حقيقية لأن مستوى المساعدات التي تدخل غزة الآن غير مستدام على الإطلاق” مع تفاقم الوضع الإنساني واعتماد المزيد من الناس على المساعدات، بينما أقر بأن المسؤولين الإسرائيليين أصروا على أن إسرائيل ستكون قادرة على تلبية الحد الأدنى من متطلبات الهدنة، وهو دخول 200 شاحنة.
وقال المسؤول إن رفض إعادة فتح معبر كرم أبو سالم هو أمر “سياسي تماما”، نظرا لعدم وجود مخاوف أمنية حالية بشأن السماح بدخول المساعدات إلى غزة عبر هذا المعبر.
وأكد مسؤول ثان في الإدارة أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كانت معرضة لانتقادات من الجماهير عندما وافق رئيس الوزراء لأول مرة على السماح بدخول المساعدات عبر معبر رفح الشهر الماضي بعد أن تعهد بعدم القيام بذلك. ولكن مع فتح معبر رفح بالفعل، فإن فتح معبر كرم أبو سالم لا يشكل الكثير من المخاطر لبسياسية، افترض المسؤول.
وقال: “لقد حرص [الإسرائيليون]، بحق، على تسليط الضوء على المساعدات التي سمحوا بدخولها، مدركين أنها تمنحهم المزيد من الشرعية الدولية لمواصلة العملية العسكرية. لكن لا يمكن أن تكون مجرد كلام”.