مزاعم بأن مساعدي رئيس الوزراء تقاضوا أموالا للترويج لقطر كوسيط في قضية الرهائن على حساب مصر
يُشتبه أيضًا في أن أوريخ أرسل رسائل ممولة من قطر إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية مدعيًا أنها من مصدر في مكتب نتنياهو؛ المحكمة تمدد حبسه هو وفيلدشتاين

قال قاضٍ إسرائيلي يوم الثلاثاء إن اثنين من مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشتبه في تقاضيهما أموالا لنشر رسائل مؤيدة لقطر للصحفيين، من أجل تعزيز صورة الدولة الخليجية كوسيط في محادثات الرهائن بين إسرائيل وحماس، وكل ذلك أثناء عملهما في مكتب رئيس الوزراء، في الوقت الذي رفع فيه أمر حظر النشر في ما يسمى بقضية ”قطر-غيت“.
وقد مددت محكمة الصلح في ريشون لتسيون حبس الاثنين – يوناتان أوريخ، وهو مساعد كبير لرئيس الوزراء منذ سنوات عديدة، وإيلي فيلدشتاين، المتحدث السابق باسم نتنياهو – حتى يوم الخميس.
وتشتبه الشرطة في أن الاثنين متهمان بالاتصال بعميل أجنبي، وتبييض الأموال، والرشوة، والاحتيال وخيانة الأمانة.
وقال القاضي مناحيم مزراحي إن هناك ”اشتباهًا معقولًا“ بأن أوريخ وفيلدشتاين قاما ببناء علاقات عامة لصالح قطر، و”أساسا معقولا للخشية من أن إطلاق سراح المشتبه بهما، في هذه المرحلة من التحقيق، يمكن أن يعرقل التحقيق“.
وكان مسؤولو إنفاذ القانون قد طلبوا من المحكمة تمديد حبسهما لمدة تسعة أيام أخرى بعد احتجازهما للاستجواب يوم الاثنين.
وقد رفعت المحكمة أمر حظر النشر الشامل عن التحقيق بعد أن طلب عميت حداد، محامي كل من أوريخ ونتنياهو، إلغاءه لفضح ما أسماه ”الادعاءات السخيفة“ ضد أوريخ.
شبهات الشرطة
بعد رفع أمر حظر النشر، لخص مزراحي شكوك الشرطة حول أوريخ وفيلدشتاين.
في الفترة قيد التحقيق، كتب مزراحي أن شركة ضغط أمريكية تدعى ”الدائرة الثالثة“ (Third Circle) – التي يملكها عضو اللوبي الأمريكي المؤيد لقطر جاي فوتليك – تواصلت مع فيلدشتاين من أجل إضفاء طابع إيجابي على دور الدوحة كوسيط في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة.
وقال القاضي إن قطر أرادت أيضًا من فيلدشتاين نشر رسائل سلبية عن دور مصر في المفاوضات.
ولتحقيق هذه الغاية، توسط أوريخ بين “الدائرة الثالثة” وفيلدشتاين، الذي تم تعويضه ماليا من قبل فوتليك من خلال رجل الأعمال الإسرائيلي المقيم في الخليج غيل بيرغر، وفقًا لخلاصة مزراحي.
وفي الشهر الماضي، بثت هيئة البث الإسرائيلية ”كان“ تسجيلا لبيرغر يقول فيه إنه قام بالفعل بتحويل أموال من فوتليك إلى فيلدشتاين بينما كان الأخير يعمل متحدثًا باسم نتنياهو.

في الجلسة، سأل حداد ممثل الشرطة عما إذا كان ”العميل الأجنبي“ الذي يُزعم أن أوريخ وفيلدشتاين كانا على اتصال به هو عضو اللوبي فوتليك، أجاب ممثل الشرطة ”فوتليك ودولة قطر“.
أصول التحقيق
أمرت النائبة العامة غالي بهاراف-ميارا في أواخر فبراير بفتح تحقيق جنائي، تقوم به الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في العلاقات بين المسؤولين العاملين في مكتب رئيس الوزراء وقطر.
جاء هذا الإعلان في أعقاب تقرير زعم أن فيلدشتاين – الذي اتهم في نوفمبر بالإضرار بالأمن القومي في قضية منفصلة تتعلق بسرقة وتسريب وثائق سرية للجيش الإسرائيلي – عمل لصالح قطر عبر شركة دولية تعاقدت معها الدوحة لتزويد كبار الصحفيين الإسرائيليين بقصص مؤيدة لقطر.
كما أفادت تقارير في العام الماضي أن اثنين آخرين من مستشاري نتنياهو – أوريخ ويسرائيل آينهورن – منخرطين في حملة لتحسين صورة قطر فيما يتعلق باستضافة كأس العالم 2022.
نتنياهو يسخر وينتقد
أدلى نتنياهو بشهادة مفتوحة في القضية يوم الاثنين بعد استدعائه من قبل وحدة الجرائم ”لاهف 433“ التابعة للشرطة. وهو ليس مشتبهًا به في القضية.
وقال رئيس الوزراء للمحققين إنه لم يكن على علم بأي صلة بين أوريخ وفيلدشتاين وقطر أو ممثلين عن قطر، حسبما ذكرت أخبار القناة 12 يوم الثلاثاء.
وفي أعقاب اعتقال أوريخ وفيلدشتاين يوم الاثنين، أصدر نتنياهو بيانًا مصورًا اتهم فيه الشرطة باحتجاز مساعديه كـ”رهينتين“، مما أثار غضب عائلات الرهائن وسياسيين من المعارضة.
وقال نتنياهو في مقطع الفيديو ”لقد فهمت مسبقا أن هذا تحقيق سياسي، لكنني لم أدرك إلى أي مدى هذا هو الحال“. وأضاف ”إنهم يحتجزون يوناتان أوريخ وإيلي فيلدشتاين كرهينتين، ويثيرون المرارة في حياتهما دون سبب“.

صوّت مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع الشهر الماضي على إقالة رئيس الشاباك رونين بار. وقد ادعت الالتماسات المقدمة إلى المحكمة العليا أن هذه الخطوة، التي اقترحها نتنياهو، كانت تهدف إلى إحباط التحقيق في قضية “قطر-غيت”. ونفى نتنياهو هذا الادعاء ولكن يبدو أن بار في قد أيده في رسالة وجهها إلى الوزراء الشهر الماضي. وقد جمدت المحكمة إقالة بار مؤقتًا إلى أن تبت في الالتماسات.
استجواب محرر “جيروزاليم بوست” تحت طائلة التحذير
قبل استجواب أوريخ وفيلدشتاين، استجوبت الشرطة صباح الاثنين رجل أعمال وصل إلى إسرائيل وذكرت تقارير إنه أدلى بشهادته حول ما يعرفه بشأن تحويل الأموال من قطر إلى مساعدي نتنياهو.
وقد تم استدعاء أوريخ وفيلدشتاين فور انتهاء استجوابه، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.
كما استجوبت الشرطة صحفيًا كمشتبه به محتمل في التحقيق يوم الاثنين. وتم تحديد هويته مساء الثلاثاء بأنه رئيس تحرير صحيفة “جيروزاليم بوست” تسفيكا كلاين. ويشتبه في اتصاله بعميل أجنبي.
وقد تم استدعاء كلاين للإدلاء بشهادته، وتم استجوابه بعد ذلك تحت طائلة التحذير. وقال مصدر في الشرطة لصحيفة ”هآرتس“ إن سلطات إنفاذ القانون حصلت على التصريح اللازم من النيابة العامة لاستجواب كلاين، كما هو مطلوب عند استجواب الصحفيين.

وذكرت القناة 13 في فبراير أن فيلدشتاين المتحدث السابق باسم نتنياهو، أثناء عمله في رئاسة الوزراء، رتب زيارة إلى قطر لكلاين، الذي نشر تقريرًا عن رحلته التي استمرت ثلاثة أيام في أبريل 2024، التقى فيها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومسؤولين آخرين.
نشر كلاين على منصة X، ردًا على التقرير التلفزيوني، أنه زار قطر بدعوة مباشرة من الحكومة القطرية. وقال إنه لم يسبق له أن التقى بفيلدشتاين ولم يتحدث إلى فيلدششتاين، بصفة الأخير مسؤول العلاقات العامة، إلا بعد عودته من قطر للمرة الأولى، لتنسيق مقابلات تلفزيونية حول الزيارة على القناتين 12 و13. ولم يحدد كلاين كيفية اتصاله بفيلدشتاين، أو ما إذا كان يعرف أن فيلدشتاين عمل لصالح نتنياهو.
وقد تم الإفراج عن كلاين ورجل الأعمال الذي لم يكشف عن اسمه يوم الاثنين ووضعهما رهن الحبس المنزلي لمدة خمسة أيام.