مروان البرغوثي يجبر إسرائيل على اتخاذ قرار بين السيء والأسوأ
التفاوض مع القيادي في فتح المضرب عن الطعام سيمنحه الشرعية؛ وتجهاله قد يؤدي الى اشتعال الشارع الفلسطيني خلال زيارة ترامب
افي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسطفي تايمز أوف إسرائيل ، كما وتستضيفه عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كمعلق على شؤون الشرق الاوسط. حتى عام ٢٠١٢ شغل يساسخارف وظيفة مراسل الشؤون العربية في صحيفة هارتس بالاضافة الى كونه محاضر تاريخ فلسطيني معاصر في جامعة تل ابيب. تخرج بإمتياز من جامعة بن جوريون مع شهادة بكلوريوس في علوم الشرق الاوسط واستمر للحصول على ماجيستير امتياز من جامعة تل ابيب في هذا الموضوع. كما ويتكلم يساسخاروف العربية بطلاقة .

“شعبية الأسير مروان البرغوثي بعد الإضراب ارتفعت بشكل كبير جدا”، كتب محلل معروف في غزة، ناجي شراب، في موقع الأنباء الفلسطيني “دنيا الوطن” يوم الأربعاء.
البرغوثي “حول إلى أيقونة وطنية فلسطينية، واسمه يتردد في كل بيت وكل مكان”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر.
وفعلا، شهرا بعد اطلاق البرغوثي لإضراب عن الطعام مع اكثر من الف أسير أمني فلسطيني آخر، لا زال الطرف الإسرائيلي لا يدرك تأثير الإضراب على الجماهير الفلسطينية.
البرغوثي أصبح اسمع مسموع في كل شارع، في كل مظاهرة. الإضراب، الذي دخل يومه 31 يوم الأربعاء، لم يشعل الأراضي الفلسطينية، ولكن هناك اجماع الآن بين المحللين وصانعي القرار الفلسطينيين بأنه حول البرغوثي الى ما لا يقل عن رمز وطني. لو كان الفلسطينيون يريدون اجراء انتخابات رئاسية – وذلك لن يحدث قريبا – لكان فاز بالتأكيد.

وتحليل شراب في غزة ليس استثنائي. ان تتوجهون إلى أي مدينة فلسطينية في الضفة الغربية، سيبات واضحا أن الأسير الأول، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد ادانته في محكمة مدنية اسرائيلية بتنظيم عمليات قتل خلال الانتفاضة الثانية، يعتبره الفلسطينيون الآن كنلسون مانديلا الفلسطيني.
حتى الآن، تفضل القيادة الإسرائيلية تجاهل تأثير الإضراب على الرأي العام الفلسطيني. قد يكون الخوف من انتقادات اليمين – “ماذا سيقولون إن نوافق على بعض مطالب الأسرى؟” – هو أحد العوامل. أو، ربما، كون الإضراب لا ينمو داخل السجون ذاتها: انه يشمل في الوقت الحالي “فقط” 850 مشارك من اعضاء فتح – اقل من ثلث أسرى الحركة الذين يصل عددهم حوالي 3,000 اسير. وعدد صغير فقط من أسرى حماس انضموا إلى الإضراب.
والخضوع لمطالب البرغوثي قد يعزز مكانته في السجن، ويمنحه شكل من اشكال الإعتراف الإسرائيلي. وهناك اصوات اسرائيلية متكررة تدعي أن البرغوثي لا يحظى بنفوذ كبير في السجن، ولا يمكن تجاهل الأرقام التي تدعم هذا الإدعاء. هو يواجه المعارضة من قادة آخرين في فتح داخل السجن. وفي الخارج، حاول أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح تقويض الإضراب.
ولكن ما يهم البرغوثي هو مكانته لدى الجماهير الفلسطينية. قراره المبادرة للإضراب كان محاولة لتحسين مكانته مع اقتراب عهد ما بعد عباس. وفي هذه المسألة، قد حقق نجاحا.

لدى اسرائيل الآن خيارين: الأول سيء، والثاني اسوأ. الأول هو الحديث مع البرغوثي – ما يعطيه الشرعية، ولكن يقوض الإضراب. الثاني: الإستمرار مع توجه “لا تنازل”، وتمكين البرغوثي بناء صورته كشهيد معذب، بينما تخاطر في موت أسرى فلسطينيين، مع زيارة ترامب الوشيكة الى البلاد.
تعليقات على هذا المقال