مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية يقول أنه سيتم رفع العقوبات المفروضة على المستوطنين العنيفين
السيناتور الأمريكي ماركو روبيو لم يحدد جدولا زمنيا لعكس سياسة بايدن، ويقول إنه يتوقع أن إدارة ترامب " ستظل ربما الإدارة الأكثر تأييدا لإسرائيل"

قال ماركو روبيو، مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، يوم الأربعاء، إن الإدارة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ستنهي نظام العقوبات الذي فرضته إدارة بايدن العام الماضي ضد المستوطنين الإسرائيليين العنيفين.
وقال روبيو، متحدثا أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة لتأكيد تعيينه ركزت بشكل كبير على إسرائيل، إنه يؤيد إلغاء تأشيرات أي شخص في البلاد يدعم حركة حماس، وأضاف أنه يدعم توسيع “اتفاقيات إبراهيم” التي تم التوصل إليها في عهد ترامب.
وقال روبيو بعد تأكيده أن إدارة ترامب ستلغي العقوبات التي فرضها الرئيس المنتهية ولايته على المستوطنين العنيفين: “دون أن أتحدث خارج السياق، فأنا واثق من القول إن إدارة الرئيس ترامب ستظل ربما الإدارة الأكثر تأييدا لإسرائيل في التاريخ الأمريكي”.
كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن العقوبات في الأول من فبراير 2024، مع تصاعد الإحباط الأمريكي بسبب فشل إسرائيل في وضع حد لعنف المستوطنين المتفشي الذي يستهدف الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية.
منذ الأمر التنفيذي، تم فرض عقوبات على 17 فردا و16 كيانا في ثماني دفعات منفصلة.
وانضمت مجموعة من الدول الغربية الأخرى إلى الولايات المتحدة في فرض مثل هذه العقوبات، والتي كانت موضع انتقادات بين اليمين المتطرف في إسرائيل.
ولم يحدد روبيو جدولا زمنيا لإلغاء العقوبات.

وفي الشهر الماضي، توقع مسؤول إسرائيلي تحدث لـ”تايمز أوف إسرائيل” أن تستغل واشنطن احتمال إلغاء العقوبات كوسيلة ضغط في علاقاتها مع القدس. ولم يعلق ترامب نفسه علنا على ما إذا كان سيلغى الأمر أم لا.
كما رد روبيو بالإيجاب عندما سئل عما إذا كانت إدارة ترامب ستوقف سياسة منح الإعفاءات التي تسمح لمسؤولي السلطة الفلسطينية بعقد اجتماعات سياسية في واشنطن.
وقال روبيو أيضا إنه ينوي أن يكون “حازما للغاية” في التأكد من ترحيل أنصار حماس في الولايات المتحدة.
وقال: “إذا تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة وفي عملية النظر في طلبك، اتضح أنك من أنصار حماس، فلن نسمح لك بالدخول. الآن بعد أن حصلت على التأشيرة و[أنت] داخل الولايات المتحدة وأدركنا أنك من أنصار حماس، يجب أن نقوم بسحب تأشيرتك. إذا لم تتمكن من الدخول لأنك من أنصار حماس، فلا ينبغي أن تتمكن من البقاء. هذه هي الطريقة التي أرى بها الأمور”.

لقد كانت هذه القضية موضوعا ساخنا منذ انفجار النشاط المؤيد للفلسطينيين، وخاصة في الجامعات الأمريكية، منذ السابع من أكتوبر، والذي تضمن في عدد قليل من الحالات البارزة إظهار الدعم العلني لحماس.
ولقد تعهد ترامب بترحيل الطلاب المتورطين في مثل هذه الأنشطة، وهو إجراء مثير للجدل يقول المعارضون إنه ينتهك الحق في الاحتجاج بحرية.
كان روبيو نفسه قد دعا في وقت سابق إلى اتخاذ تدابير مماثلة في مقال رأي مشترك مع السناتور الجمهوري ديف ماكورميك، الذي حثه على إعلان سحب التأشيرات أثناء جلسة الاستماع. وأشار ماكورميك إلى “العنف المؤيد للإرهاب في حرم جامعاتنا” أثناء الجلسة، إلا أن أن روبيو نفسه لم يحدد ما يعنيه بالوصف “مؤيد لحماس”.

بالإضافة إلى كونها أكثر ودية بشكل ملحوظ من جلسة تأكيد تعيين وزير الدفاع بيت هيغسيث يوم الثلاثاء، فقد طغت أيضا على جلسة روبيو الأنباء عن اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس وتم الإعلان عنه في منتصف الجلسة.
وقال روبيو إنه “متفائل” بشأن الاتفاق، مشيرا إلى أنه ليس لديه تفاصيل أكثر اكتمالا عنه. وأشاد بإدارة بايدن وفريق ترامب الانتقالي لعملهما “جنبا إلى جنب” على الاتفاق.
عند مناقشة الاتفاق وأمور أخرى، دافع عن سلوك إسرائيل في غزة، والذي أثار انتقادات عالمية شرسة، وأصر على أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين عمدا، وهي تهمة يدفع بها المنتقدون وتنفيها إسرائيل.

وبينما تعهد بمواصلة الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل، ندد أيضا بأشد العبارات بحماس، التي أشعلت الفظائع التي ارتكبتها في هجومها ضد إسرائيل في أكتوبر 2023 شرارة القتال المستمر منذ 15 شهرا في قطاع غزة والذي من المفترض أن ينتهي بموجب الاتفاق متعدد المراحل الذي تم توقيعه يوم الأربعاء.
وقال روبيو: “كيف يمكن لأي دولة قومية على هذا الكوكب أن تتعايش جنبا إلى جنب مع مجموعة من المتوحشين مثل حماس؟”
كما سأل السناتور الجمهوري تيد كروز من تكساس، الذي استفسر عن إلغاء العقوبات المفروضة على المستوطنين، روبيو عما إذا كان سيلتزم “بإنهاء السياسات التمييزية، بما في ذلك سياسات المقاطعة السرية لإدارة بايدن ضد اليهود في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]”. ولم يوضح كروز ما كان يشير إليه، لكن روبيو رد بـ “نعم”.
وكان أول سفير لبايدن، توم نايدز، قد أعلن أنه لن يزور أي مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولايته، لكنه كسر الحظر الذي فرضه على نفسه لزيارة منزل في إحدى المستوطنات لتقديم العزاء في ضحية هجوم فلسطيني في نوفمبر 2022.

وانتقد السيناتور عن ولاية فلوريدا المحكمة الجنائية الدولية بسبب قضية “الإبادة الجماعية” المستمرة ضد إسرائيل بسبب الحرب في غزة، منتقدا “التكافؤ الأخلاقي” الذي تم إنشاؤه بين حماس والدولة اليهودية.
وقال روبيو: “أعتقد أن المحكمة الجنائية الدولية، إذا لم تتخلى عن هذخ القضية، ستجد أن مصداقيتها على المستوى العالمي قد تضررت بشدة وأنا أظن أن الولايات المتحدة يجب أن تشعر بقلق بالغ، لأنني أعتقد أن هذا اختبار تجريبي لتطبيقه على أفراد القوات المسلحة الأمريكية والقادة الأمريكيين في المستقبل”.
ردا على سؤال بشأن إيران، تعهد روبيو بأن حصول طهران على الأسلحة النووية “لا يمكن السماح به تحت أي ظرف من الظروف”.
وقال روبيو: “أي تنازلات نقدمها للنظام الإيراني يجب أن نتوقع أنهم سيستخدمونها كما استخدموا في الماضي لإعادة بناء أسلحتهم ومحاولة إعادة تشغيل رعايتهم لحزب الله والكيانات الأخرى ذات الصلة في جميع أنحاء المنطقة لأنهم يسعون إلى أن يصبحوا القوة الإقليمية المهيمنة”. وأضاف: “هذا هو هدفهم المعلن وكان واضحا من خلال الإجراءات التي اتخذوها”.

وسلط روبيو الضوء مرارا وتكرارا طوال جلسة الاستماع على ما أسماه “الفرص” في الشرق الأوسط، بما في ذلك سقوط نظام الأسد في سوريا وإضعاف لبنان وإيران، مشيرا إلى أن مثل هذه التطورات يمكن أن تفيد إسرائيل. وعندما سُئل في وقت ما عن اتفاقيات إبراهيم، اتفاقيات التطبيع التاريخية التي أبرمها ترامب بين إسرائيل وبعض جيرانها، قال السيناتور إنه يأمل في دفع المملكة السعودية للانضمام إليها قريبا.
وتعهد بتعيين مبعوث خاص لوزارة الخارجية لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية في المنصب الذي تشغله حاليا ديبورا ليبستادت، رغم أنه لم يشر إلى من سيكون هذا الشخص. في ولايته الأولى، لم يعين ترامب شخصا في هذا المنصب بشكل فوري، مما أثار انتقادات.
ساهمت في هذا التقرير جيه تي ايه ووكالات وطاقم تايمز أوف إسرائيل