إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

مراسم حماس لتسليم الرهائن أثارت غضب الولايات المتحدة وزادت الضغوط لوضع خطة لطرد الحركة

دبلوماسيون يقولون إن استخدام حماس للمراسم لاستعراض القوة أثار غضب إدارة ترامب، التي عززت الآن ضغوطها على حلفائها العرب لوضع خطة للإطاحة بالحركة

الرهينتان الإسرائيليين تال شوهام (يسار) وأفيرا منغيستو على منصة مع عناصر ملثمين من حماس في رفح، جنوب قطاع غزة، 22 فبراير 2025. (AP/Jehad Alshrafi)
الرهينتان الإسرائيليين تال شوهام (يسار) وأفيرا منغيستو على منصة مع عناصر ملثمين من حماس في رفح، جنوب قطاع غزة، 22 فبراير 2025. (AP/Jehad Alshrafi)

قال دبلوماسيان دوليان لتايمز أوف إسرائيل إن مراسم إطلاق سراح الرهائن المليئة بالدعاية التي أقامتها حماس طوال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار قوضت فرص الحركة في البقاء في السلطة في غزة.

وقد سعت حماس إلى استخدام هذه الاحتفالات لإظهار أنها لا تزال تسيطر على القطاع الساحلي بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب مع إسرائيل. وقد نددت إسرائيل وغيرها من الدول بهذه العروض ووصفتها بأنها “مهينة” وقد طالبت بوقفها قبل إطلاق سراح المزيد من الأسرى في مقابل إطلاق سراح الرهائن.

وقد تم عرض الرهائن على منصات محاطين بمسلحين ملثمين، وتم منحهم “شهادات إفراج” و”أكياس هدايا”، والتلويح للحشود من المدنيين المشاهدين وتقديم الشكر لخاطفيهم. وفي يوم السبت، تم إحضار رهينتين لم يتم إطلاق سراحهما في المرحلة الحالية من الصفقة في سيارة كانت متوقفة بالقرب من المنصة لمشاهدت مراسم التسليم، وتم تصويرهما في مقطع فيديو دعائي.

وقد تم وضع ملصقات تظهر قادة حماس العسكريين القتلى وشعارات تتعهد باسمترار سيطرة الحركة على المنصات، حتى أن بعضها سخر من خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنقل سكان غزة. كما أقيمت احتفالات مماثلة عند تسليم رفات الرهائن القتلى.

وقال دبلوماسي عربي ودبلوماسي في الاتحاد الأوروبي تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما هذا الأسبوع إن العروض دفعت إدارة ترامب إلى تكثيف ضغوطها على حلفائها العرب لوضع خطة لإدارة غزة بعد الحرب تشمل إبعاد حماس عن السلطة.

وقال الدبلوماسي الأوروبي: “هذا أمر أرادته الدول العربية من قبل ولكنها استسلمت لحقيقة أنه غير ممكن، نظرا لأن إسرائيل حاولت هزيمة حماس لأكثر من عام ولم تنجح في ذلك”.

نعوش تحتوي على جثامين الرهائن الإسرائيليين القتلى شيري بيباس وطفليها أريئل وكفير وعوديد ليفشيتس، معروضة على منصة مع رسالة دعائية قبل تسليمها إلى الصليب الأحمر من قبل عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي في خان يونس، قطاع غزة، 20 فبراير، 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

ويضيف الدبلوماسي العربي: “لقد أرسلت حماس إشارات تفيد بأنها مستعدة للتخلي عن حكم غزة. التخلي عن أسلحتها سوف يكون أكثر صعوبة، ولكن هذا الأمر نوقش في المنطقة في الأسابيع الأخيرة”.

وقال الدبلوماسيان إن حلفاء واشنطن العرب بقيادة مصر يعدون خطة لإدارة غزة بعد الحرب والتي تتصور تجريد حماس من سلطتها الحاكمة، مع السماح للفلسطينيين بالبقاء في القطاع، على عكس اقتراح ترامب بتولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة.

مقاتلو حماس ينتشرون في رفح قبل الإفراج المقرر عن اثنين من بين ستة رهائن إسرائيليين من المقرر تسليمهم إلى الصليب الأحمر في قطاع غزة في 22 فبراير 2025. (AP/Jehad Alshrafi)

وأقروا بأن الاقتراح يستند إلى ذات الإطار الأساسي الذي تمت مناقشته خلال العام الماضي مع إدارة بايدن: مشاركة الدول العربية في أمن غزة وإعادة إعمارها إلى جانب السلطة الفلسطينية وبدعوة منها.

لكن أشار الدبلوماسيان إلى استبعاد احتمال تنفيذ الخطة بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية منح موطئ قدم في غزة للسلطة الفلسطينية، التي شبهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بحماس.

وهذا يرجح العودة في نهاية المطاف إلى الحرب، قال الدبلوماسيان، وأشارا إلى القبول المتزايد في واشنطن لهذا الاحتمال.

وبينما ألقى المسؤولان اللوم على مراسم إطلاق سراح الرهائن التي نظمتها حماس، لكن مسؤولا إسرائيليا قال إن قرار وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر الشهر الماضي بعرض لقطات من هجوم حماس في السابع من أكتوبر على المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف كان له تأثير عميق على كبير مساعدي ترامب.

وقال ويتكوف الأسبوع الماضي: “لقد حصلت على بعض السياق الذي كان من المهم بالنسبة لي أن أحصل عليه”.

ومن المقرر أن يتوجه المبعوث الأميركي إلى المنطقة في الأيام المقبلة، ومن المقرر أن تكون إسرائيل المحطة الأولى في جولته السريعة.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، برفقة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، والسفير لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، ومدير طاقم رئيس الوزراء تساحي برافرمان، في واشنطن في 4 فبراير 2025. (Avi Ohayon/GPO)

وقال يوم الأحد إن هدفه الأولي سيكون تمديد المرحلة الأولى من اتفاق الرهائن الجاري.

وأصر ويتكوف على أن المرحلة الثانية لا تزال هدفاً أميركياً، ولكنها تنص على نهاية للحرب وهو ما لا يبدو نتنياهو مستعداً لقبوله، حتى في مقابل الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين.

وردا على موقف القدس، بدأت إدارة ترامب بالفعل في الابتعاد عن الإطار الذي وضعه الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. وقد انتقد ويتكوف مرارًا وتكرارًا المرحلة الثالثة من الاقتراح بسبب الجدول الزمني “غير الواقعي” لإعادة الإعمار في غضون خمس سنوات.

لكن الابتعاد عن خطة بايدن امتد إلى أبعد من ذلك، مع قرار ويتكوف إعادة صياغة شروط المرحلة الأولى.

وبدا أنه يغير شروط المرحلة الثانية، حيث قال يوم الأحد إنها “تتعلق إلى حد كبير بأمرين – وقف إطلاق النار الدائم وحقيقة أنه لا يمكن السماح لحماس بالعودة إلى الحكم”.

ولكن الملاحق المتاحة للجمهور للاتفاق لا تتضمن أي ذكر للفكرة الأخيرة، وقال الدبلوماسي العربي إن المقاطع المحررة لا تتضمن أي ذكر للفكرة الأخيرة أيضا.

مشيعون قبل مراسم جنازة الرهينة الإسرائيلي المقتول عوديد ليفشيتس، في ريشون لتسيون، 25 فبراير، 2025. (Miriam Alster/Flash90)

وحتى قبل الخوض في تمديد المرحلة الأولى، يسعى ويتكوف مع الوسطاء العرب قطر ومصر إلى تجاوز الجمود في مسألة الدفعة الأخيرة من الإفراجات في المرحلة الأولى.

وكان من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح 602 أسير أمني فلسطيني يوم السبت لكنها رفضت القيام بذلك، مشيرة إلى مراسم حماس المهينة لتسليم الرهائن والخطأ في تسليم جثمان شيري بيباس.

وقال المسؤول الإسرائيلي أنه تمت مناقشة عدة صيغ لإقناع إسرائيل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين هذا الأسبوع مقابل أربعة الجثامين الأخيرة للرهائن القتلى المقرر تسليمها في المرحلة الأولى.

وأصرت اسرائيل على أن تسلم حماس الجثامين قبل إطلاق سراح الأسرى، في حين رفضت الحركة حتى الآن ذلك، بحسب المسؤول الإسرائيلي.

امرأة تنعى بجوار صور الرهائن الإسرائيليين الراحلين أرييل (يسار) وكفير (الثاني من اليسار) بيباس وعوديد ليفشيتس (وسط الصورة في الأعلى) وشيري بيباس (وسط الصورة في الأسفل) بينما يتجمع الناس في ساحة الرهائن في تل أبيب، قبل إطلاق سراح الرهائن في 22 فبراير 2025. (Jack GUEZ / AFP)

وكشف المسؤول الإسرائيلي أن الوسطاء حصلوا على التزام من حماس بعدم إقامة مراسم عند تسليم جثامين الرهائن الأربعة، على الرغم من تقديمها تأكيدات مماثلة قبل تسليم جثامين عائلة بيباس الأسبوع الماضي، مضيفا أن قيادة حماس في الخارج إما لم ترغب أو لم تكن قادرة على إقناع قادتها في غزة بتلبية الطلب.

ورغم أن التوصل إلى اتفاق لا يزال بعيد المنال، قال المسؤول الإسرائيلي إنه متفائل بأن الوسطاء سينجحون في التوصل إلى حل وسط.

لكن هذا يعني اتفاق الأطراف حتى نهاية الأسبوع فقط، ويأمل الوسطاء أن يعطي مثل هذا الاتفاق الزخم لتمديد إضافي خلال شهر رمضان المبارك، الذي يبدأ الأسبوع المقبل. وقال المسؤول الإسرائيلي: “نحن نفكر في أيام وليس أسابيع”.

اقرأ المزيد عن