مدير المخابرات العسكرية السابق بعد حادث منشأة نطنز النووية: الضغط الأقصى على إيران لم ينجح
بغض النظر عن الأضرار التي لحقت بمنشأة التخصيب، قال عاموس يادلين إن إيران لديها المعرفة لدفع برنامجها النووي إلى الأمام؛ قال محلل آخر إن طهران قد تهاجم إسرائيل قريباً
قال عاموس يادلين، مدير المخابرات العسكرية السابق للجيش الإسرائيلي، إنه قلق بشأن البرنامج النووي الإيراني يوم الأحد، بعد انقطاع كبير للكهرباء أدى إلى توقف تخصيب اليورانيوم في منشأة نطنز النووية الإيرانية.
وقالت مصادر استخباراتية لم يتم تحديدها لوسائل إعلام عبرية إن جهاز الموساد الإسرائيلي يقف وراء انقطاع التيار الكهربائي. ووصفت إيران الحادث بأنه “إرهاب نووي”.
وجاء الحادث بعد أن بدأت طهران وواشنطن محادثات غير مباشرة لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في فيينا الأسبوع الماضي، وهو تقارب محتمل تعارضه إسرائيل بشدة.
وشهدت الأسابيع الأخيرة أيضا تصاعد التوترات واتهامات بالتخريب البحري بين إسرائيل وإيران.
وقال يادلين إن انقطاع كهرباء ناجم عن هجوم إلكتروني لن يمثل مشكلة كبيرة إذا كان لدى إيران أنظمة احتياطية، مثل مولدات الطاقة، وسيكون مجرد رسالة إلى طهران.
وقال أنه إذا أصاب الهجوم المفترض أنظمة الطاقة الاحتياطية بالمنشأة “فسيكون أكثر خطورة” ومن المرجح أن تستغرق إيران عدة أشهر للتعافي منه.
وقال يادلين، الذي يرأس معهد دراسات الأمن القومي: “لكن إذا تم اصابة جميع أجهزة الطرد المركزي البالغ عددها 6000 – القديمة والجديدة – فهذا إنجاز استثنائي”.
وقال يادلين إن المزيد من التسريبات في الأيام المقبلة ستكشف معلومات اضافية أضرار التي لحقت بالمنشأة.
وأضاف أن إيران لديها المعرفة اللازمة لمواصلة برنامجها النووي بغض النظر عن الأضرار.
وقال إن حملة “الضغط الأقصى” التي شنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم تبطئ جهود إيران النووية، بل دفعتها إلى الأمام، وأن إيران هي التي تحدد الشروط في المحادثات في فيينا بمطالبتها المتشددة بتخفيف كامل للعقوبات.
وأن “حملة الضغط الأقصى لم توقفهم، بل فعلت العكس”.
وقال يادلين إن المخابرات والجيش الإسرائيلي يراقبان التطورات، لكن جهود البلاد الدبلوماسية ضعيفة، مع تركيز نتنياهو على السياسة ومحاكمته، وبينما لا تزال الحكومة غارقة في مأزق سياسي بعد انتخابات الشهر الماضي.
وقال محلل القناة 13 الدفاعي ألون بن دافيد إن الضرر الذي لحق بنطنز يمكن أن يقوض النفوذ الإيراني في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وقال: “في القنوات الأمنية والاستخباراتية، أعرب مسؤولون أمريكيون عن رضاهم عن الأضرار التي لحقت بالمنشأة”.
وقال محلل القناة 12 الدفاعي إيهود يعاري أنه مع تسريبات الموساد المفترضة لوسائل الإعلام العبرية التي يتبنى فيها المسؤولية عن حادثة نطنز، “نقترب من اللحظة” حيث لن يكون أمام طهران خيار سوى الرد بضربة عسكرية.
وأشار يعاري إلى أن إيران ضبطت نفسها حتى الآن، على الرغم من اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في نوفمبر 2020، والذي ألقت باللوم فيه على إسرائيل، والضربات الإسرائيلية المتتالية في سوريا. وقال إن المخابرات الإسرائيلية أعربت قبل عدة أشهر عن مخاوفها من أن إيران وصلت إلى نقطة الغليان وقد تطلق هجوم قريباً.
وأضاف يعاري أنه على الرغم من النكسات المختلفة المنسوبة لإسرائيل، إلا أن إيران واصلت إحراز تقدم في برنامجها النووي.
وقال إن تصريحات إيران بشأن حادثة الأحد تشير إلى أن المسؤولين هناك يعتقدون أن انقطاع الكهرباء كان هجومًا متعمدًا وأن لهم الحق في الرد.
إذا وصفوا الحادث بـ”الإرهاب النووي، فهذا يعني أن أضرار لحقت بأجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم هناك”، على حد قوله.
وقال جيمس وولسي، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، الشهر الماضي إن واشنطن تقلل من شأن التهديد النووي الإيراني، وأن طهران لديها بالفعل المكونات اللازمة لصنع قنبلة، وأن المخابرات الأمريكية والمفتشين النوويين قد لا يلاحظون الأدلة على اقتراب إيران من حيازة سلاح نووي.
ويمكن لكوريا الشمالية، المتعطشة للنفط الإيراني، اختبار الأسلحة الإيرانية بنفسها، أو تبادل المعرفة مع طهران، تحت رادار المخابرات الأمريكية. وقال وولسي إن كوريا الشمالية وروسيا والصين وربما باكستان ساعدوا البرنامج النووي الإيراني.
وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، شهدت منشأة نطنز الواقعة تحت الأرض انقطاع كهربائي فيما كان يُعتقد على نطاق واسع أنه هجوم إلكتروني إسرائيلي. وقالت إيران إن الهجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا ولم يتسبب في تلوث إشعاعي. وامتنعت إسرائيل رسميًا عن التعليق على الأمر، ولم تتهم إيران على الدولة اليهودية مباشرة بأنها مسؤولة عن الحادث.
ومساء الأحد، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر استخباراتية لم تسمها قولها إن الموساد متورط في الهجوم، الذي قيل إنه كان أشد خطورة مما أشارت إليه إيران.
ووفقًا لأخبار القناة 13، تسبب الهجوم الإلكتروني في “ضرر جسيم في قلب برنامج التخصيب الإيراني”.
وقيل أيضا إن توقيت الهجوم كان متعمدا، حيث يأتي يوما بعد احتفال إيران باليوم الوطني للتكنولوجيا النووية؛ يوما بعد بدء العلماء الإيرانيين تشغيل أجهزة طرد مركزي أكثر قوة؛ ووسط المحادثات الجارية في فيينا التي تهدف إلى احياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي تعارضه إسرائيل بشدة.
ويبدو أن التخريب في نطنز يهدف لعرقلة جهود إيران لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة من خلال تخزين كميات أكبر من اليورانيوم وتخصيبه إلى مستويات أعلى، بينما يتفاوض الجانبان على العودة إلى الاتفاق.