إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

مخطط الاتفاق الأمريكي الجديد ينص على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء، ووقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وخيار استئناف الحرب

وزراء يمينيون وعائلات رهائن متشددة يعارضون الاتفاق المقترح، قائلين إن حماس ”على ركبتيها“ وإن على الجيش الإسرائيلي دفع الحركة إلى الاستسلام وإطلاق سراح جميع الرهائن

عائلات ومناصرين للإسرائيليين المختطفين من قبل حركة حماس في غزة يغلقون طريق أيالون السريع في تل أبيب، إحياءً لذكرى مرور 600 يوم على اختطاف الرهائن، 28 مايو 2025. (Flash90)
عائلات ومناصرين للإسرائيليين المختطفين من قبل حركة حماس في غزة يغلقون طريق أيالون السريع في تل أبيب، إحياءً لذكرى مرور 600 يوم على اختطاف الرهائن، 28 مايو 2025. (Flash90)

أكد مسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الخميس أن الاقتراح الجديد الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ينص على الإفراج عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء محتجزين في غزة وإعادة جثامين 18 رهينة، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما.

جاء هذا التأكيد في الوقت الذي أبدى فيه وزراء من اليمين وبعض عائلات الرهائن المتشددة معارضتهم للصفقة المقترحة، بدعوى أن حماس أضعف وأن الوقت قد حان لإجبار الحركة على الاستسلام.

في إطار الاقتراح الأمريكي، ستستأنف الأمم المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، بدلا من الآلية الإسرائيلية الجديدة التي بدأت العمل هذا الأسبوع، حسبما قال المسؤول الإسرائيلي. وقد رفضت الأمم المتحدة التعاون مع الآلية الجديدة، قائلة إنها غير كافية لتلبية احتياجات السكان المدنيين في غزة، وتسمح لإسرائيل باستخدام الإمدادات الغذائية كسلاح.

وفقا للمسؤول الإسرائيلي، لن يتضمن نص الاتفاق المقترح من ويتكوف تعهدا إسرائيليا بإنهاء الحرب.

وكانت هذه المسألة حتى الآن هي نقطة الخلاف الرئيسية، حيث أصرت إسرائيل على أن أي وقف لإطلاق النار سيكون مؤقتا، بينما أصرت حماس على إنهاء القتال بشكل دائم. وقد انهار اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن السابق عندما رفضت إسرائيل المضي قدما في المحادثات لإنهاء الحرب.

فلسطينيون يحملون أكياس دقيق خارج نقطة توزيع تابعة لـ ”مؤسسة غزة الإنسانية“ في دير البلح بقطاع غزة، 28 مايو 2025. (Ali Hassan/Flash90)

وأفادت قناة “الغد” العربية يوم الخميس أن المخطط تم تقديمه خلال الليل إلى كل من حماس وإسرائيل، وأنه يدعو إلى الإفراج عن نصف عدد الرهائن المتفق عليه في اليوم الأول من الهدنة، والنصف الآخر في اليوم السابع.

وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، و1111 من سكان غزة المعتقلين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، و180 جثة لفلسطينيين تحتجزهم إسرائيل حاليا، وفقا لقناة الغد.

كما أفادت القناة العربية أن المقترح يتضمن ضمانة أمريكية بمواصلة المفاوضات طوال فترة الهدنة حتى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

يوم الأربعاء، قالت حماس س إنها توصلت إلى اتفاق مع ويتكوف بشأن ”إطار عام“ لاتفاق وقف إطلاق النار، وتنتظر الآن ”ردا نهائيا“.

وزعمت الحركة أن الإطار الذي وافقت عليه سيضمن ”وقفا دائما لإطلاق النار“، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، وتدفق المساعدات الإنسانية، وتشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين المستقلين لتولي السيطرة على قطاع غزة بدلا من حماس.

يوم الخميس، قال نفس المسؤول الإسرائيلي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ إن اجتماعا عُقد في واشنطن في وقت سابق من هذا الأسبوع بين ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بشأن قضية الرهائن وإيران كان “صعبا”، مضيفا أن ويتكوف بدأ يفقد صبره تجاه إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بـ”الدراما“.

وأشار المسؤول إلى مقطع فيديو نشره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين قال فيه إنه يأمل في الإعلان عن موضوع الرهائن المحتجزين في غزة ”اليوم أو غدا“.

لكن نتنياهو تراجع لاحقا عن هذا التصريح.

من اليسار: وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في مؤتمر الاتحاد اليهودي للصحافة في القدس، في 28 أبريل 2025. (Chaim Goldberg/Flash90)؛ من اليمين: المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يتحدث في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن، 28 مايو 2025. (AP Photo/Evan Vucci)

وزراء اليمين يعارضون صفقة الرهائن

أعرب وزير الشتات عميحاي شيكلي، من حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، يوم الخميس عن معارضته لمخطط صفقة الرهائن المزعوم، مشيرا إلى حقيقة أن المخطط يواصل الإطار التدريجي بدلا من الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة.

وكتب شيكلي على منصة X: “كفانا من تكتيكات السلامي هذه”، ودعا إلى السماح للجيش الإسرائيلي بـ”إكمال المهمة” في السيطرة على غزة وإجبار حماس على الاستسلام ونزع سلاحها.

كما دعا إلى اتفاق على عودة جميع المختطفين مقابل السماح لمن تبقى من قادة حماس بمغادرة القطاع.

وحثت وزيرة المستوطنات اليمينية المتطرفة أوريت ستروك عبر منصة X رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مواصلة القتال، بدعوى أن حماس ”على ركبتيها“ وأن إسرائيل يجب ألا ”تنحني“ الآن.

وأكد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مكررا تصريحاته التي أدلى بها يوم الأربعاء، معارضته للاقتراح الجديد.

وقال سموتيرتش لإذاعة 130FM يوم الخميس: ”أعترض على منح حماس حبل نجاة. إن حماس في محنة. النظام الجديد [الذي تدعمه إسرائيل] لتوزيع المساعدات يعزل حماس عن السكان“.

وأضاف، ردا على تقارير تفيد بأن المخطط سيشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي استولى عليها مؤخرا، بما في ذلك محور موراغ: ”لن نغادر المناطق التي احتللناها“.

من اليسار: وزيرة المستوطنات أوريت ستروك تحضر اجتماعاً لكتلة حزبها في الكنيست في موشاف أفيفيم، 1 ديسمبر 2024. (Ayal Margolin/Flash90)؛ في الوسط: وزير شؤون الشتات أميحاي تشيكلي في اللد، 15 أبريل 2025. (Jonathan Shaul/Flash90)؛ من اليمين: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في الكنيست في القدس، 19 مايو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

كما انتقد بعض أقارب الرهائن الاقتراح المعلن.

وقال شمعون أور، عم الأسير أفيناتان أور، لموقع “واينت”: ”هذه صفقة قاسية وغير أخلاقية ولا تحقق الهدف“ المتمثل في إخراج حماس من غزة.

واتهم عم الرهينة نتنياهو بالتمسك بفكرة بالية مفادها “إمكانية عقد صفقات مع حماس”، مجادلا بأنه حتى لو توقفت الحرب، فإن الحركة لن تُفرج عن جميع الرهائن.

وقالت ياعيل أدار، والدة تامير أدار، الذي قُتل أثناء قتاله المسلحين في 7 أكتوبر قبل أن تُختطف جثته إلى غزة، للموقع إنها تفضل اتفاقا شاملا يعيد جميع الرهائن لأن ”الصفقات الجزئية تثير دائمًا السؤال حول من سيكون على القائمة“.

أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن غالبية الرأي العام الإسرائيلي يؤيد اتفاقا لضمان الإفراج عن جميع الرهائن، حتى لو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب ضد حماس.

لكن نتنياهو قال إنه لن يوافق إلا على وقف إطلاق النار مؤقتا، طالما بقيت حماس في السلطة واحتفظت بأسلحتها. ويصر على استئناف القتال في غزة بعد أي هدنة مؤقتة، حتى يتم القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن. كما أضاف مؤخرا إلى هذه المطالب تنفيذ اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة خارج القطاع.

وأعاد رئيس الوزراء الأسبوع الماضي فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، بسبب ما قال إنه رفض حماس قبول اقتراح ويتكوف السابق بوقف إطلاق النار لفترة قصيرة مقابل الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء، وهو ما وافقت عليه إسرائيل.

وأعرب نتنياهو عن انفتاحه على فكرة إجراء مفاوضات هذه المرة حول وقف إطلاق النار الدائم بمجرد التوصل إلى هدنة مؤقتة. لكن إسرائيل رفضت بحسب تقارير مطالب حماس بضمانات من الوسطاء بأن تبقى القدس على طاولة المفاوضات.

أشخاص يشاركون في مظاهرة للمطالبة بإنهاء الحرب والإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تل أبيب، إسرائيل، 24 مايو 2025. (AP Photo/Leo Correa)

تحتجز الجماعات المسلحة في قطاع غزة 58 رهينة، من بينهم 57 من أصل 251 اختطفهم مسلحو حماس في السابع من أكتوبر 2023.

ويشمل هذا العدد جثث ما لا يقل عن 35 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقلتهم، ويُعتقد أن 20 آخرين على قيد الحياة. وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم البالغ على سلامة ثلاثة آخرين.

أفرجت حماس عن 30 رهينة – 20 مدنيا إسرائيليا وخمس مجندات وخمسة مواطنين تايلانديين – وجثامين ثمانية رهائن إسرائيليين خلال وقف إطلاق النار بين يناير ومارس، ورهينة إضافية، وهو مواطن أمريكي-إسرائيلي، في مايو ”كبادرة حسن نية“ تجاه الولايات المتحدة. وأطلقت الحركة سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر 2023، وأُطلق سراح أربع رهائن قبل ذلك في الأسابيع الأولى من الحرب. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح حوالي 2000 اسير فلسطيني، من بينهم أمنيين، ومعتقلين من غزة اعتُقلوا خلال الحرب.

كما تم تحرير ثمانية رهائن من الأسر على يد القوات الإسرائيلية، والعثور على جثث 41 شخصا، من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ على يد الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم، ورفات جندي قُتل في عام 2014.

ولا يزال رفات جندي آخر قُتل في عام 2014، وهو الملازم أول هدار غولدين، في حوزة حركة حماس، ويُحسب ضمن الرهائن الـ 58.

اقرأ المزيد عن