إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

محتجون يقاطعون خطاب يائير غولان في مؤتمر مرددين هتافات “خائن”

رئيس حزب "الديمقراطيون" اليساري يرد على المتظاهرين ويتهمهم بتمزيق البلاد؛ قادة المعارضة يدينون الهتافات، والوزير اليميني المتطرف بن غفير يشيد بها

تعرض زعيم حزب “الديمقراطيون” يائير غولان للمقاطعة وصيحات الاستهجان من قبل متظاهرين رددوا هتافات “خائن” باتجاهه يوم الثلاثاء خلال خطاب ألقاه في مؤتمر، مما دفع الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي إلى الرد على المتظاهرين قائلا لهم “أنتم لا تعرفون سوى الكراهية”.

ولقد أصبح غولان، زعيم الحزب اليساري البارز، محور احتجاجات اليمين منذ تصريحات له، تراجع عنها لاحقا، في الأسبوع الماضي قال خلالها إن إسرائيل تقتل الأطفال في غزة “كهواية”.

وبينما أدان قادة المعارضة المحتجين وأشادوا بغولان، قال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إن الاتهام صحيح.

وشوهد المحتجون في مقطع فيديو وهم يرددون هتافات “خائن” تجاه غولان في محاولة للتشويش على خطابه من خلال صيحات الاستهجان والصفير وصفارات الإنذار وغيرها من أدوات إحداث الضوضاء.

ورد غولان وسط الضجيج في مؤتمر سديروت السنوي للتعليم والمجتمع، الذي عقد في كلية “كاي” الأكاديمية للتربية والتعليم في بئر السبع، قائلا: ”عار عليكم. أنتم تمزقون الدولة، في مؤتمر يهدف إلى مناقشة كيفية إعادة بناء ما لم تتمكنوا من تدميره بعد“.

وقال غولان لمقاطعيه: ”بسبب أشخاص مثلكم تم اغتيال [رئيس الوزراء الأسبق يتسحاق] رابين. لو كانت لديكم الشجاعة، لاستمعتم، لكنكم خائفون ومتشككون، وهذا يسبب لكم الكراهية التي تؤدي إلى العنف. لن تجعلوني أكرهكم لأني شخص شجاع… أنا أجرؤ على حبكم”.

وأضاف صارخا في الحشد: “في سنّي المتقدمة، ذهبت لإنقاذ الناس من حفل نوفا. خاطرت بحياتي بينما كنتم جالسين في بيوتكم آمنين”.

على الرغم من كونه شخصية مثيرة للجدل منذ فترة طويلة، إلا أن غولان، البالغ من العمر 63 عاما، برز كبطل بالإجماع لفترة وجيزة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، عندما توجه إلى الخطوط الأمامية وساعد في إنقاذ رواد حفل فروا من الهجوم على مهرجان “نوفا” الموسيقي حيث قتل حوالي 350 شخصا.

بحسب موقع “واللا” الإخباري فإن المحتجين في المؤتمر حاولوا أيضا منع دخول عضو الكنيست عن “الديمقراطيون” نعمة لزيمي، وقالوا لها “اذهبي إلى غزة”.

بعد أن أنهي غولان حديثه، هرع نائب الوزير ألموغ كوهين من حزب “عوتسما يهوديت” الذي يترأسه بن غفير إلى المنصة – على الرغم من أنه لم يكن مدعوا للتحدث – وأشاد بالمقاطعين.

كما تحدث بن غفير في المؤتمر، حيث أيد المقاطعين، قائلا للحشد: ”إنهم على حق، يائير غولان هو بالفعل خائن“.

وقال بن غفير: ”شخص مثله لا ينبغي أن يكون سياسيا إسرائيليا“، وانتقد النائبة العامة غالي بهاراف-ميارا لعدم إصدارها أمرا بالقبض على غولان بسبب تصريحاته المتعلقة بقتل الأطفال.

زعيم حزب “الديمقراطيون” يائير غولان يترأس اجتماعا لكتلة حزبه في الكنيست في القدس، 26 مايو 2025. (Noam Revkin Fenton/Flash90)

في وقت لاحق، اتهم غولان كوهين بقيادة المقاطعين ”في محاولة لتعطيل الخطاب“.

وكتب غولان على منصة X “أنا أعرف أن هذا تحريض من أعلى”، في إشارة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. “الرجل نفسه الذي حرض على اغتيال رابين يواصل التحريض اليوم أيضا”.

وكتب زعيم المعارضة، عضو الكنيست يائير لبيد، على منصة X إن “يائير غولان ليس خائنا وأنا أدين تماما الهتافات ضده“.

وأضاف ”إيتمار بن غفير، المجرم المدان بتهمة دعم الإرهاب والذي شغل منصب وزير الأمن القومي في 7 أكتوبر، يمثل خطرا على أمن ورفاه البلاد“.

وأعرب بيني غانتس، زعيم حزب “الوحدة الوطنية” المعارض، عن دعمه لغولان، قائلا في منشور على X إن غولان خلال مسيرته العسكرية، ”عرض حياته للخطر من أجل الدولة وكرس حياته لأمنها“. غولان شغل في السابق منصب نائب لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

وقال غانتس إن ترديد ”هتافات ’خائن’ يجب أن يدان بشدة، ويجب أن يكون رئيس الوزراء أول من يدينه“.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يترأس اجتماعا لكتلة “عوتسما يهوديت” في الكنيست في القدس، في 12 مايو 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

في مقابلة أجريت معه يوم الثلاثاء الماضي وأثارت عاصفة سياسية، قال غولان لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن “إسرائيل في طريقها لتصبح دولة منبوذة، مثل جنوب أفريقيا، إذا لم نعد للتصرف كدولة عاقلة. فالدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع نصب عينيها طرد السكان”.

وقال غولان في وقت لاحق من اليوم إنه لم يوجه انتقاداته إلى الجيش بل إلى الحكومة.

ومع ذلك، أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن غولان سيُمنع نهائيا من الخدمة الاحتياطية وارتداء الزي العسكري ودخول القواعد العسكرية، ووصف تصريحاته بشأن غزة بأنها “فرية دم”.

في 7 أكتوبر، قادت حركة حماس الفلسطينية آلاف المسلحين لاقتحام جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين واحتجازهم كرهائن في غزة، مما أشعل فتيل الحرب المستمرة هناك.

واتهم اليسار نتنياهو مرارا على مر السنين بتشجيع التحريض الذي أدى إلى مقتل رابين، أو على الأقل بالمساهمة في المناخ السياسي التحريضي الذي أدى إلى اغتياله على يد متطرف يهودي. ورفض نتنياهو هذه الادعاءات ووصفها بأنها ”محاولات لتحريف الحقيقة التاريخية“.

في عام 2008 أدانت المحكمة المركزية في القدس بن غفير بتهمة التحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية بسبب لافتة حملها كتب عليها ”العرب إلى الخارج“ بعد هجوم فلسطيني في القدس، وعلامات معادية للعرب كانت في سيارته تشير إلى حركة “كاخ” اليمينية المتطرفة، وهي جماعة يهودية محظورة باعتبارها منظمة إرهابية.

اقرأ المزيد عن