محافظ دمشق يقول إن النظام السوري الجديد يريد السلام: “مشكلتنا ليست مع إسرائيل”
قال المسؤول، الذي بدا أنه يتحدث نيابة عن الشرع، إنهم "لا يريدون التدخل في أي شيء من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل"، وأن قلق القدس بشأن النظام الجديد "طبيعي"
قال محافظ دمشق في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الأميركية NPR يوم الخميس، على ما يبدو بالنيابة عن الزعيم السوري أحمد الشرع، إن الحكومة الجديدة ترغب بعلاقات ودية مع إسرائيل.
“نحن لا نخاف من إسرائيل، ومشكلتنا ليست مع إسرائيل”، قال ماهر مروان لـ NPR. “هناك شعب يريد التعايش. إنهم يريدون السلام. إنهم لا يريدون النزاعات”.
وأضاف: “نحن لا نريد التدخل في أي شيء يهدد أمن إسرائيل أو أمن أي دولة أخرى. نحن نريد السلام ولا نستطيع أن نكون معارضين لإسرائيل أو معارضين لأي أحد”.
وأضاف أن القلق الأولي الذي شعرت به إسرائيل بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد كان “طبيعيا”. وأأن “إسرائيل ربما شعرت بالخوف، لذا تقدمت قليلا، وقصفت قليلا، وما إلى ذلك”.
بعد سيطرة المتمردين على دمشق في هجوم خاطف في وقت سابق من شهر ديسمبر، أطلقت إسرائيل عملية كبرى لتدمير القدرات العسكرية الاستراتيجية السورية، بما في ذلك مواقع الأسلحة الكيميائية والصواريخ والدفاعات الجوية وأهداف القوات الجوية والبحرية، في محاولة لمنعها من الوقوع في أيدي عناصر معادية.
وفي خطوة أثارت بعض الإدانة الدولية، دخلت إسرائيل أيضًا إلى منطقة عازلة تسيطر عليها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان.
وقالت إسرائيل إنها لن تتدخل في الصراع في سوريا وإن سيطرتها على المنطقة العازلة التي أنشئت في عام 1974 كانت خطوة دفاعية ومؤقتة إلى أن تتمكن من ضمان الأمن على طول الحدود.
لقد أبدت إسرائيل رغبتها في إقامة “علاقات صحيحة” مع النظام الجديد، كما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أوائل ديسمبر، ولكن “إذا سمح هذا النظام لإيران بإعادة تأسيس نفسها في سوريا، أو سمح بنقل الأسلحة الإيرانية أو أي أسلحة أخرى إلى حزب الله، أو هاجمنا، فإننا سوف نرد بقوة وسوف ندّفعه ثمن باهظ”.
وحذر المتمردين من أن “كل من يتبع خطى الأسد سينتهي به المطاف كما انتهى الأسد. لن نسمح لكيان إرهابي إسلامي متطرف بالعمل ضد إسرائيل من خارج حدودها… سنفعل أي شيء لإزالة التهديد”.
وقال الزعيم السوري الجديد الشرع، المعروف سابقا باسم أبو محمد الجولاني، إن نظامه الجديد “ملتزم باتفاقية 1974 ونحن مستعدون لإعادة [مراقبي] الأمم المتحدة”، في إشارة إلى قوات حفظ السلام التي تولت إدارة المنطقة منزوعة السلاح إلى جانب القوات السورية.
وقال الشرع في تصريح لصحيفة التايمز اللندنية في وقت سابق من هذا الشهر “نحن لا نريد أي صراع سواء مع إسرائيل أو أي طرف آخر، ولن نسمح باستخدام سوريا كنقطة انطلاق لشن هجمات. الشعب السوري يحتاج إلى استراحة، ويجب أن تنتهي الضربات ويجب على إسرائيل أن تتراجع إلى مواقعها السابقة”.
وأكد الشرع أيضا موقفه بأن إسرائيل كان لها الحق في استهداف القوات المدعومة من إيران قبل سقوط الحكومة في وقت سابق من هذا الشهر، لكنها لا تملك أساساً مشروعاً لمواصلة العمل في سوريا.
وليس هناك علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وسوريا، وهما رسميا في حالة حرب دائمة منذ أن أعلنت إسرائيل استقلالها في عام 1948.
وكانت سوريا واحدة من عدد من الدول العربية التي هاجمت الدولة اليهودية الناشئة، وعلى الرغم من اتفاق الهدنة الموقع في عام 1949 والذي رسم الحدود بين البلدين، فإن سوريا لم تعترف رسميا بوجود إسرائيل.
كما هاجمت سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967، قبل أن يهاجم الجيش الإسرائيلي القوات السورية ويستولي على مرتفعات الجولان، التي ضمتها إسرائيل لاحقًا بشكل أحادي. وهاجمت سوريا مرة أخرى عام 1973 خلال حرب يوم الغفران وتم صدها بعد تقدم كبير في مرتفعات الجولان، وبعد ذلك تم توقيع اتفاقية فك الاشتباك عام 1974 بين الدولتين، والتي حددت المناطق منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية السورية.
وفي حين أن سقوط نظام الأسد، الذي استمر لأكثر من خمسة عقود، يمكن أن يوفر فرصة تاريخية للاعتراف بين إسرائيل وجارتها، فإن الفراغ المحتمل في السلطة في سوريا يمكن أن يؤدي أيضا إلى تفاقم الفوضى ويوفر أرض خصبة لعودة الإرهاب في المنطقة.
ساهم لازار بيرمان في إعداد هذا التقرير