إسرائيل في حالة حرب - اليوم 644

بحث

تعثر محادثات الرهائن بعد تفاؤل أمريكي قصير باحتمال تحقيق انفراجة

مصادر: الوسطاء يحاولون دفع حماس لتليين موقفها؛ عيناف زنغاوكر تقول إن حماس كذبت على ابنها وأخبرته أنه سيُفرج عنه من غزة مع عيدان ألكسندر

أقارب الرهائن المحتجزين في غزة يتظاهرون أمام مقر الليكود في تل أبيب، 9 يونيو 2025. (Erik Marmor/Flash90)
أقارب الرهائن المحتجزين في غزة يتظاهرون أمام مقر الليكود في تل أبيب، 9 يونيو 2025. (Erik Marmor/Flash90)

وصلت مفاوضات الرهائن بين إسرائيل وحماس إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة، وذلك منذ رد حماس على مقترح المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بشأن وقف إطلاق نار مؤقت واتفاق للإفراج عن الرهائن، حسبما أفاد مصدران مطلعان على المفاوضات لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” يوم الأحد.

ويبدو أن غياب التقدم يناقض التفاؤل الذي عبّر عنه بعض الوسطاء الأسبوع الماضي، حين توقعوا أن توافق حماس على تليين ردها الأولي على مقترح ويتكوف، والذي اعتبره المبعوث الأمريكي “غير مقبول”.

وتضمنت المبادرة الأمريكية هدنة لمدة 60 يوما في قطاع غزة، مع انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية وزيادة المساعدات الإنسانية، مقابل الإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 أموات.

وردت حماس على العرض بمطلب من شأنه أن يجعل من الصعب على إسرائيل استئناف القتال إذا لم يتم التوصل إلىلا وقف إطلاق نار دائم بنهاية الهدنة التي تستمر 60 يوما. كما تضمن رد حماس الإفراج عن عشرة الرهائن الأحياء بشكل تدريجي خلال فترة الهدنة، وليس على دفعتين في اليومين الأول والسابع كما نص المقترح الأمريكي.

وقال ويتكوف لعائلات الرهائن في واشنطن الأسبوع الماضي أنه متفائل بإمكانية تحقيق انفراجة قبل عيد الأضحى، الذي بدأ يوم الجمعة وينتهي يوم الثلاثاء، بحسب مصدر حضر الاجتماع.

عائلات الرهائن تلتقي مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز في البيت الأبيض، 3 يونيو 2025. (Hostage Family Forum)

وحتى لو تم التوصل إلى انفراجة كهذه، وقدمت حماس ردًا مخففًا، فكان الجانبين سيحتاجان إلى جولة محادثات غير مباشرة للأتفاق على التفاصيل النهائية، مثل المعايير الدقيقة للانسحاب العسكري الإسرائيلي الجزئي خلال الهدنة المؤقتة.

لكن فرص تحقيق أي إنفراجة تبدو ضئيلة، حيث تتمسك حماس بمطالبتها بصياغة أكثر وضوحًا تمنع إسرائيل من استئناف الحرب إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال الهدنة، بحسب مسؤول عربي من إحدى الدول الوسيطة.

ويترك المقترح الحالي مجال لإسرائيل لاستئناف القتال إذا لم تفضِ المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم إلى نتيجة خلال 60 يوما.

ويحث ويتكوف الوسطاء على الضغط على حماس لتليين مطالبها، مؤكدا أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق على هدنة مؤقتة، ستضمن الولايات المتحدة أن يصبح وقف إطلاق النار دائمًا، بحسب المسؤول العربي.

لكن حماس لا ترغب في الاعتماد على وعود المبعوث الأمريكي فقط، مشيرة إلى أن إسرائيل استأنفت الحرب في مارس بدلا من إجراء محادثات حول وقف دائم لإطلاق النار كما نص اتفاق يناير، حسب ما قاله المسؤول العربي.

ورأى المسؤول أن الولايات المتحدة حتى الآن أخطأت بقبول رفض إسرائيل للهدنة الدائمة، مشددا على ضرورة أن تمارس واشنطن ضغطا على اسرائيل لتغيير موقفها.

متظاهرة تضع شريطًا على فمها وتحمل صور رهائن محتجزين في قطاع غزة، خلال احتجاج أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، 31 مايو 2025 (Jack Guez/AFP)

وقال المسؤول العربي: “لو وافقت إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار، لكان بالإمكان استعادة جميع الرهائن دفعة واحدة. أما الآن فهي تحاول القتال حتى آخر مقاتلي حماس، وهذا لن ينتهي أبدا”.

وعند سؤاله عما إذا كان ينبغي الضغط أيضا على حماس، أصر المسؤول العربي على أن الوسطاء مارسوا بالفعل ضغوطًا على الحركة، وهو ما أدى إلى قبولها بإطار مؤقت.

ومع ذلك، أوضح رد حماس على المقترح أن الحركة تسعى لمنع إسرائيل من استئناف الحرب، ما يعني أن الهدنة المؤقتة ستصبح فعليًا دائمة، بحسب ما أقر به المسؤول.

ومع هذا، أشار مصدر ثانٍ مطلع إلى أن الوسطاء يواصلون الضغط على حماس لتليين ردها.

وأضاف المصدر أنه إذا تحقق تقدم كافٍ في دفع حماس لتغيير موقفها، فقد يتم إرسال ويتكوف إلى المنطقة لإتمام الاتفاق، لكن الوسطاء لا يريدون أن يسافر المبعوث الأمريكي إلا إذا كانوا واثقين من إمكانية إبرام الصفقة.

شهادات الرهائن ترسم صورة قاتمة

لا تزال الجماعات المسلحة في قطاع غزة تحتجز 54 من أصل 251 رهينة اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023، إضافة إلى جثمان جندي قُتل في عام 2014.

ويُعتقد أن 20 من بين الرهائن المحتجزين في غزة ما زالوا أحياء، بينما تم التأكد من مقتل 33 آخرين. ويعبر مسؤولون إسرائيليون عن قلق بالغ على صحة اثنين آخرين.

وبعد أن استعادت إسرائيل جثامين الرهائن بينتا ناتابونغ، وغادي حغاي، ويهوديت فاينشتاين الأسبوع الماضي، أعلنت حماس يوم السبت أن القوات الإسرائيلية “تحاصر” الآن المنطقة التي كان يُحتجز فيها الرهينة ماتان زانغاوكر. وهددت الجماعة المسلحة بإعدامه إذا اقتربت القوات من المكان.

وأظهرت صورة مرفقة بالبيان زانغاوكر وهو مستلقٍ على جانبه إلى جوار كيس مصل وريدي.

صورة نشرتها حركة حماس في 7 يونيو 2025 تُظهر الرهينة الإسرائيلي ماتان زانغاوكر. (Used in accordance with article 27a of the Copyright Law.)

وقد كثفت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر والناشطة البارزة في حركة الاحتجاج المطالبة بالتوصل إلى صفقة للإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب، من جهودها عقب تصريحات حماس حول حالة ابنها ومعلومات جديدة حصلت عليها من الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي المُفرج عنه عيدان ألكسندر.

وقالت للقناة 12 مساء الأحد إنه عندما أُفرج عن ألكسندر الشهر الماضي، كذب عناصر حماس على ماتان وأخبروه بأنه سيتم الإفراج عنه معه.

وأضافت أنه في يوم الإفراج عن ألكسندر، طلب الآسرون من ماتان أن يستعد للمغادرة أيضًا، وأخبروه بأنه سيعود قريبًا إلى إسرائيل مع عائلته. لكن عندما أُطلق سراح ألكسندر، أبلغوا ماتان بأنه سيبقى وحده في الأسر.

ولأن ماتان كان يعتقد أنه سيُفرج عنه أيضًا، لم ينقل أي رسالة لعائلته عبر ألكسندر، حسبما قالت زانغاوكر.

عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة ماتان زانغاوكر، تتحدث في احتجاج أمام مقر الليكود في تل أبيب مع أقارب آخرين للرهائن المحتجزين في غزة، 9 يونيو 2025. (Erik Marmor/Flash90)

وأخبر ألكسندر عائلة ماتان أيضًا أن ابنهم يعاني من مشاكل صحية متزايدة الخطورة، من بينها فترات متواصلة من مشاكل في الأمعاء وآلام في المعدة، كما أصيب بحثل عضلي، وهو مرض يعاني منه أيضًا عدة أفراد من عائلته.

وقالت زانغاوكر للقناة 12 ردًا على سؤال حول صحة ابنها: “السبب في أنني لم أظهر في الإعلام منذ عودة عيدان هو أن الشهادات التي سمعتها منه جعلتني أنهار”.

وتابعت: “أعرف من هذه الشهادات أن ماتان قرر في الأشهر الأخيرة التوقف عن الأكل؛ ويعاني بشكل دائم من آلام في المعدة تتركه متكوّرًا على فراشه في النفق. أصبح منغلقًا على نفسه ولم يعد يتحدث — لا مع آسريه ولا مع عيدان خلال أيامه الأخيرة في الأسر. حالته النفسية في تدهور، لكن الأسوأ من ذلك — أنه الآن وحيد”.

وكررت مخاوفها على ابنها في كلمة ألقتها أمام مقر الليكود في تل أبيب يوم الإثنين، حيث انضمت إليها شريكة ماتان، إيلانا غريتسوفسكي، التي اختطفت معه إلى غزة وأُفرج عنها في نوفمبر 2023.

وقالت زانغاوكر مخاطبة ابنها مباشرة: “يا ماتاني، نحن نقاتل من أجلك كل يوم. لا تستسلم، لا تستسلم — نحن هنا لن نستسلم [في القتال] من أجلك. لم ننسك ولن نتوقف حتى تعود إلينا”.

إلى جانب زانغاوكر، قالت غريتسوفسكي إنه خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، كان واقعها يتألف من “الذهاب إلى النوم وأستيقظ والدموع في عينيّ. وأخفي وجهي بابتسامة، كي أخرج وأقاتل”.

وأضافت: “سأواصل النضال حتى يعود أسرانا الـ55 جميعًا — القتلى لدفنهم، والأحياء لإعادة تأهيلهم. أما من أُفرج عنهم فهم يحاولون إعادة التأهيل — لكنه تأهيل زائف. لأنه من المستحيل أن نتعافى حقًا حتى يعود جميع إخوتنا وأخواتنا”.

اقرأ المزيد عن