مجلس الأمن الدولي يرفض مشروع قرار روسي بشأن حرب غزة
صوتت 4 دول مع موسكو، بينما صوتت 4 دول، بما فيها الولايات المتحدة، ضد القرار وامتنعت 6 دول عن التصويت؛ سيصوت الأعضاء على قرار ثاني اقترحته البرازيل، والذي يدين حماس، يوم الثلاثاء
رفض مجلس الأمن الدولي مساء الإثنين مشروع قرار اقترحته روسيا لإرساء هدنة “إنسانية” بين إسرائيل وحركة حماس، لرفض المندوبين دعم اقتراح لم يدين حماس للهجوم المفاجئ الذي شنته على إسرائيل والذي خلف ما لا يقل عن 1300 قتيل، وقرّر الالتئام مجدّداً مساء الثلاثاء للتصويت على مشروع قرار ثان قدّمته البرازيل.
واجتمع المجلس بينما تستعد إسرائيل لهجوم بري متوقع على قطاع غزة، بعد الغارات الجوية والمدفعية التي يقول المسؤولون إنها أسفرت عن مقتل 2750 فلسطينيا على الأقل.
وجاء ذلك أيضا في الوقت الذي قال فيه البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيزور إسرائيل يوم الأربعاء، في رحلة تهدف إلى موازنة الدعم لحليف رئيسي مع الدعوات العالمية المتزايدة لضبط النفس في عملياتها في غزة.
وصوّتت لمصلحة مشروع القرار الروسي خمس دول (بينها روسيا والصين) بينما صوّتت ضدّه أربع دول (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان) في حين امتنعت ست دول عن التصويت (بينها البرازيل).
ويتطلب اعتماد أي قرار في مجلس الأمن الدولي موافقة تسعة على الأقلّ من أعضاء المجلس الخمسة عشر عليه وعدم استخدام حق النقض من جانب أيّ من الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين).
وكان من المفترض أن يصوّت مجلس الأمن خلال جلسة الإثنين على مشروع قرار ثان قدّمته البرازيل يدين حماس بلهجة لا لبس فيها، لكن دبلوماسيين أفادوا أنّ مجلس الأمن سيجتمع مجددا مساء الثلاثاء في الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش للتصويت على النص البرازيلي.
وأعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أسفه لأن الدول الغربية “عرقلت توجيه رسالة مشتركة وفريدة من نوعها من مجلس الأمن خدمة لمصالح أنانية وسياسية بحتة”.
وحذر الدبلوماسي الروسي من أن بلاده “تشعر بقلق بالغ إزاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة والخطر الكبير للغاية المتمثّل في توسّع الصراع” إلى المنطقة بأسرها.
وردت على السفير الروسي نظيرته البريطانية باربرا وودوارد قائلة إنّ بلادها “لا يمكنها تأييد قرار يتجنب إدانة الهجمات الإرهابية التي شنتها حركة حماس”.
وفي كلمتها التي شرحت فيها قرار التصويت ضد القرار، انتقدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد روسيا لعدم ذكر حماس في الوثيقة.
وقالت توماس-غرينفيلد أنه “بفشلها في إدانة حماس، فإن روسيا تعطي غطاءً لمجموعة إرهابية ترتكب أعمالا وحشية ضد المدنيين الأبرياء. إنه أمر شائن ونفاق ولا يمكن الدفاع عنه”.
“نحن متفقون على أن هذا المجلس يجب أن يتخذ إجراءً، لكن علينا أن نقوم بذلك بشكل صحيح. وسنعمل بشكل مكثف مع جميع أعضاء المجلس للقيام بذلك. حماس هي من بدأ الأزمة الإنسانية في غزة، ولا يمكننا أن نسمح لهذا المجلس بإلقاء اللوم بشكل غير عادل على إسرائيل وإعفاء حماس من عقود من القسوة. نقطة”.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن مجلس الأمن الذي لم يتبن قرارا بشأن الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ عام 2016، يقف عند “أحد أهم مفترقات الطرق” التي يواجهها منذ منذ تأسيسه في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
“هل سيدعم المجلس النضال من أجل الحضارة؟ أم أنه سيحفز الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجهاديون الذين يهدفون إلى قتل جميع الكفار؟” قال.
“بالنسبة لهيئة مخصصة للأمن، لا ينبغي أن يكون هذا سؤالا أصلا”.
“الخطوة الأولى التي يجب على هذا المجلس اتخاذها قبل أي دعوات للمساعدة أو التهدئة أو ضبط النفس هي تصنيف حماس على أنها منظمة إرهابية قاتلة”.
أما السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الذي دعي لحضور الجلسة، قال إن على المجلس واجبا أخلاقيا لمحاولة وقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي قال إنه يودي بحياة 12 فلسطينيا كل ساعة.
وناشد مجلس الأمن “عدم إرسال إشارة مفادها أن أرواح الفلسطينيين لا تهمّ. لا تتجرؤوا على القول إن إسرائيل ليست مسؤولة عن القنابل التي تُسقطها على رؤوس (الفلسطينيين)”.
“لا تبرروا عمليات القتل (…) ما يحدث في غزة ليس عملية عسكرية، هذا عدوان واسع النطاق ضد شعبنا، هذه مجازر ضد مدنيين أبرياء”.
وقطعت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء عن قطاع غزة المعزول، وطلبت من أكثر من مليون شخص مغادرة شمال القطاع المكتظ بالسكان والتوجه جنوبا قبل هجوم بري.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الفلسطينيين من أن قطاع غزة يواجه “كارثة إنسانية غير مسبوقة” إذا لم تتم استعادة المياه والإمدادات الحيوية الأخرى. وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم قرروا إعادة إمدادات المياه إلى جنوب القطاع.
واندلعت الحرب بعد الهجمات التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، والتي شهدت اقتحام ما لا يقل عن 1500 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 اسرائيلي واحتجاز 200-250 رهينة من جميع الأعمار تحت غطاء إطلاق آلاف الصواريخ على البلدات والمدن الإسرائيلية. وكانت الغالبية العظمى من القتلى عندما استولى المسلحون على البلدات الحدودية من المدنيين. وتم قتل أكثر من 260 شخصا في مهرجان موسيقي، فيما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه “أسوأ مذبحة للشعب اليهودي منذ المحرقة”.