إسرائيل في حالة حرب - اليوم 346

بحث

مجلس الأمن الدولي يجتمع لبحث العنف في القدس في رابع جلسة طارئة خلال أشهر

الجلسة المغلقة ستنعقد يوم الخميس بناء على طلب من مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة تعرب عن "قلقها البالغ" من التوترات الإسرائيلية -الفلسطينية

قوات الأمن الإسرائيلية تقوم بإخلاء مصلين مسلمين فلسطينيين يجلسون في ساحة المسجد الأقصى في القدس، 5 أبريل، 2023. (Ahmad Gharabli / AFP)
قوات الأمن الإسرائيلية تقوم بإخلاء مصلين مسلمين فلسطينيين يجلسون في ساحة المسجد الأقصى في القدس، 5 أبريل، 2023. (Ahmad Gharabli / AFP)

يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة يوم الخميس لمناقشة أعمال العنف الأخيرة في القدس حيث اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع المصلين في الحرم القدسي، وأعقب ذلك إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل وهجمات مضادة للجيش الإسرائيلي.

ستعقد جلسة يوم الخميس خلف أبواب مغلقة وبدعوة من الإمارات العربية المتحدة – ممثل جامعة الدول العربية في المجلس – والصين، حسبما قال دبلوماسيان للأمم المتحدة للبلدين في اللجنة لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم الأربعاء.

وستكون هذه هي الجلسة الطارئة الرابعة التي يعقدها مجلس الأمن بشأن التوترات الإسرائيلية-الفلسطينية منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة قبل ثلاثة أشهر.

وعُقدت اجتماعات عاجلة مماثلة بعد أن دخل وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الحرم القدسي وبعد عمليات دامية للجيش في نابلس وجنين. كما عقد مجلس الأمن ثلاثة من اجتماعاته الشهرية المقررة بشأن الجانب الإسرائيلي-الفلسطيني خلال نفس الفترة الزمنية أيضا.

وسيعقد الاجتماع الطارئ بعد أقل من يومين من اندلاع اشتباكات في القدس أنهت هدوءا نسبيا شهده الأسبوعان الأولان من شهر رمضان.

وقالت الشرطة  إنها “دخلت المسجد بعد أن تحصن شبان ملثمون في داخله مع ألعاب نارية وهراوات وحجارة ورفضوا الخروج بشكل سلمي. وكما يبدو اعتقدت الشرطة أن المجموعة كانت تنوي الاعتداء على اليهود الذين يدخلون الموقع عشية عيد الفصح اليهودي”.

ويقول الفلسطينيون إن البقاء في المساجد طوال الليل خلال شهر رمضان هو عادة متعارف عليها.

في تسجيلات فيديو نشرتها إسرائيل يظهر فلسطينيون داخل المسجد وهم يطلقون الألعاب النارية على الشرطة في اشتباك عنيف.

في مقاطع فيديو تم تحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر أفراد شرطة إسرائيليون وهم يضربون فلسطينيين موقوفين داخل المسجد.

وقالت الشرطة إنها “حاولت إقناع الشبان داخل المسجد بالمغادرة لكن المجموعة رفضت الامتثال، مما لم يترك للقوات الإسرائيلية أي خيار سوى دخول المسجد، حيث تعرضت للرشق بالحجارة والمفرقعات”.

واعتقلت الشرطة نحو 350 شخصا، تم الإفراج عن جميعهم بعد ظهر الأربعاء باستثناء 57 شخصا.

وأدت الاشتباكات إلى إطلاق نحو 16 صاروخا على إسرائيل من غزة فجر الأربعاء. وقالت بلدية سديروت إن أحد الصواريخ أصاب مصنعا في المنطقة الصناعية مما تسبب في أضرار، دون وقوع إصابات.

ردا على إطلاق الصواريخ، نفذت إسرائيل غارات جوية في القطاع وأصابت منشآت تابعة لحركة حماس.

أثار القتال مخاوف من اندلاع نزاع أوسع. وقد أدت اشتباكات مماثلة وقعت قبل عامين إلى اندلاع حرب دامية استمرت 11 يوما بين اسرائيل وحماس.

يوم الأربعاء، قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الذي سيطلع أعضاء مجلس الأمن على آخر التطورات في جلسة الخميس، في بيان إنه “شعر بالفزع من صور العنف داخل المصلى القبلي في الحرم القدسي”.

وقال وينسلاند: “أنا قلق من الضرب الواضح للفلسطينيين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية والعدد الكبير من الاعتقالات. كما أنني أرفض بشدة تخزين واستخدام الألعاب النارية والحجارة من قبل الفلسطينيين داخل المسجد”، منتقدا بشدة كلا الجانبين لسلوكهما في الاشتباكات التي وقعت في الليلة بين الثلاثاء والأربعاء.

وأضاف: “يجب أن تكون هذه الفترة المقدسة وأماكن العبادة للتأمل الديني الآمن والسلمي، مع ملاحظة أن ما يقارب من 600 ألف شخص قد زاروا الأماكن المقدسة في القدس منذ بداية شهر رمضان. إنني أدعو القادة السياسيين والدينيين والمجتمعيين من جميع الأطراف إلى رفض التحريض والخطاب التحريضي والأعمال الاستفزازية”.

اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في الشرق الأوسط، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، 20 فبراير، 2023. (Yuki IWAMURA / AFP)

وتابع: “يجب الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة، بما يتماشى مع الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية. إن دور الوقف [الإسلامي المدعوم من الأردن] حيوي ويجب تمكينه لأداء واجباته الحاسمة. ينبغي على القادة من جميع الأطراف التصرف بمسؤولية والامتناع عن الخطوات التي يمكن أن تصعّد التوترات”.

وأضاف أن “إطلاق الصواريخ العشوائي من غزة غير مقبول ويجب أن يتوقف. تظل الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع”.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن شعوره بـ”الصدمة والفزع” من الصور التي رآها للقوات الإسرائيلية وهي تضرب المصلين في المسجد الأقصى، حسبما قال المتحدث باسمه يوم الأربعاء.

وقال المتحدث ستيفان دوجاريك إن غوتيريش شاهد صور “العنف والضرب” داخل الموقع المقدس، ووجدها أكثر إزعاجا لأنها جاءت “في وقت مقدس لليهود والمسيحيين والمسلمين ينبغي أن يكون وقتا للسلام واللاعنف”.

سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور يتحدث خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الوضع في الشرق الأوسط، في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك، 5 يناير، 2023. (TIMOTHY A. CLARY/AFP)

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” بشأن العنف في المسجد الأقصى و”تحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد”.

وقال كيربي: “أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الإسرائيليون والفلسطينيون إلى العمل معا لخفض هذه التوترات واستعادة الهدوء”.

كما أصدر المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية بيانا في وقت لاحق الثلاثاء، قال فيه “لا مكان للعنف في وقع مقدس وخلال موسم مقدس”.

وقال البيان “نشعر بالقلق من المشاهد الصادمة في المسجد الأقصى وإطلاق الصواريخ من غزة تجاه إسرائيل”، في ما بدا انتقادا للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأضاف البيان “ندعو إلى ضبط النفس ووقف التصعيد والسماح للعبادة في سلام وحماية قدسية الأماكن المقدسة”.

وكان من المقرر أن تجتمع جامعة الدول العربية في جلسة طارئة الأربعاء لبحث العنف في القدس.

يوم الأربعاء، نددت تركيا بالاشتباكات التي وقعت في المسجد الأقصى، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إسرائيل تجاوزت “خطنا الأحمر”.

وقال إرودغان خلال مأدبة إفطار: “لا يمكن لتركيا أن تبقى صامتة في وجه هذه الهجمات. التطاول على المسجد الأقصى هو خطنا الأحمر”.

وجاءت تصريحات إردوغان عقب انتقادات وجهها في وقت سابق وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو.

وقال تشاووش أوغلو على هامش اجتماع للناتو في بروكسل: “ندين هذه الهجمات… التطبيع مع إسرائيل بدأ، لكن التزامنا لا يمكن أن يكون على حساب القضية الفلسطينية ومبادئنا”.

ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس

اقرأ المزيد عن