مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا حول جولة بن غفير في الحرم القدسي
من المستبعد أن تؤدي الجلسة إلى توبيخ رسمي، لكنها ستعكس الغضب والمخاوف المحيطة بالموقع الحساس، حيث اتهم مسؤول أمريكي الوزير اليميني المتطرف بمحاولة إحداث الفوضى
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة جولة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي، والتي أثارت سيلا من الإدانات الدولية، بحسب ما أفاد مصدر الثلاثاء.
قال دبلوماسي في المجلس الدولي لتايمز أوف إسرائيل أنه لم يتم تحديد موعد لاجتماع مجلس الأمن – الذي طلبته رسميا الإمارات العربية المتحدة والصين نيابة عن البعثتين الفلسطينية والأردنية في الأمم المتحدة – لكن قد يتم عقده يوم الخميس.
وقام بن غفير، زعيم حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرف، بجولة في الحرم صباح الثلاثاء، مستنكرا “العنصرية” المزعومة ضد اليهود في الموقع، ومتجاهلا التحذيرات من ردود الفعل العنيفة المحتملة. وأثارت الزيارة مخاوف في العالم الإسلامي من أن الحكومة الإسرائيلية ستتحرك لتغيير الوضع الراهن الذي يحظر صلاة اليهود في الحرم على الرغم من الوعود المتكررة بأن اللوائح في الموقع لن تتغير.
لطالما كان بن غفير مدافعا عن تغيير الوضع الراهن رسميا في الحرم القدسي، والسير في طريق محدد مسبقا تحت إشراف عناصر الشرطة.
ويرفض الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي بشدة أي تغييرات في الوضع الراهن، على الرغم من معارضة معظم الفلسطينيين أيضا أي تواجد يهودي إسرائيلي في الموقع، بما في ذلك تواجد ضباط الشرطة المكلفون بالحفاظ على الأمن.
وأقيمت جولة بن غفير يوم الثلاثاء في العاشر من “تيفيت”، وهو يوم صيام يهودي حدادا على الأحداث التي أدت إلى دمار الهيكل.
ويرفض العديد من الفلسطينيين فكرة أن الموقع مقدس لليهود، ويتهمون إسرائيل والصهاينة منذ قرن بالتآمر لتدمير المسجد واستبداله بمعبد يهودي – وهي خطوة لا يدعمها المجتمع الإسرائيلي السائد.
من غير المحتمل أن يسفر اجتماع مجلس الأمن بشأن الزيارة عن أي عمل ملموس أو حتى إدانة رسمية، لكنه يسلط الضوء على الرفض الدولي الكبير لزيارة بن غفير.
وادعى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن بن غفير لم يخرق الوضع الراهن بالزيارة.
وقال رئيس الوزراء في بيان إن إسرائيل لا تزال ملتزمة “بالحفاظ على الوضع الراهن” في الموقع. “الادعاء بحدوث تغيير في الوضع الراهن لا أساس له”.
لكن أقر بن غفير خلال مقابلة مع القناة 12 ليلة الثلاثاء بالسماح لليهود بأداء الصلاة بهدوء في الموقع في بعض الأوقات خلال السنوات الماضية بينما كانت الشرطة تنظر دون تحرك.
وفي اتصالات مع حلفاء في الخارج، أكد مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية أن وزراء آخرين زاروا الموقع في الماضي، بمن فيهم وزير أمن عام سابق من حزب الليكود.
لكن لم يكن لأي من الزائرين السابقين سمعة مثل تلك التي يتمتع بها بن غفير، والذي يستوحي من الحاخام العنصري الراحل مئير كهانا، وأدين في الماضي بتهمة التحريض ودعم جماعة إرهابية يهودية. كما أنه كان يدعو منذ فترة طويلة إلى تغيير الوضع الراهن في الموقع والسماح للصلاة اليهودية هناك، على الرغم من تراجعه عن ذلك مساء الثلاثاء ردًا على سؤال عما إذا كان لا يزال متمسكًا بهذا الموقف – على الأرجح بسبب توجيهات من نتنياهو، الذي يخشى الادانات الدولية بينما يسعى إلى توسيع صفقات التطبيع مع الدول العربية التي حققها خلال ولايته الأخيرة.
كوزير للأمن القومي، يتولى بن غفير المسؤولية عن الشرطة، التي كلفتها المحاكم الإسرائيلية بوضع وتنفيذ السياسات في الحرم القدسي.
وفي مقطع فيديو تم التقاطه خلال زيارته صباح الثلاثاء، دان بن غفير ما أسماه “التمييز العنصري” ضد المصلين اليهود المحظورين من الصلاة في الموقع، وقال إن الزيارات ستستمر، بينما كانت قبة الصخرة في الخلفية.
وقال ردا على تهديدات من حماس وجماعات مسلحة أخرى، التي حذرت من تداعيات إذا قام بالجولة، “الحكومة الإسرائيلية لن تستسلم لمنظمة قاتلة، لمنظمة إرهابية شريرة”.
وتشمل الدول التي أدانت الزيارة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إلى جانب الكثير من دول الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت وتركيا ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية.
وردا على سؤال حول الزيارة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن “الولايات المتحدة تقف بحزم… من أجل الحفاظ على الوضع الراهن فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس”.
وأضافت أن “أي عمل أحادي يهدد الوضع الراهن غير مقبول”.
وقدم السفير الأمريكي لدى إسرائيل توم نايدس تصريحات مماثلة في وقت سابق من يوم الثلاثاء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” من خطوة بن غفير، التي “يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التوترات وإثارة العنف”.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لموقع “واينت” الإخباري إن بن غفير “كان يحاول إحداث الفوضى”. وأفاد الموقع إنه تم إبلاغ البيت الأبيض بالرحلة مسبقا، وأن الرحلة ستكون قصيرة ولن تنتهك الوضع الراهن، لكن واشنطن عارضتهابغض النظر.
وقد زار بن غفير الحرم القدسي مرات عديدة في الماضي، لكن المسؤول في الإدارة أشار إلى أن منصبه الوزاري جعل الخطوة تحمل وزنا أكبر.
“لماذا تصعد إلى جبل الهيكل؟ فقط للحصول على المزيد من المشاهدات على تيكتوك؟” قال المسؤول.
وسارعت إسرائيل أيضًا لتهدئة الحلفاء الآخرين، الذين ردوا بالمثل بتحذير القدس من رد الفعل المحتمل في جميع أنحاء المنطقة على مثل هذه الزيارات، حتى لو كانت قصيرة ولا تنتهك الوضع الراهن، وفقًا لأخبار القناة 12.
وردت إسرائيل بدورها بأنه إذا اختار الفلسطينيون إثارة العنف، فإنها ستحمل حماس أو أي طرف آخر متورط المسؤولية.
قبل الزيارة، حذرت حماس إسرائيل من أنها قد “تفجر الوضع”.
وعلى الرغم من قيام بن غفير بزيارة الموقع في نهاية المطاف، إلا أن حماس اعتبرت أن تراجعه الظاهري عن الخطط وعدم اعلانه عن الجولة في البداية كدليل على أن تهديداتها قد نجحت، حسبما قال مسؤولون من الحركة لوسائل إعلام عربية.