مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع يوم الاثنين لمناقشة التقرير حول ارتكاب حماس لعنف جنسي في 7 أكتوبر
إسرائيل تنتقد الأمين العام للأمم المتحدة لفشله في عقد المجلس بنفسه ولخطاب ساوى فيه بين العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس ومزاعم غير مثبتة ضد الجيش الإسرائيلي

يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة يوم الاثنين لمناقشة التقرير الذي أصدرته هذا الأسبوع مبعوثة الأمم المتحدة المعنية بالجرائم الجنسية والذي يتضمن تفاصيل العنف الجنسي الذي ارتكبه المسلحون الفلسطينيون في 7 أكتوبر وما زالوا يرتكبونه ضد الرهائن المحتجزين منذ ذلك الحين.
تم تقديم طلبات عقد الجلسة من قبل أعضاء مجلس الأمن – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس في بيان إنه يعتزم حضور الجلسة مع أقارب الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس وسيغتنم الفرصة لمطالبة الأمم المتحدة بإعلان حماس منظمة إرهابية والمطالبة بالإفراج الفوري عن الرهائن.
وقد اتخذ مجلس الأمن بالفعل عدة قرارات تطالب بالإفراج عن الرهائن.
وسيحضر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان الاجتماع أيضا بعد استدعائه إلى إسرائيل لإجراء مشاورات مع كاتس في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال كاتس “أشكر كل الدول التي دعمت طلبنا لعقد مجلس الأمن لمناقشة النتائج الخطيرة ونشر إدانة صريحة ضد حماس بسبب جرائمها الجنسية والدعوة إلى الافراج الفوري عن جميع الرهائن في غزة”.

وأضاف “هذا نصر كبير للعدالة والأخلاق وخطوة مهمة نحو إعادة الرهائن إلى الوطن”.
وقد تم طلب عقد الاجتماع الطارئ بعد نشر تقرير للممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات، براميلا باتن، قالت فيه إن هناك “معلومات واضحة ومقنعة” تشير إلى أن الرهائن المحتجزين في غزة تعرضوا لـ ” العنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والتعذيب الجنسي والمعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة”.
وأضافت باتن أن مكتبها يعتقد أن مثل هذه المعاملة مستمرة ضد الرهائن الذين ما زالوا في غزة.
وقالت أيضا إن هناك “أسبابا معقولة” للاعتقاد بأن مسلحي حماس ارتكبوا عمليات اغتصاب واغتصاب جماعي ضد الضحايا في ثلاثة مواقع رئيسية على الأقل خلال هجومهم في 7 أكتوبر على إسرائيل والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وتم اختطاف 253 آخرين.
وبعد نشر التقرير، كان من المتوقع أن يدعو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى عقد مجلس الأمن بنفسه، لكنه لم يفعل، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى الضغط من أجل عقد الجلسة بدلا من ذلك.
في بيانه يوم الجمعة، هاجم كاتس غوتيريش، متهما إياه بمواصلة تجاهل معاناة الرهائن “وكأن شيئا لم يحدث”.

وأضاف “في يوم المرأة العالمي، من بين كل الأيام، فإن استمرار صمته هو وصمة عار لن تُمحى عن جبينه”.
وأثار الأمين العام للأمم المتحدة المزيد من الغضب الإسرائيلي يوم الجمعة خلال خطاب ألقاه في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة بمناسبة يوم المرأة العالمي.
في خطابه، حذر غوتيريش من خطر تراجع حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم، وكمثال على ذلك، ذكر تقرير باتن، مستشهدا بالنتائج التي توصلت إليها إلى جانب تقارير غير مثبتة عن عنف جنسي ضد معتقلين فلسطينيين.
مشيرا إلى “التقارير المروعة حول تأثير الصراع على النساء والفتيات حول العالم”، استشهد غويتريش بـ”روايات في التقرير الأخير الذي أعدته براميلا باتن – ممثلتي الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات – بشأن العنف الجنسي ومؤشرات على تعذيب جنسي خلال الهجمات الإرهابية التي نفذتها حماس في إسرائيل؛ وتقارير عن عنف جنسي ضد معتقلين فلسطينيين”.
كما عرض تقارير حماس التي لا يمكن التحقق منها بشأن عدد الضحايا في غزة باعتبارها حقيقة، وقال إن الأمم المتحدة “شهدت انهيار خدمات الأمومة في غزة حيث تشكل النساء والأطفال الغالبية من عشرات الآلاف من القتلى والجرحى”.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس إن حوالي 31 ألف شخص قُتلوا على يد إسرائيل في الحرب، لكن لا يمكن التحقق من هذا العدد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل مقاتلي حماس والمدنيين، الذين قُتل البعض منهم جراء صواريخ طائشة أطلقتها الفصائل المسلحة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل 13 ألف مسلح في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 آخرين قُتلوا داخل إسرائيل في 7 أكتوبر أو بعده مباشرة.
وتعرض خطاب غوتيريش لانتقادات شديدة من قبل إردان، الذي قال إن “الأمين العام أثبت مرة أخرى علنا تحيزه وكراهيته ضد إسرائيل”.
وقال إردان “أي نوع من الضمير المشوه الذي يمكن أن يكون للأمين العام ليتجرأ على المساواة بين الأدلة على اعتداء جنسي واغتصاب وجرائم حرب تعرضت لها النساء الإسرائيليات في 7 أكتوبر، والتي لا يزال رهائننا يعانون منها، والمزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة حول عمليات تفتيش جسدي لنساء فلسطينيات مشتبهات بالإرهاب”.
وتعرضت الأمم المتحدة، ومنظماتها النسائية على وجه الخصوص، لانتقادات شديدة من جانب إسرائيل بسبب استجابتها البطيئة للأدلة على العنف الجنسي الذي ارتكبته حماس والتي ظهرت بعد 7 أكتوبر واستغرق الأمر ثمانية أسابيع حتى تدين هيئة الأمم المتحدة للمرأة الهجمات، وهو ما فعلته في ديسمبر، وقالت المنظمة إنها تدين الفظائع التي وقعت في 7 أكتوبر وتشعر “بالقلق” إزاء التقارير عن العنف الجنسي.
كما تعرض غوتيرتش لانتقادات شديدة من قبل إسرائيل طوال الحرب بسبب تصريحات كان أدلى بها أدان فيها الدولة اليهودية بسبب الخسائر في الأرواح في غزة ودعوته المتكررة إلى وقف لإطلاق النار. كما أنه دافع عن منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن اتهمت إسرائيل بعض العاملين فيها بالضلوع في هجمات 7 أكتوبر واحتجاز رهائن في منازلهم.
ولقد دفعت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة مسؤولين إسرائيليين إلى اتهامه بالتعاون مع حماس والتستر على الحركة. وكان من المفترض أن يلتقي رئيس الكنيست أمير أوحانا مع غوتيريش في الشهر الماضي خلال زيارة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة لكنه ألغى الاجتماع، واصفا الأمين العام بأنه قضية خاسرة.
ساهمت في هذا التقرير ايمي سبيرو.