مثول 5 إسرائيليين أمام المحكمة لضلوعهم في الاعتداء على قرية أم صفا الفلسطينية
المعتقلون، من ضمنهم جندي خارج الخدمة، متورطون في الهجوم على قرية أم صفا بالضفة الغربية
أعلنت الشرطة الإسرائيلية يوم الإثنين أن خمسة مشتبه بهم مثلوا أمام محكمة الصلح في القدس بعد اعتقالهم على خلفية هجوم عنيف للمستوطنين على قرية فلسطينية في الضفة الغربية.
اقتحم عشرات المستوطنين قرية أم صفا يوم السبت، وأضرموا النيران في المركبات والمنازل وأطلقوا النار، في اليوم الخامس من الهجمات التي استهدفت المدنيين الفلسطينيين بعد هجوم إطلاق نار فلسطيني يوم الثلاثاء قُتل فيه أربعة إسرائيليين خارج مستوطنة عيلي.
من بين المعتقلين الخمسة، كان ثلاثة بالغين وقاصرين، وفقا للشرطة.
أحد المشتبه به جندي خارج الخدمة، وقد اعتقلته الشرطة وفقا للجيش بعد أعمال الشغب وتم تسليمه إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) لمزيد من الاستجواب.
وتم اعتقال أربعة مشتبه بهم آخرين في الاعتداءات التي وقعت قبل يوم السبت. ويخضع الأربعة للتحقيق لدى الشاباك، وتم تمديد اعتقالهم يوم الأحد بحضور عضو الكنيست من حزب “عوتسما يهوديت” ليمور سون هار-ميلخ في قاعة المحكمة.
وأفاد موقع “واينت” الإخباري أن بعض المستوطنين المتطرفين، المعروفين باسم “شبيبة التلال”، على علاقة وثيقة أيضا بمقربين من أعضاء الكنيست والوزراء في اليمين المتطرف، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
بن غفير، وهو بنفسه حليف مخضرم لـ”شبيبة التلال”، قام بزيارة تضامنية يوم الجمعة إلى بؤرة إفيتار الاستيطانية غير القانونية، التي أعيد إنشاؤها في أعقاب هجوم عيلي في الأسبوع الماضي، واتهم الجيش بفرض “حصار” على مستوطنة عطيرت، وهي مزاعم نفاها الجيش وتستند على مجموعات “واتساب” لليمين المتطرف وبسببها – بالإضافة إلى أفعال أخرى – تلقى بن غفير توبيخا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد.
في أعقاب هجوم يوم الثلاثاء الذي نفذه مسلحان تابعان لحركة “حماس” في محطة وقود بالضفة الغربية، شهدت الأيام الأخيرة اقتحام مئات المستوطنين لبلدات وقرى فلسطينية، حيث أضرموا النيران في المنازل والسيارات، وقاموا بإطلاق النار في بعض الحالات، بما في ذلك في أم صفا يوم السبت.
بحسب إذاعة الجيش، توجه المستوطنون بسياراتهم إلى القرية لتنفيذ الهجوم. اليهود المتدينون لا يقودون سياراتهم في أيام السبت، إلا إذا كان من الضروري القيام بذلك لإنقاذ الأرواح، بناء على مبدأ “بيكواح نيفش” – كما يُعرف بالعبرية – في الشريعة اليهودية والذي يتفوق تقريبا على جميع المتطلبات الدينية الأخرى.
Footage shows settlers, some masked, opening fire at Palestinians in the village of Umm Safa during the attack earlier. pic.twitter.com/TwLuJwUm8z
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) June 24, 2023
مساء السبت، أصدر رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، والمفوض العام للشرطة كوبي شبتاي بيانا مشتركا أدانوا فيه بشدة سلسلة هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ووصفوها بأنها “إرهاب قومي بالمعنى الكامل للكلمة”.
وأقر الجيش بأنه “فشل” في منع أعمال شغب أخرى للمستوطنين في الأيام الأخيرة.
بعد ساعات من الهجوم الفلسطيني بالقرب من مستوطنة عيلي حيث قُتل أربعة إسرائيليين، اعتدى عدد غير معروف من المستوطنين على عدد من البلدات الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، من ضمنها حوارة، التي كانت مسرحا لاعتداء دام آخر للمستوطنين في وقت سابق من هذا العام بعد هجوم فلسطيني.
يوم الأربعاء، قام المئات من المستوطنين أيضا باقتحام بلدتي ترمسعيا وعوريف الفلسطينيتين – بعد وقت قصير من دفن قتلى هجوم عيلي – وأطلقوا النار على السكان، وأضرموا النيران في المنازل والسيارات والحقول، وأرهبوا السكان. وقُتل شاب فلسطيني – عمر قطين (27 عاما) – في بلدة ترمسعيا.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش عمليات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية، وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية الدامية.
منذ بداية العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 24 شخصا. على مدار العام الماضي، استهدف مسلحون فلسطينيون بشكل متكرر القوات التي نفذت مداهمات واعتقالات، ومواقع عسكرية، ومستوطنات إسرائيلية، وإسرائيليين على الطرق، خاصة في شمال الضفة الغربية.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 134 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.