متوجها إلى عنتيبي، نتنياهو سيحيي ذكرى عملية تحرير الرهائن وسيسعى إلى تعزيز العلاقات مع أفريقيا
خلال صعوده للطائرة، نتنياهو يقول بأن ’أفريقيا كلها متحمسة’ للزيارة التاريخية لأربع بلدان، والتي تأتي بعد 40 عاما من مقتل شقيقه خلال عملية عنتيبي
بعد حوالي 40 عاما من تنفيذ فريق كوماندوز إسرائيلي عملية إنقاذ جريئة في عنتيبي الأوغندية، استقل رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو طائرة ستتجه إلى المطار نفسه في رحلة سيزور فيها أربع بلدان أفريقية تهدف إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل وجيرانها من الجنوب.
الرحلة – وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي في منصبه إلى جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية منذ عقود – ستنطلق في مراسم ستُقام الإثنين في مطار عنتيبي القديم في أوغندا، حيث سيحيي هناك الذكرى الـ -40 لواحدة من أشهر عمليات تحرير الرهائن الإسرائيلية.
متحدثا للصحافة من مدرج مطار “بن غوريون” الدولي قبل اعتلائه الطائرة في الساعة السابعة من صباح الإثنين، وصف نتنياهو الرحلة ب”التاريخية” وشدد على دور الزيارة في المساهمة في تعزيز العلاقات مع أفريقيا.
وقال نتياهو، الذي وقف برفقة زوجته سار نتنياهو ومحاطا بالمراسلين خارج طائرة شركة “إل عال” قبل أن تقلع به إلى أوغندا قبل المرور بكينيا ورواندا وأثيوبيا، إن “[لهذه الرحلة] أهمية كبرى من وجهات نظر دبلوماسية واقتصادية وأمنية”.
وأضاف “أنا سعيد بعودة إسرائيل إلى أفريقيا بقوة”.
في المرة الأخيرة التي قامت به طائرة إسرائيلية تحمل أحد أفراد عائلة نتنياهو برحلة مباشرة إلى مطار عنتيبي القديم لم تقل أهمية، لكنها كانت أكثر سرية.
في 4 يوليو، 1967، طارت قوات الكوماندوز الإسرائيلية حوالي 4,000 كيلومتر إلى عنتيبي، ونجحت بصورة مذهلة، خلال أقل من ساعة، بإنقاذ 102 من أصل 106 أسرائيليين احتجزوا كرهائن من قبل مسلحين فلسطينيين وألمان. المراسم التي ستُقام الإثنين ستكون مؤثرة بشكل خاص بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أن شقيقه الأكبر يوناتان، الذي كان قائدا لوحدة النخبة “ساييرت ماتكال” التي نفذت العملية، قُتل خلال إنقاذ الرهائن.
وقال نتنياهو قبل صعوده إلى الطائرة “افريقيا كلها متحمسة لهذه الزيارة، وأنا متحمس أيضا”.
Look at that: @IsraeliPM's four-day, four-country trip to Africa has its own logo pic.twitter.com/65aPVTqqCQ
— Raphael Ahren (@RaphaelAhren) July 3, 2016
وقال نتنياهو بأنه سيلتقي خلال القمة بقادة سبع بلدان أفريقية “القادمين خصيصا من أجل هذه القمة في عنتيبي”.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو برؤساء أوغندا وكينيا وجنوب السودان وزامبيا، بالإضافة إلى رئيس وزراء أثيوبيا، هايله مريم ديساليغنه، ووزير خارجية تانزانيا، أوغوستين ماهيغا.
وقال نتنياهو “نعتزم العودة إلى القارة الأفريقية، التي تضم 54 بلدا. نعتزم العودة إلى أفريقيا تماما مثل عودة أفريقيا إلينا. سيكون لذلك تأثيرات هامة للغاية مقابل تحالفاتنا الدولية وعلاقاتنا الدولية المتنوعة، الآخذة بالتوسع إلى قوى عظمى في آسيا، إلى روسيا، إلى أمريكا اللاتينية وبالطبع إلى القارة الأفريقية”.
وسيرافق نتنياهو بضعة عشرات من رجال الأعمال وجنود إسرائيليون سابقون شاركوا في عملية عنتيبي وأقربائهم، وستنقل 4 طائرات نتنياهو والوفد المرافق له.
وسينضم إلى نتنياهو على طائرته المدير العام لوزارة الخارجية دوري غولد ورئيس الإستخبارات العسكرية هرتسي هليفي. ومن المتوقع أن يحضر الحدث في مطار عنتيبي القديم نائب رئيس هيئة الأركان العامة يائير غولان، لكنه سيستقل طائرة أخرى.
بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ستقل الطائرة الأولى مساعدي رئيس الوزراء؛ الطائرة الثانية ستنقل 140 شخصا سيشاركون في المراسم في عنتيبي، من بينهم أفراد عائلات جنود الجيش الإسرائيلي السابقين الذي شاركوا في عملية الإنقاذ وممثلين عن الرهائن؛ وستقل طائرتان من طراز “هيركوليس” موكب سيارات نتنياهو وأفراد أمن إضافيين ومستشفى ميداني، سيتم التبرع به في نهاية الرحلة.
وذكرت صحيفة “يديعوت” بأن التكلفة الإجمالية للزيارة تصل إلى مبلغ ضخم قيمته 28 مليون شيكل (7.3 مليون دولار). بداية، رفض مكتب رئيس الوزراء الرد على التقرير حول تكلفة الرحلة، ولكنه أصدر لاحقا بيانا قال فيه بأن تكلفتها تصل إلى 12.5 مليون شيكل (3.25 مليون دولار). ويشمل هذا المبلغ الرحلات إلى أربع دول والمراسم في عتيبي وكل الإجراءات الأمنية المطلوبة من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك)، بحسب مكتب رئيس الوزراء. معهد التصدير الإسرائيلي هو من سيدفع تكاليف وفد رجال الأعمال المرافق لرئيس الوزراء في رحلته.
وسيكون في استقبال رئيس الوزراء عند وصوله إلى عنتيبي بعد ظهر الإثنين الرئيس الأوغندي يوري موسفني، الذي شارك في إسقاط الدكتاتور عيدي أمين وهو في السلطة منذ عام 1986.
بعد طقوس الإستقبال الرسمية، التي من المخطط أن تستمر لمدة 45 دقيقة، سيتناول نتنياهو وموسفني العشاء معا في القصر الرئاسي في كامبالا قبل أن يتجه رئيس الوزراء إلى نيروبي، حيث سيقضي الليلة هناك.
صباح الثلاثاء، سيزور نتنياهو ضريح مؤسس كينيا، جومو كينياتا، بعدها سيلتقي بنجله، أوهورو كينياتا، الزعيم الحالي للبلاد.
وقال نتنياهو في شهر فبراير خلال زيارة أوهورو الاولى إلى القدس إن جومو كينياتا كان “مهندس الصداقة بين إسرائيل وكينيا”، وأضاف إنه “بيّن هذه الصداقة بشكل كبير قبل 40 عاما في مساعدته لإسرائيل في المداهمة في عنتيبي لإنقاذ الرهائن. ترك هذا الشيء بصمة عميقة في إسرائيل. شعب إسرائيل يشعر بالإمتنان لذلك. وأنا شخصيا ممتن لذلك”.
بعد هذا اللقاء، سيعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا، قبل حضور مؤتمر لرجال أعمال إسرائيليين وكينيين، بعد ذلك سيتناولان العشاء معا.
في كينيا، من المتوقع أن يشارك نتنياهو وعقيلته سارة في رحلة سفاري، بحسب تقارير في الإعلام العبري، لكن جدوله الرسمي لا يأتي على ذكر ذلك.
يوم الأربعاء، سيقضي نتنياهو يوما في كيغالي، حيث سيزور هناك نصبا تذكاريا للإبادة الجماعية في رواندا في عام 1994، والتي قُتل فيها أكثر من مليوني شخص من أبناء التوتسي، وسيلتقي الرئيس بول كاغامه. وسيتناول الزعيمان الغذاء معا، ويوقعان على إتفاقات تعاون ثنائي ويعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا.
اليوم الأخير في رحلة نتنياهو سيكون في أديس أبابا، حيث سيلتقي هناك برئيس الوزراء هايله مريم ديساليغنه – حيث سيوقع معه أيضا على اتفاقات وسيجيب على أسئلة الصحافيين. بعد لقاء مع الرئيس مولاتو تيشومي، سيلقي الزعيم الإسرائيلي كلمة أمام منتدى رجل أعماال إسرائيليين وأثيوبيين قبل إلقاء خطاب في البرلمان الأثيوبي وزيارة المتحف الوطني للبلاد.
يوم الجمعة، سينطلق نتنياهو في رحلة العودة إلى إسرائيل.