متظاهرون يغلقون الطرق ويشتبكون مع الشرطة ورئيس الوزراء متهم بتقويض صفقة الرهائن
اعتقال ثلاثة أشخاص، من بينهم مساعد سابق لعضو كنيست، في المظاهرات المناهضة للحكومة مع عائلات الرهائن احتجاجا على إطالة أمد الحرب وإدانة إصرار نتنياهو على عملية رفح
خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب والقدس ليلة السبت لمطالبة إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وإجراء انتخابات جديدة، مما أثار اشتباكات لم تدم طويلا مع الشرطة.
وجرت هذه المظاهرات، التي أصبحت الآن شأنا أسبوعيا، بعد ساعات من إصدار مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لم يذكر اسمه تصريحات للصحافة ينفي فيها التقارير التي تفيد بأن إسرائيل ستلتزم بإنهاء الحرب في غزة من أجل إطلاق سراح الرهائن.
وزادت هذه التعليقات، التي يُعتقد على نطاق واسع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من أملاها، من غضب المتظاهرين بشأن ما يزعمون أنه رفض رئيس الوزراء التوصل إلى اتفاق يهدف إلى إنقاذ أكثر من 130 رهينة ورفات رهائن، مفضلا بدلا من ذلك الحفاظ على الدعم السياسي من شركائه في اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم، الذين يصرون على أن تمضي إسرائيل قدما في خططها لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال توم بركاي، منظم منتدى عائلات المختطفين والمفقودين، أمام حشد من الناس في القدس: “لن نصمت، ولن تسكتونا حتى يعودوا [الرهائن]. وهذا هو وقت العمل، لحظة التوقف عن حساب الأيام وإعادتهم الآن”.
وتم اعتقال ثلاثة أشخاص خلال المظاهرات التي شهدتها المدينتين، من بينهم مساعد سابق لعضو الكنيست من حزب “العمل” نعمة لزيمي، التي شاركت هي نفسها بشكل كبير في الاحتجاجات واتهمت الشرطة باستخدام القوة المفرطة.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها “أوقفوا الحرب” وهتفوا مطالبين باتفاق فوري مع حركة حماس لتحرير الرهائن، وانطلق المتظاهرون في العاصمة معا في البداية من مركز الاحتجاج الرئيسي في ساحة باريس، لكنهم انقسموا في النهاية إلى عدة مجموعات التي توجهت إلى وجهات مختلفة في وسط المدينة حيث سارعت الشرطة لاحتواء الحشود.
وتمكنت إحدى المجموعات من عرقلة حركة القطار الخفيف في شارع يافا، بينما توقفت مجموعة أخرى خارج جمعية الشبان المسيحيين (YMCA)، بعد أن شكلت الشرطة حاجزا بشريا أمام المسيرة غير المصرح بها.
وتجمع المتظاهرون في وقت لاحق في ساحة باريس، واشتبكوا مع الشرطة أثناء محاولتهم دون جدوى عرقلة تقاطع مروري رئيسي متاخم للمساحة العامة الصغيرة.
وقالت الشرطة إنه تم القبض على شخصين، أحدهما لإخلاله بالنظام العام والآخر يشتبه في قيامه بضرب شرطي على رأسه بعمود خشبي خلال احتجاج قبل أيام قليلة.
وشوهد أحد الأشخاص وهو يُطرح أرضا من قبل الشرطة في وسط الشارع ويتم اعتقاله، بينما تم دفع الآخرين بعيدا عن الطريق.
ووقعت مشاهد مماثلة في تل أبيب، حيث سارت مجموعات من المتظاهرين عبر المدينة مع عائلات الرهائن وحاولوا إغلاق طرق بعد مظاهرة للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة في “ساحة الديمقراطية” التي أعيدت تسميتها مؤخرا من أمام مقر وزارة الدفاع (الكيرياه).
وقال أوري وبار حيفتس، أب وابنته من نيريم، اللذان نزحا من منزلهما منذ 7 أكتوبر: “نحن بحاجة إلى حكومة مختلفة، حكومة ليست منشغلة طوال اليوم بالتحريض والانقسام”، وأضافا “نريد العودة إلى منازلنا ومن أجل العودة إلى منازلنا، يجب على هذه الحكومة بأكملها أن ترحل الآن”.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت شخصا حاول إغلاق طريق أيالون السريع، ووزعت غرامات على 16 آخرين في نفس المجموعة.
وبعد السير عبر قلب المدينة، نظم المتظاهرون اعتصاما استمر لأكثر من ساعة في شارع بيغن. ورغم أن الشرطة طلبت من المتظاهرين أن يتفرقوا، إلا أنها لم تبذل أي جهد لإجبارهم على الابتعاد عن الشارع، وسرعان ما تفرق الحشد من تلقاء نفسه.
وقالت عضو الكنيست من حزب “العمل” نعمة لازيمي، التي حضرت الاعتصام في تل أبيب، إن الرجل الذي شوهد أثناء اعتقاله في القدس هو مساعدها السابق يفتاح دوتان. واتهمت النائبة، التي قامت الشرطة بدفعها خلال احتجاج يوم الاثنين، عناصر الشرطة باستخدام “العنف الشديد والقاسي” لاعتقاله.
وأفادت في وقت لاحق أن دوتان احتُجز طوال الليل، بعد أن توجهت إلى مركز الشرطة في القدس لمتابعة وضعه، لكن مُنعت من الدخول.
وكتبت لازيمي على منصة X “هذه الاعتقالات الصورية وأعمال العنف بعقلية [وزير الأمن القومي إيتمار] بن غفير يجب أن تتوقف وأن يتم التعامل معها باستخدام كل قوتنا”، وأضافت “سنعمل ضد هذا الجنون بكل أداة متاحة لنا”.
יפתח ישאר הלילה במעצר. בלי סיבה. כואב על האיש המקסים הזה שעבר אלימות קשה כזאת בעת שהפגין למען קדושת החיים והשבת החטופים.
מעצרי השווא והאלימות הזאת תחת הלך רוחו של השר העבריין בן גביר חייבים להפסק ולהיות מטופלים בכל הכוח. נפעל מול הטירוף הזה בכל כלי שעומד לנו.
— ???? Naama Lazimi – נעמה לזימי (@naamalazimi) May 4, 2024
وكان من المخطط أن تتوافق المسيرات من حيث الموضوع مع يوم ذكرى المحرقة النازية، الذي تحييه إسرائيل وبقية العالم اليهودي مساء الأحد ويوم الإثنين.
وقالت حنة كوهين، قريبة عنبار هيمان (27 عاما)، التي قُتلت على يد مسلحي حماس ويُعتقد أن جثتها لا تزال محتجزة في غزة، “يجب أن يعود الجميع. لن نتخلى عنهم كما تم التخلي عن اليهود خلال الهولوكوست”.
لكن الخطابات والمشاعر تأثرت إلى حد كبير بتقارير في الصحافة الإسرائيلية والعربية تفيد بأن إسرائيل وحماس قد تقتربان من اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الذين تم اختطافهم إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر، والتي سرعان ما نفاها مصدر إسرائيلي مجهول.
وقال المسؤول في أول بيانين نفا فيهما مؤشرات على أن الجانبين حققا تقدما بفضل ضمانات أمريكية بأن تشهد مرحلة لاحقة من الاتفاق وقف إسرائيل للقتال بشكل دائم وسحب قواتها من القطاع، “خلافا للتقارير، لن توافق إسرائيل تحت أي ظرف من الظروف على إنهاء الحرب كجزء من اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”.
وجاءت هذه التقارير في الوقت الذي التقى فيه وفد من حماس في القاهرة مع وسطاء أمريكيين وقطريين ومصريين لمناقشة صفقة محتملة، بعد أشهر من المفاوضات غير المثمرة. ومن بين أكثر القضايا الشائكة في المفاوضات طلب حماس بأن يتضمن أي اتفاق موافقة إسرائيلية على إنهاء الحرب. وتصر الحكومة الإسرائيلية على أن القتال سيستمر حتى يتم تدمير حماس بالكامل، ووصفت استمرار وجود الحركة بأنه تهديد وجودي.
وقد قوبل هذا البيان برد فعل سلبي من الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس، الذي دعا “المصدر وجميع صناع القرار الآخرين إلى انتظار التحديثات الرسمية، والتحلي بضبط النفس وعدم التصرف بشكل هستيري لأسباب سياسية”.
وفي الوقت نفسه، أشاد بن جفير بنتنياهو لعدم إرسال وفد إلى القاهرة، وقال إنه يتوقع أن يفي رئيس الوزراء بالوعود التي زعم أنه قطعها عندما التقيا يوم الثلاثاء: “لا لصفقة متهورة، نعم لرفح”.
وأضاف بن غفير، في تهديد مبطن بالانسحاب من الحكومة، أن “رئيس الوزراء يدرك جيدا ما هو ثمن عدم احترام هذا الالتزام”.
وأصدر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعليقا مماثلا دعا فيه إلى مواصلة القتال ووصف التوصل إلى صفقة بأنه “استسلام”.
ويبدو أن تصريحات المصدر المجهول، والتي يُعتقد على نطاق واسع أنها صادرة عن نتنياهو، زادت من الانتقادات الموجهة لنتنياهو المتهم بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي ودعم بن غفير وسموتريش على حساب سلامة الرهائن.
وقالت عيناف زانغاوكر، والدة الرهينة متان زانغاوكر، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، إن نتنياهو يقوض فرصة إنقاذ الرهائن رغم أن الاتفاق مع حماس في متناول اليد، متهمة إياه بـ”ارتكاب جريمة ضد شعبه”.
خارج مقر إقامة نتنياهو الرسمي في القدس، قال جون غولدبرغ بولين، والد الرهينة هيرش غولدبرغ بولين الذي تحتجزه حماس، إن قرار الأسرة بالموافقة على نشر شريط فيديو نشرته حماس الشهر الماضي يظهر ابنه حيا كان يهدف إلى المساعدة في زيادة الضغط على صناع القرار للتوصل إلى اتفاق.
وقال: “منذ عشرة أيام، رأينا وسمعنا ابننا لأول مرة منذ 201 يوما. لقد سُئلنا عما إذا كنا نوافق على نشر الفيديو، ومن دون تردد قلنا نعم، لسبب واحد. إن العالم والقادة والسياسيين والمشاركين في المفاوضات بحاجة إلى تذكير بأننا لا نقاتل من أجل رقم، بل من أجل أناس حقيقيين”.
وقالت إيلا مور، التي تم إطلاق سراح ابنة أختها أبيغايل عيدان البالغة من العمر 4 سنوات من أسر حماس في صفقة في نوفمبر الماضي، للحشد إن إسرائيل لا يمكنها البدء في التعافي من الهجوم المدمر الذي وقع في 7 أكتوبر دون عودة الرهائن.
وقالت “ما يميزنا عن أعدائنا هو قيمنا. نحن لا نترك جرحى في الميدان، ولا نترك رهائن في الميدان. إنسانيتنا ليست ضعفا، حتى لو كان أعداؤنا يعتقدون ذلك”.
قُتل حوالي 1200 شخص وتم اختطاف 252 آخرين عندما تسلل الآلاف من المسلحين بقيادة حماس إلى جنوب إسرائيل في 7 تشرين أكتوبر في هجوم غير مسبوق. وتم إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة كجزء من اتفاق هدنة في نوفمبر.
ومن بين الرهائن الـ 132 الذين ما زالوا في غزة، بما في ذلك أربعة محتجزين منذ ما يقرب من عقد من الزمن، يُعتقد أن 37 منهم قد لقوا حتفهم.
وفي الأسبوع الماضي، تأكدت وفاة إسرائيليين اثنين كان يُعتقد في السابق أنهما على قيد الحياة في أسر حماس.
يوم السبت، عثر الجيش الإسرائيلي على رفات إلياكيم ليبمان في إسرائيل بعد أن دُفن بالخطأ مع ضحية أخرى من ضحايا المجزرة في مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي.
في 3 مايو، أعلن كيبوتس بئيري أن درور أور، وهو من سكان الكيبوتس الذي كان يُعتقد أنه مختطف، قد قُتل في الواقع على أيدي مسلحي حماس. ولا تزال رفاته محتجزة في غزة.