متظاهرون يغلقون الطرق في مظاهرات في أنحاء البلاد للمطالبة بصفقة رهائن؛ والبعض يدعو إلى انتخابات مبكرة
الشرطة تعتقل سبعة أشخاص بتهمة عرقلة حركة المرور على الطريق السريع في تل أبيب، وتغرم خمسة آخرين؛ المتحدثون يحثون الحكومة على الموافقة على الصفقة، ويتعهدون بدعمها مهما كان الثمن
أغلق متظاهرون الطرق في تل أبيب وسط مظاهرات عمت البلاد مساء السبت، طالب العديد منها بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، بينما دعا البعض لإجراء انتخابات.
ونظمت مظاهرات في تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع ورحوفوت ورعنانا وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد، مع تعثر جهود الوساطة القطرية والمصرية للتوصل إلى اتفاق، وبعد أن رفضت إسرائيل مطالب قدمتها حماس.
في التجمع الرئيسي في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب، سار المتظاهرون في شارع كابلان. وحاولت عناصر من خيالة الشرطة إخلاء الشارع وابعاد المتظاهرين نحو الجوانب، وسط صيحات “العار” من جانب الحشود.
في هذه الأثناء، قرأ متظاهر مزود بمكبر صوت أسماء الرهائن الذين ما زالوا في أسر حماس.
وقالت الشرطة أنه تم اعتقال سبعة متظاهرين على الأقل بعد أن قام بعضهم بإغلاق جزء من طريق أيالون السريع المتجه جنوبا وإشعال النيران فيه.
وذكرت الشرطة أن خمسة متظاهرين آخرين على الأقل تلقوا غرامات بسبب “عرقلة حركة المرور”.
קרובי משפחה של חטופים ופעילים למען שחרורם חוסמים את איילון דרום ליד מחלף השלום, והבעירו מדורות על הכביש pic.twitter.com/05QkzzCexu
— Bar Peleg (@bar_peleg) February 10, 2024
وحضر عضوا الكنيست من حزب “العمل”، غلعاد كاريف ونعمة لازيمي، الاحتجاج في شارع كابلان، مستخدمين حصانتهما البرلمانية للدفاع عن المتظاهرين.
واختلط النائبان مع المتظاهرين وقوات إنفاذ القانون، في محاولة لتخفيف التوترات بين المجموعتين. عندما صادر أحد عناصر الشرطة طبلة أحد المتظاهرين، احتج كاريف على المصادرة وتبع الشرطيين. وبينما كان يحاول أن يستفهم من الشرطة بشأن قانونية مصادرة الطبلة، قام أحد الشرطيين بدفعه بالقوة.
חה״כ גלעד קריב נדחף באלימות הערב ע״י שוטר במהלך ההפגנה בקפלן.
חה״כ נדחף לאחר שדרש הבהרות מקציני המשטרה תשובה ברורה לשאלה – מכוח איזו הוראת חוק הוחרם ציוד של המפגינים pic.twitter.com/g42qxowmEV— אלימות ישראל (@Alimut_Israel) February 10, 2024
“ليس أسلوبنا”
في حديثها أمام عدة آلاف من الأشخاص في ساحة المخطوفين، شجبت منظمة الاحتجاج سيفان كوهين ساباغ ما وصفته بالحزبية المتزايدة المحيطة بالحدث.
وقالت المؤسسة المشاركة لمنتدى عائلات المخطوفين والمفقودين: “قبل عدة أسابيع، لم يكن بإمكاننا أن نتخيل أنه سينُظر إلى الرهائن باعتبارهم من اليسار وإلى الجنود باعتبارهم من اليمين”.
واتخذت المظاهرة في الأسبوع الماضي منحى حزبيا حيث اتهم المتحدثون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتجنب التوصل إلى اتفاق لأنه يخشى من أن يؤدي ذلك إلى إسقاط حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.
وقالت: “لم نكن نتخيل أبدا أن يتم الاعتداء على عائلة من عائلات الرهائن هنا”.
كوهين ساباغ كانت تشير إلى مشادة وقعت الأسبوع الماضي بين عيناف زانغاوكر، والدة متان زانغاوكر، الذي اختطفه مسلحو حماس من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر وتحتجزه الحركة كرهينة، وأحد المارة الذي تم تصويره وهو يدفعها ويقول لها إن تظاهرها من أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب “يمنع رئيس الوزراء من شن الحرب”.
وقالت كوهين ساباغ إن مثل هذه الحوادث “لا تمثل البلاد، ليست هذه هي بلدنا، وهذا ليس أسلوبنا”، وأعربت عن شكرها للقوات الإسرائيلية المقاتلة في غزة.
وتحدثت زانغاوكر أيضا خلال المظاهرة، داعية إلى إنهاء القتال في غزة لاستعادة الرهائن.
وأضافت أن إنهاء القتال هو من بين الشروط “لاتفاق يمكن أن يعيد الرهائن صباح الغد”، لكنها زعمت أن نتنياهو “يخفي عنا الشروط ويمنع الصفقة”.
وأفادت تقارير عدة أن حماس طالبت بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون عقوبات بسبب هجمات مميتة، من بين العديد من المطالب الأخرى المتعلقة بالمساعدات وإعادة إعمار غزة.
وقالت إسرائيل إن أي مطالبة بإنهاء الحرب لن تكون مقبولة.
واتهمت زانغاوكر نتنياهو بـ”عدم حمايتها” من التهديدات مثل المشادة التي وقعت الأسبوع الماضي. وحثت زانغاوكر، التي قالت إنها صوتت لصالح نتنياهو وحزبه الليكود، رئيس الوزراء على “عدم السماح بأن يكون عرضة للضغط من قبل [إيتمار] بن غفير و[بتسلئيل] سموتريتش”، شريكي نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف، اللذين هددا بإسقاط حكومته إذا تابع قدما في ما يسميانها بـ”صفقة متهورة”.
وأضافت: “لقد صوتت لك في صندوق الاقتراع. متى ستصوتون لي؟”
وانتقد داني إلغارات، الذي تم اختطاف شقيقه ايتسيك إلغارات من كيبوتس نير عوز، نتنياهو، واتهمه بالمشاركة في إثارة المخاوف من الاتفاق المحتمل، ورد الآلاف دعما بهتافات “العار”.
وقال إلغارات إن “نتنياهو بدأ حملته التخويفية – نحن نعرف ذلك من الماضي: ’بيرس سيقسم القدس’؛ ’العرب يصلون بأعداد كبيرة للتصويت’؛ ’المشروع النووي الإيراني’ – والآن يخيفنا من أنه ستكون هناك مجزرة إذا وافقنا على شروط الاتفاق [مع حماس]”.
وأضاف: “فقط وقف الحرب وإعادة الرهائن ستعيد الثقة بالسيادة الإسرائيلية”.
وأيد أمير طيبون، وهو ناج من الهجوم في ناحل عوز، التوصل إلى اتفاق ثان مع حماس لاستعادة من تبقى من الرهائن في غزة.
وقال “قبل الجولة الأولى”، في إشارة إلى هدنة نوفمبر التي شهدت الافراج عن 105 من الرهائن، “تم تحذيرنا أيضا من أن هذا سينهي الحرب، لكن الحرب مستمرة وحماس تعرضت لهزيمة عسكرية كبيرة”.
وقال الطفلان، هيلي كوبر وأور نوحوموفيتش، اللذان يبلغان من العمر 10 سنوات، للمتظاهرين إنهما يفتقدان جدهما، عميرام كوبر، الذي اختُطف من كيبوتس نير عوز.
وقال أور: “أفتقد ركوب السكوتر المتنقل الخاص بك، وبطاقات التهنئة الخاصة بك، والذهاب إلى حمام السباحة مع المعجنات والتفاح، وأفتقد كعكة الفراولة التي تصنعها جدتي، والتي لم تعد تصنعها لأنها حزينة”.
وقالت هيلي كوبر أنها افتقدت جدها في “يوم الأسرة” الأسبوع الماضي.
كما قال أور نوحوموفيتش: “نتنياهو، أنا أتوجه إليك لأنك رئيس الوزراء. أعد جدي الآن، ليس لديه الكثير من الوقت”.
وتبع الطفلين إيال بن رؤوفين، وهو ميجر جنرال متقاعد في الجيش الإسرائيلي، الذي قال: “لقد دربت آلاف الجنود على عدم ترك أي أحد خلفهم على الإطلاق. هذا هو واجبنا الأخلاقي”.
وأضاف أن الثمن، في إشارة إلى إعادة الرهائن، “سيكون لا يطاق”، لكنه قال إن الشعب سيدعم الحكومة في التوصل إلى اتفاق مع حماس.
“دعونا نختار التحرك قبل فوات الأوان”
في القدس، تظاهر المئات خارج مقر إقامة رئيس الدولة، بينما تجمع حشد أكبر في “ساحة باريس”، بالقرب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء.
ودعت الناشطة ميخال هداس روبين الحكومة إلى التصرف بمسؤولية تجاه “أولادنا الذين يخدمون” في الجيش، مشيرة إلى أن اثنين من أبنائها يفعلون ذلك.
وقال: “إنهم يتخذون قرارات من أجل بقاء الحكومة. هناك المزيد والمزيد من الجنود المصابين والجنود الذين يُقتلون، ولكن لا بأس لأن الإتئلاف لا يزال على قيد الحياة. ينبغي على القيادة أن تتصرف وأن تفعل ما هو جيد للبلد”.
وبينما دعا الحشد لإجراء انتخابات، قالت روبين “دعونا نختار التحرك قبل فوات الأوان”.
وتحدث الميجر جنرال (احتياط) عاموس مالكا، القائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، هو أيضا في المظاهرة، حيث ربط بين الحكومة التي تولت السلطة في ديسمبر 2022 وأحداث 7 أكتوبر.
وتساءل مالكا: “ما بال هذه الحكومة المجنونة؟ رئيس الوزراء غير المقيد هذا؟”، متهما نتنياهو بجر إسرائيل إلى حربه الخاصة من أجل البقاء وواصفا إياه بأنه زعيم “معدوم العاطفة ومعدوم المسؤولية”.
واتهم مالكا نتنياهو بالمساعدة في صقل حماس في السابق، وسط هتافات الموافقة في صفوف الحشد.
وقال إن “عام 2024 هو العام الذي سيتم فيه تحديد مصير البلاد”، في إشارة إلى جبهات الحرب المتعددة والرهائن وعلاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة وعلاقاتها مع جيرانها العرب.
وأضاف: “لا يمكن مواجهة هذا النوع من التحديات إلا من خلال حكومة تحظى بثقة البلاد. وهذه الحكومة لا تحظى بثقة الجمهور”.
واختتم مالكا حديثه بالدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة هذا الصيف.
في “ساحة باريس”، قال العاد أور، الذي تم اختطاف شقيقه درور أور من كيبوتس رعيم بعد أن قُتلت زوجته (تم اختطاف ولدي الزوجين قبل أن يتم إطلاق سراحهما) إنه ووالده يمثلان عائلات الرهائن، “لقب فظيع يصف ما يعنيه العيش في كيبوتس رعيم وكيبوتس بئيري”، وهما اثنان من الكيبوتسات التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر.
وقال أور: “يقول الناس إننا نهتم بقومنا فقط، ولكن الناس هنا هم الجواب على ذلك. أنتم تمثلون التضامن والوحدة. أنتم تدركون أن هذه معركة من أجلنا جميعا”.
وأضاف أور أنه من الضروري تشجيع صفقة محتملة يمكن أن تنقذ الأرواح.
وقال: “نحن لا نتمتع بميزة التخلي عنهم. إن ثمن الرهائن هو أعلى سعر ندفعه؛ أظهروا لحكومة إسرائيل أنها قادرة على القيام بذلك، هذا هو أملنا”.
وتحدث إيلي كوهين، خال الرهينة القتيلة عنبار هيمان، للحشد عن ابنة أخته، وهي طالبة فنون في معهد “فيتسو حيفا” والتي قال إنها كانت ترى دائما النور واللون والفرح في كل شخص.
وقال كوهين: “تم التخلي عن أحبائنا ويجب إعادتهم جميعا – أولئك الذين على قيد الحياة من أجل إعادة تأهيلهم والقتلى من أجل دفنهم بشكل لائق”.
وقال موطي فوغل، الذي قُتل شقيقه أودي فوغل وزوجته روت وثلاثة من أبنائهم الستة، في 11 مارس، 2011، في مستوطنة إيتمار، “لا أريد أن اعتاد على هذه الوضع”.
وفي إشارة إلى الرهائن، قال فوغل، وهو ناقد أدبي يعيش في القدس: “لا يمكننا أن نعتاد على هذا، ولكن هذا ما حدث لنا على مر السنين، أن نعرف، أن يقال لنا أن الأمور يمكن أن تكون أسوأ دائما”.
وأضاف أنه لا بد من التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن. وبينما كان يتحدث، صرخ شخص خارج التجمع عبر مكبر الصوت احتجاجا على صفقة محتملة. ورد الحشد عليه بهتافات “الآن”، وهي كلمة شائعة يرددها المشاركون في المظاهرات من أجل إعادة الرهائن.
وقال فوغل: “يمكننا التعامل مع أي ثمن. إن حياة إخوتنا وأخواتنا في خطر. إن الرهائن هم أبطالنا وهم بحاجة إلينا. أفراد عائلات الرهائن هم أبطالنا. سندفع أي ثمن لإعادتهم إلى الوطن”.
في نهاية المظاهرة، تلا المنظمون أسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، الأحياء والأموات منهم.
وقال أحد المنظمين من منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين “نأمل ألا نضطر أن نكون هنا في الأسبوع المقبل. نأمل أن يكون الرهائن قد عادوا إلى الوطن، في أسرتهم، مع أحبائهم”.
ازدادت الدعوات لإجراء انتخابات وسط انتقادات شديدة للحكومة لإخفاقاتها التي سمحت بحدوث هجمات 7 أكتوبر، فضلا عن الاستياء من تعاملها مع الحرب، حيث أظهرت استطلاعات رأي متكررة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيخسر أغلبيته في الكنيست إذا أجريت الانتخابات اليوم.
تحتجز حماس وفصائل أخرى 132 من أصل 253 رهينة تم اختطافهم في 7 أكتوبر، بعد اتفاق هدنة استمر أسبوعا في نوفمبر وشهد إطلاق سراح 105 مدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 29 من الرهائن الـ 132 ليسوا على قيد الحياة، مستندا على معلومات استخباراتية ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
كما تحتجز حماس رفات الجنديين الإسرائيليين أورون شارون وهدار غولدين منذ عام 2014، وكذلك تحتجز مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما قطاع غزة بمحض إرادتهما في 2014 و 2015.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل