متظاهرون يطالبون بإجراء انتخابات وعائلات الرهائن تنتقد غاضبة: “كان بإمكانك إنقاذهم”
المظاهرة الأسبوعية في ساحة المخطوفين سلطت الضوء على 6 رهائن تم استعادة رفاتهم من غزة، حيث يتهم نتنياهو بإحباط المحادثات في مصر؛ اعتقال 3 متظاهرين في القدس بحسب تقارير
خرج آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد يوم السبت للمطالبة بإجراء انتخابات جديدة بينما أقامت عائلات الرهائن اجتماعها الأسبوعي في “ساحة المخطوفين” في تل أبيب، حيث انتقدت الحكومة لفشلها في إنقاذ ستة رهائن تم استعادة رفاتهم من غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت مجموعة تمثل الأشخاص الذين يتم اعتقالهم في المظاهرات المناهضة للحكومة، إن ثلاثة متظاهرين اعتقلوا في القدس.
تحت عنوان “كان بإلإمكان إنقاذهم”، ضمت المظاهرة في ساحة المخطوفين هذا الأسبوع أيالا ميتسغر، زوجة ابن يورام ميتسغر، أحد الرهائن الست الذين تم استعادة رفاتهم ليلة الاثنين-الثلاثاء، وإيال مور، الذي كان رفات عمه أفراهام مور هو أيضا من بين الرهائن الست الذين تم استعادة جثثهم.
وشاركت في المظاهرة أيضا أفيفا سيغل، التي أطلقت حماس سراحها في نوفمبر ولا يزال زوجها كيث في الأسر؛ وميخائيل ليفي، شقيق الرهينة أور ليفي؛ وغيل ديكمان، قريب الرهينة كرمل غات.
ودعا المتحدثون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى التوقيع على صفقة لاستعادة الرهائن ووقف إطلاق النار.
وقال ديكمان “إذا نسف نتنياهو الصفقة، فإنه سيلبي رغبات إيتمار بن غفير ويحيى السنوار”، في إشارة إلى وزير الأمن القومي اليميني المتطرف وزعيم حماس في غزة تباعا.
وقال زعيم المعارضة يائير لبيد في المظاهرة الأسبوعية المناهضة للحكومة في شارع “كابلان” في تل أبيب: “السيد رئيس الوزراء، اذهب إلى القاهرة بنفسك، لا ترسل أحدا. ابرم اتفاقا الآن”.
ووصل وفد من حماس إلى القاهرة يوم السبت لإجراء محادثات مع الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة. كما أجرى الوفد الإسرائيلي محادثات في القاهرة يومي الخميس والجمعة.
ومع ذلك، نقلت قناة “الميادين” الإخبارية اللبنانية المؤيدة لحزب الله عن مصدر فلسطيني قوله في وقت متأخر من ليلة السبت إن المحادثات في القاهرة بين المفاوضين وحماس لم تؤد إلى “أي تقدم واضح”.
وزعم التقرير أن حماس أبلغت الوسطاء بأنها ملتزمة بالخطة التي حددتها في 2 يوليو، و”ترفض أي تواجد لقوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفي”.
وبحسب ما ورد، فإن إصرار نتنياهو على بقاء إسرائيل في محور فيلادلفي، الذي يفصل غزة عن مصر، لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة، أعاق المحادثات، بعد غياب هذا الطلب عن الاقتراح الإسرائيلي السابق.
وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسنغاوكر، والشخصية البارزة المناهضة للحكومة بين أسر الرهائن: “المسألة ليست محور فيلادلفي، إنها حيلة فيلادلفي”، وزعمت أن رئيس الوزراء “يحبط الاتفاق بشكل منهجي” بمطالبه في اللحظة الأخيرة.
وتحدثت تسنغاوكر من خارج مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حيث تعقد عائلات الرهائن التي تنتقد الحكومة علنا مؤتمرا صحفيا أسبوعيا قبل المظاهرة في شارع كابلان القريب.
ونظمت مظاهرات أخرى مناهضة للحكومة في حيفا ونس تسيونا وخارج منزل نتنياهو الخاص في قيساريه، من بين مدن أخرى. كما تم تنظيم مظاهرة يسارية عربية-يهودية في وقت سابق من اليوم في مدينة الطيبة العربية بوسط البلاد.
وفي حديثها في المظاهرة في القدس، أعادت أوفير متسغر، حفيدة الرهينة المقتول يورام ميتسغر، صياغة قصيدة مارتن نيمولر الشهيرة “جاءوا أولا” حول التقاعس في مواجهة الاضطهاد النازي.
وقالت ميتسغر “في البداية تخلوا عن البلدات الحدودية لغزة، ولم أقل شيئا لأنني لم أكن أعيش على حدود غزة؛ ثم تخلوا عن البلدات الشمالية، ولم أقل شيئا لأنني لم أكن أعيش في الشمال”، في إشارة إلى البلدات المتضررة بشدة والتي نزح سكانها إلى حد كبير في شمال وجنوب إسرائيل.
وتابعت قائلة “ثم تخلوا عن المخطوفين وعائلاتهم، ولم أقل شيئا لأنني لم أكن رهينة ولم يتم اختطاف أحد من عائلتي؛ ثم تخلوا عني، ولم يبق أحد ليتحدث نيابة عني”.
وفي وقت سابق من يوم السبت، نظمت “شراكة السلام” – وهي ائتلاف من الجماعات اليسارية التي اندمجت بعد 7 أكتوبر – وحزب “الجبهة”، وهو حزب شيوعي يهودي عربي في الكنيست، احتجاجا على الحرب في غزة، سبقه مؤتمر ضم “شهادات حول الحرب والأهوال المسكوت عنها مع أشخاص ومجموعات كانوا هناك”.
شهد هجوم 7 أكتوبر قيام آلاف من المسلحين بقيادة حركة حماس باقتحام جنوب إسرائيل وقتل ما يقارب من 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كرهائن، مما أشعل فتيل الحرب في غزة.
ويُعتقد أن 105 من الرهائن الذين تم اختطافهم في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 34 شخصا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وأطلقت حماس سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. أعادت القوات سبع رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 30 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا عن طريق الخطأ بنيران الجيش أثناء محاولتهم الهروب من خاطفيهم.
كما تحتجز حماس مواطنيّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 40 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن. الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها، لا تميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 17 ألف مقاتل في المعارك و1000 مسلح آخر داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.