إسرائيل في حالة حرب - اليوم 478

بحث

متظاهرون في تل أبيب ومن أمام منزل نتنياهو في قيساريا يدعون لإجراء انتخابات مبكرة

الآلاف يتظاهرون في تل أييب، حيث طالبت شقيقة إحدى قتلى هجوم 7 أكتوبر بإسقاط الحكومة؛ السكان النازحون من المنطقة الحدودية يتهمون الحكومة بالتخلي عنهم

متظاهرون يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة في ساحة هابيما في تل أبيب، 6 يناير، 2024. (Gilad Furst)
متظاهرون يطالبون بإجراء انتخابات مبكرة في ساحة هابيما في تل أبيب، 6 يناير، 2024. (Gilad Furst)

تظاهر الآلاف في تل أبيب ومن أمام المنزل الخاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قيساريا ليل السبت، داعين إلى إجراء انتخابات مبكرة فورية في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

أقيمت المظاهرة الرئيسية في ميدان هابيما بمدينة تل أبيب، في حين تم تنظيم مظاهرات أصغر في مدينة حيفا ومن أمام منزل نتنياهو في قيسارية.

وقال منظمو الاحتجاج في تل أبيب إن حوالي 20 ألف شخص شاركوا في المظاهرة. من بين المشاركين كان هناك أشخاص تم إجلاؤهم من المناطق القريبة من قطاع غزة ومن الحدود الشمالية مع لبنان بسبب تعرض المنطقة لإطلاق صواريخ من منظمة حزب الله، وأقارب أشخاص قُتلوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر.

وقالت شقيقة شيرا إيلون، التي قُتلت على يد مسلحي حماس في مهرجان “سوبر نوفا” الموسيقي بالقرب من كيبوتس رعيم في 7 أكتوبر، في خطاب ألقته خلال المظاهرة في تل أبيب إن إختها “تُركت لتموت بشكل صادم”.

وقالت أدار إيلون: “أنا أؤمن بأن لكل شخص دور في العالم وأن دور شيرا كان نشر النور وتوحيد من حولها… دوري هو ضمان حدوث ذلك. لقد وعدتها أن هذا لم يحدث سدى. أن موت أحبائنا لم يذهب سدى”.

وأضافت: “التغيير يبدأ من داخلنا ويبدأ بقيادة جديرة. من دون قيادة كهذه، لا يمكننا البدء بعملية التعافي”.

تتزايد الدعوات لإجراء انتخابات بشكل مطرد، حتى في الوقت الذي لا تزال فيه البلاد تعاني من الصدمة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم الآلاف من مسلحي حماس إسرائيل من البر والبحر والجو، وقتلوا 1200 شخص واختطفوا 240 آخرين كرهائن، تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل. وتواصل الفصائل المسلحة في غزة إطلاق الصواريخ بشكل متقطع على جنوب ووسط البلاد منذ ذلك الحين.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية لتدمير حماس والإطاحة بها من السلطة وإطلاق سراح الرهائن، مع اندلاع الحرب في الجنوب، بدأت منظمة حزب الله المدعومة من إيران بشن هجمات على طول الحدود الشمالية، بما في ذلك إطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية. ولقد تصاعدت التوترات بشكل مطرد مع سقوط قتلى على جانبي الحدود، معظمهم من مقاتلي حزب الله. يوم السبت أطلقت المنظمة عشرات الصواريخ على إسرائيل.

ودفع إطلاق الصواريخ في جنوب وشمال البلاد إلى نزوح أكثر من 100 ألف إسرائيلي من منازلهم.

في حيفا، قال نوعم يارون، وهو أب لستة تم إجلائه من منزله في مدينة كريات شمونه الحدودية الشمالية، إن حياته “قُطعت في لحظة واحدة بسبب الحرب التي فُرضت علينا”.

وأضاف: “في لحظة واحدة، أصبحنا لاجئين منبوذين، نعيش في حقائب السفر، ويائسين تماما. بدون إجابات، وبدون أي شيء في الأفق، منذ ثلاثة أشهر”.

في المظاهرة في قيساريا، اتهمت حاني ريكاردو، التي قُتلت ابنتها أوريا في مهرجان سوبر نوفا، الحكومة بعدم تحمل مسؤولية الإخفاقات التي مكنت وقوع الهجوم المدمر على البلاد.

وقالت: “منذ 7 أكتوبر، أنا أنتظر، مثل كثيرين آخرين، أعضاء الحكومة الفاسدة، الذين لم يجدوا حتى اليوم الوقت لينظروا في أعيننا. إنهم ينظرون في كل الاتجاهات ولكن ليس في اتجاهنا”.

في نهاية المظاهرة، دعت ريكاردو المتظاهرين إلى السير باتجاه منزل نتنياهو. وذكرت صحيفة “هآرتس” أن الشرطة منعت احتجاجهم لكنها سمحت لبضع عشرات منهم بالاقتراب من منزل نتنياهو.

شهدت نهاية الأسبوع الأخيرة واحدة من أولى الاحتجاجات الكبرى المناهضة للحكومة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، حيث دعا المتظاهرون في تل أبيت إلى إجراء “انتخابات الآن” بينما توافدوا على ساحة هابيما، حيث حمل الكثيرون منهم لافتات عدائية للغاية لنتنياهو ولحكومته اليمينية المتشددة، وكذلك ضد الحرب في غزة.

وجلب الكثير من المتظاهرين معهم الأعلام الإسرائيلية التي كانت تُستخدم خلال المظاهرات المناهضة للتعديلات القضائية قبل 7 أكتوبر، مما أضفى على المظاهرة شعورا واضحا مناهضا للحكومة كان غائبا عن معظم المظاهرات الكبرى منذ هجمات حماس قبل ثلاثة أشهر.

وقالت غالي بيسودو، وهي من سكان سديروت وتقيم مؤقتا في تل أبيب بعد أن تم إجلاء سكان البلدة في خضم الحرب الجارية في غزة، إن الحياة في جنوب إسرائيل كانت صعبة لسنوات وألقت باللائمة في الإخفاقات غير المسبوقة التي حدثت في 7 أكتوبر على الحكومة بشكل مباشر.

وقالت، بحسب صحيفة هآرتس: “لقد تعلمنا أن تربية الأطفال تحت النار هي أمر طبيعي. الحكومة لم تقم بتحويل حقائب الأموال إلى حماس فحسب، بل أنها باعتنا، سكان [منطقة حدود غزة]، على طول الطريق. لقد تخلت عنا وانفجرت الكذبة في وجوهنا في 7 أكتوبر”.

على الرغم من أن العديد من كبار الشخصيات في الجيش والأجهزة الأمنية أقرت علنا بفشلها في منع هجوم 7 أكتوبر، إلا أن وزراء الحكومة، ومن ضمنهم نتنياهو، رفضوا تحمل أي مسؤولية حقيقية عن الإخفاقات التي أدت إلى وقوع الهجوم.

اقرأ المزيد عن