متظاهرون إسرائيليون يمنعون وصول المساعدات إلى غزة من إسرائيل لليوم الثاني على التوالي
عائلات رهائن من بين المحتجين عند معبر كيرم شالم؛ المتظاهرون يحضون الحكومة على عدم السماح بدخول أي إمدادات حتى يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة
تظاهرت مجموعة صغيرة من المتظاهرين، من ضمنهم أقارب الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، عند معبر كيرم شالوم (كرم أبو سالم) الحدودي يوم الخميس لعرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، مطالبين بوقف المساعدات حتى يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في القطاع.
تم إيقاف جزء من المجموعة يوم الخميس في البداية عند حاجز طريق، لكن المحتجين تمكنوا من العبور بعد ذلك، وساروا عدة كيلومترات باتجاه المعبر لليوم الثاني على التوالي. وبحسب تقارير تواجد متظاهرون آخرون عند المعبر بالفعل.
ووصفت تسوفيت ليبمان، التي يتم احتجاز صهرها إلياكيم ليبمان كرهينة في غزة، ادخال المساعدات إلى غزة في الوقت الذي يزال الرهائن محتجزين هناك “فشلا أخلاقيا”.
وقالت: “بينما لا نعرف مكان عائلاتنا وما إذا كانوا على قيد الحياة، يحصل [سكان غزة] على مساعدات انسانية”، متهمة الفلسطينيين في غزة بـ”التستر على جرائم” حماس ومساعدة الحركة.
وحضت الحكومة على اتباع نهج متشدد وعدم السماح بوصول أي مساعدات انسانية حتى يتم تحرير الرهائن.
وقال داني إلغرت، الذي أصيب شقيقه ايتسيك إلغرت واختُطف في 7 أكتوبر، إن المحتجين يريدون أن يظهروا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه “ينبغي عليه التحلي بالشجاعة والوقوف في وجه الأمريكيين وأن يقول لهم… لن تدخل قطرة ماء واحدة حتى نرى رهائننا يعودون إلى الوطن”.
ودعا ألغرت الآخرين إلى “الحضور إلى المعبر الحدودي وإيقاف هذه المساعدات الإنسانية بأجسادكم”.
وأكد إلغرت أن الرهائن لا يتلقون أيا من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، مرددا تقارير إعلامية أفادت بأنه لا يوجد يقين بأن تكون الإمدادات الطبية الأساسية التي كان من المفترض أن تصل إليهم قد وصلت إليهم بالفعل.
وأضاف: “لا توجد زيارات للصليب الأحمر، ولا طعام ولا أدوية ولا علامات حياة، ولا يحدث أي شيء إنساني لرهائننا”.
ولم يتضح على الفور مدى تأثير الاحتجاج على حركة الشاحنات. في يوم الأربعاء، عرقل المتظاهرون دخول أكثر من 100 شاحنة، تم تحويل بعضها في النهاية إلى نقطة دخول بديلة في مصر.
وأكدت الاحتجاجات مساحة المناورة الضيقة لدى الحكومة في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا دولية متزايدة للسماح بدخول المزيد من الإغاثة الإنسانية إلى غزة، إلى جانب ضغوط داخلية مكثفة لتأمين إطلاق سراح الرهائن وتحقيق إنجازات عسكرية في الحملة الطويلة بشكل متزايد.
كما أنها تأتي وسط تقارير غير مؤكدة في وسائل الإعلام بشأن تحقق تقدم في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل ثانية. وتواجه الحكومة ضغوطا شديدة، والتي تتجلى في مظاهرات أسبوعية وفعاليات أخرى، لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح أكثر من 130 إسرائيليا ما زالوا محتجزين لدى حماس على حساب حملتها العسكرية للقضاء على الحركة الحاكمة لغزة.
وشهد اتفاق سابق توصل إليه الطرفان في وقت سابق الافراج عن رهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في إطار هدنة استمرت لمدة أسبوع في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر.
شنت إسرائيل هجومها على حماس في أعقاب الهجوم الذي نفذته الحركة في بلدات ومهرجان موسيقي في جنوب إسرائيل، والذي قتلت فيه ما يقارب من 1200 شخص واحتجزت 253 آخرين كرهائن، يُعتقد أن أكثر من نصفهم ما زالوا محتجزين في الأسر.
وردت إسرائيل بهجوم عسكري لتدمير حماس، وإبعادها عن السلطة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن. وواجهت الحملة انتقادات دولية متزايدة وسط ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين وأزمة إنسانية واسعة النطاق في القطاع الذي مزقته الحرب، مما دفع إسرائيل إلى زيادة الإمدادات الإنسانية التي تسمح بدخولها خلال القتال.
ودافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن قراره السماح بدخول المساعدات إلى غزة.
وقال خلال مؤتمر صحفي في نوفمبر إن “المساعدات الانسانية ضرورية لضمان الدعم الدولي. من دونه، حتى أصدقاؤنا الجيدون سيواجهون صعوبة في دعمنا مع مرور الوقت”.
يوم الأحد، سألت إيلا بن عامي، التي تم اختطاف والدها أوهاد من كيبوتس بئيري في 7 أكتوبر ويُفترض أنه محتجز كرهينة في غزة، نتنياهو خلال لقاء مع ذوي الرهائن عن سبب سماحه بدخول المساعدات إلى غزة، والتي قالت إنها قد تكون تُستخدم لدعم المجهود الحربي لحماس. وقالت في وقت لاحق إن نتنياهو أكد لها خلال الاجتماع أن حماس تحصل على 10% على الأكثر من المساعدات.
وتخطط عدة جماعات يمينية القيام بمسيرة في الأسبوع المقبل في القدس إلى الكنيست للاحتجاج على دخول المساعدات إلى غزة.
يُعتقد ان 132 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 28 ممن زالوا محتجزين لدى حماس، بالاستناد على معلومات استخباراتية ونتائج جمعتها القوات العاملة في غزة.
وتم استعادة جثث ثمانية رهائن، وقُتل ثلاثة منهم عن طريق الخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.
وتحتجز حماس أيضا مدنيين إسرائيليين، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا، بالإضافة إلى جثتي الجنديين الإسرائيليين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014.