إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

متطرفون يهود يصرخون على مسيحيين إنجيليين بالقرب من حائط المبكى “عودوا إلى دياركم”

الاحتجاج العنيف، الذي حضره نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ، يبرز الضغوط الدينية على الشراكة السياسية للحركتين

نشطاء يهود حريديم يشتبكون مع الشرطة خلال احتجاج على مؤتمر للمسيحيين خارج مركز ديفيدسون في البلدة القديمة بالقدس، 28 مايو 2023 (Arie Leib Abrams / Flash90)
نشطاء يهود حريديم يشتبكون مع الشرطة خلال احتجاج على مؤتمر للمسيحيين خارج مركز ديفيدسون في البلدة القديمة بالقدس، 28 مايو 2023 (Arie Leib Abrams / Flash90)

واجه مسيحيون كانوا يؤدون الصلاة في حديقة أثرية بالقرب من حائط المبكى يوم الأحد مئات المحتجين اليهود، بمن فيهم نائب رئيس بلدية القدس، يصرخون عليهم مطالبينهم بالمغادرة.

كان المتظاهرين يردون على دعوة مسيحية إنجيلية للصلاة في مركز ديفيدسون، الذي يقع جنوب حائط المبكى.

وتبرز الحادثة توتر العلاقات بين القوميين الإسرائيليين المتدينين والمسيحيين الإنجيليين، الذين يدعمون إسرائيل، والأهداف الاستراتيجية للقوميين الدينيين، سياسيا وماليا، لكنهم يختلفون بشكل جذري عنهم في علم اللاهوت.

وتم وصف الحدث بأنه يروج لحماية القدس و”هدف الله لإسرائيل” على المواقع الإلكترونية المسيحية – بما في ذلك الموقع المخصص للإعلان عن تجمع الصلاة.

وتمت دعوة المشاركين في التجمع، الذي اختتم 21 يوما من الصيام والصلاة التي أعلنت عنها حركة “بيت الصلاة الدولي في كانساس سيتي” الإنجيلية، ليكونوا بمثابة “حراس على جدران” المدينة.

وفي حدث الصلاة، الذي حضره عدة مئات من الأشخاص، دفعت الشرطة بعض المتظاهرين، بمن فيهم نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ، للسماح للمصلين بالمرور.

تم تحطيم باب زجاجي في مركز ديفيدسون، واعتقل شخص واحد على الأقل وسط الاشتباكات. مركز ديفيدسون هو حديقة أثرية مجاورة للساحة المتساوية، جنوب ساحة حائط المبكى المركزية، والتي تعمل حاليا كمساحة خالية من القيود للصلاة لليهود غير الأرثوذكس.

وردا على طلب للتعليق على الحادثة، قالت وزارة الخارجية إنها تدين “أي مساس بحرية الدين والعبادة في القدس” وأي اعتداء على الشخصيات الدينية في المدينة. وأضاف البيان أن إسرائيل تعتبر هذه الحريات في العاصمة المقدسة لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين قيمة مركزية في نسيج الحياة في المدينة.

أقام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علاقات وثيقة مع القادة الإنجيليين، بما في ذلك القس جون هاجي، الذي قال العام الماضي إنه يرسل “صلوات الله” إلى الزعيم الإسرائيلي “طوال حياته”. لكن ائتلاف نتنياهو قد يختبر تلك العلاقة، بالنظر إلى التعبيرات عن العداء اتجاه المسيحيين والعبادة المسيحية من قبل بعض أعضاء الأحزاب الدينية الخمسة في الائتلاف على يمين حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء.

نشطاء يهود حريديم يشتبكون مع الشرطة خلال احتجاج على مؤتمر للمسيحيين خارج مركز ديفيدسون في البلدة القديمة بالقدس، 28 مايو 2023 (Arie Leib Abrams / Flash90)

في شهر مارس، أعربت عدة جماعات مسيحية صهيونية عن غضبها من اقتراح مشروع قانون قدمه عضو في الائتلاف كان من شأنه أن يفرض عقوبة السجن على التبشير الديني، مما يجبر نتنياهو على التنصل العلني من هذه المبادرة.

وتم تصوير كينغ، الذي ينتمي إلى فصيل “مؤحاديم” اليميني المتطرف في مجلس مدينة القدس، وهو يهتف “مبشرين عودوا إلى دياركم” مع آخرين في حدث الصلاة. وأشاد بالمتظاهرون في بيان حول الواقعة، ووصف تصرفاتهم بأنها موجهة ضد التبشير المسيحي وحدث الصلاة وقرار “شركة إعمار وتطوير الحي اليهودي في القدس القديمة”، المسؤولة عن مركز ديفيدسون، بالسماح بتنظيمه.

ملف: عضو مجلس بلدية القدس أرييه كينغ، في حي “يمين موشيه” في القدس، 17 مايو 2017 (Hadas Parush / Flash90)

“أدان الذين سمحوا للمبشرين المسيحيين بعقد عبادة ومراسم مسيحية تهدف إلى التمهيد إلى مبادرة تبشيرية تستهدف سكان إسرائيل”، كتب. “إنه احتجاج محترم وعادل ضد شركة حكومية سمحت بذلك،ـ وضد المبشرين. من ناحيتي، ليعلم كل مبشر أنه غير مرحب به في أرض إسرائيل”.

وكتب متحدث باسم “عيميك شافيه”، وهي منظمة غير ربحية تقول إنها تعارض “استخدام علم الآثار والتراث كأداة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، على تويتر أن تصرفات المحتجين “هي الشكل الذي يتخذه التفوق اليهودي وتهويد القدس”.

ولم يشر موقع “بيت الصلاة الدولي في كانساس سيتي” على موقعه على الإنترنت عن الحدث إلى أي محاولة لتحويل اليهود إلى المسيحية. لكن الصفحة التي أعلنت عن الحدث تضمنت مقالاً بعنوان “اليهود يعودون إلى يسوع” بقلم القس جون بايبر، الذي كتب أن “الأولوية تعطى للشعب اليهودي في الرسالة المسيحية”.

ووفقا لمقال نشرته صحيفة “هآرتس” في عام 2018، جمع المسيحيون الإنجيليون في السنوات الأخيرة أكثر من 60 مليون دولار لمشاريع في الضفة الغربية وحدها. وشملت السياحة الإنجيلية إلى إسرائيل في عام 2017 ما لا يقل عن 440 ألف سائح في البلاد.

وتطرق دافيد فرانزوس، وهو مرشد سياحي نشط على تويتر ويدعم نتنياهو علنا، إلى هذا الجانب من العلاقة مع المسيحيين الإنجيليين في رده على حادثة يوم الأحد.

وكتب فرانزوس على تويتر، “أرى ما يحدث في مركز ديفيدسون في القدس: أعمال شغب قام بها مثيري الشغب بمن فيهم نائب رئيس البلدية، أرييه كينغ. إنني أخاطبك بصفتي مرشدًا سياحيًا يعمل مع المسيحيين. وأنا أقول لك علنا أنك أحمق يتسبب بأضرار هائلة”.

اقرأ المزيد عن