إسرائيل في حالة حرب - اليوم 435

بحث

مبعوث سعودي: المملكة لا تزال منفتحة “بالتأكيد” على اتفاق التطبيع مع إسرائيل

لكن الأمير خالد بن بندر، سفير الرياض لدى المملكة المتحدة، يقول لبي بي سي إنه لا يمكن إقامة العلاقات دون إنشاء دولة فلسطينية، بعد أن قال بلينكن إن "الاهتمام الواضح" لا يزال قائما

السفير السعودي لدى المملكة المتحدة خالد بن بندر بن سلطان آل سعود في مجلسي البرلمان في لندن، 19 ديسمبر 2019. (Adrian DENNIS / POOL / AFP)
السفير السعودي لدى المملكة المتحدة خالد بن بندر بن سلطان آل سعود في مجلسي البرلمان في لندن، 19 ديسمبر 2019. (Adrian DENNIS / POOL / AFP)

قال مبعوث من المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء أن الدولة الخليجية لا تزال مهتمة بتحقيق اتفاق التطبيع مع إسرائيل بعد انتهاء حربها ضد حماس في غزة.

وقال السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر لـ BBC في مقابلة إذاعية إن الرياض لا تزال منفتحة على إقامة علاقات مع الدولة اليهودية طالما أنها تكون جزءا من حل الدولتين الشامل.

وقال بندر عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل: “بالتأكيد هناك اهتمام، هناك اهتمام منذ عام 1982 وما قبله. نحن نسعى لذلك منذ فترة طويلة، وعلى استعداد لقبول إسرائيل منذ فترة طويلة، إنها حقيقة قائمة وعلينا أن نتعايش معها. لكننا لا نستطيع العيش مع إسرائيل دون دولة فلسطينية”.

وقال بندر إنه قبل 7 أكتوبر، “كانت المناقشات جارية منذ فترة. لا يمكنني الخوض في تفاصيل ما تمت مناقشته، لكن الأمر كان قريبا، ولم يكن هناك شك”. وقال إنه بالنسبة للرياض فإن “نقطة النهاية بالتأكيد تتضمن ما لا يقل دولة فلسطين المستقلة. وبينما لا نزال – حتى بعد 7 أكتوبر – نؤمن بالتطبيع، إلا أنه لا يأتي على حساب الشعب الفلسطيني”.

وكان يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل والسعودية كانتا على وشك التوقيع على اتفاق تطبيع تاريخي قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، عندما اقتحم الآلاف من أعضاء الجماعة الحدود وقتلوا حوالي 1200 شخص في إسرائيل، وأختطفوا حوالي 240 آخرين رهينة.

وردت إسرائيل بشن حربا واسعة النطاق ضد حماس في غزة، قُتل فيها أكثر من 22 ألف فلسطيني في القطاع حتى الآن، وفقا لأرقام لم يتم التحقق منها من وزارة الصحة في غزة، والتي لا تفرق بين المدنيين والمسلحين.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 8500 من نشطاء حماس في غزة، بالإضافة إلى حوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر. وقد قُتل أكثر من 180 جنديًا إسرائيليًا في العملية البرية.

وقد أدت حصيلة القتلى المتزايدة في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أشهر إلى توجيه انتقادات شديدة لإسرائيل، حتى من بعض أقرب حلفائها، مع تصاعد النداءات الدولية لوقف إطلاق النار، في حين يواصل القادة الإسرائيليون الإصرار على أنهم لن يتوقفوا عن القتال حتى محو حماس من القطاع.

وتجنب بندر الرد على سؤال عما إذا كانت حماس يمكن أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، قائلا أن “هناك دائما مجال للتغيير إذا كان لديك التفاؤل والأمل، ولكن عندما يكون هناك صراع، فإن أول شيء عليك أن تدركه هو أن كلا الجانبين خسرا. وعندما يخسر الطرفان، يكون الطرفان على استعداد لتقديم تنازلات. ولا يوجد حل بدون تنازلات”.

وانتقد “المنظور المطلق المتطرف” الذي قال إنه ميز الصراع لفترة طويلة، وأضاف أنه يجب على السلطة الفلسطينية أن تلعب دورا في غزة ما بعد الحرب – وهو أمر رفضته الحكومة الإسرائيلية – ولكن “من شبه المؤكد أن ذلك سيتطلب تدخلا دوليا” لتحقيق الاستقرار في القطاع، “وبدون شك لا يمكن القيام بذلك دون قبول الإسرائيليين لذلك، وبالتالي فإن نقطة التوقف الكبرى في هذا الأمر هي إسرائيل، وليس أي طرف آخر”.

وجاءت تعليقات بندر بعد يوم واحد فقط من لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة العلا السعودية، حيث أشار كلاهما إلى أن محادثات التطبيع لا تزال ممكنة.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في خيمة في 8 يناير 2024. (Saudi Press Agency)

وقال بلينكن للصحفيين يوم الاثنين قبل مغادرته المملكة: “هناك اهتمام واضح في المنطقة في تحقيق ذلك، لكن ذلك سيتطلب إنهاء الصراع في غزة وسيتطلب بوضوح أيضًا أن يكون هناك مسار عملي لقيام دولة فلسطينية”.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، شدد على أهمية وقف الأعمال العدائية في غزة وتشكيل مسار للسلام. وأضافت أن ولي العهد أكد على ضرورة استعادة الاستقرار وضمان حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة.

وبحسب تقرير إعلامي عبري يوم الثلاثاء، تطرح واشنطن مبادرة السلام العربية التي رعتها المملكة العربية السعودية قبل أكثر من 20 عامًا كإطار محتمل لإنهاء الحرب ضد حماس في غزة.

وذكر تقرير القناة 12 الذي لم يشر إلى مصدر أن إدارة بايدن تطرح الآن المبادرة على إسرائيل، قائلة أن مثل هذا الاتفاق سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وبقية المنطقة.

تعرض مبادرة عام 2002 على إسرائيل تطبيع العلاقات مع العالم العربي بأكمله بمجرد توصلها إلى حل الدولتين لصراعها مع الفلسطينيين.

ويزور بلينكن حاليًا إسرائيل في محطته الثالثة من جولة في الشرق الأوسط تهدف إلى تجنب توسع الصراع في المنطقة مع اشتداد القتال مع حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وفي اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء، أكد بلينكن “على أهمية تجنب المزيد من الضرر للمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في غزة”، وفقا لوزارة الخارجية.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالة رويترز في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن