مبعوث ترامب يدافع عن محادثاته المباشرة مع حماس، ويقول إن الولايات المتحدة ”ليست وكيلا لإسرائيل”
في سلسلة من المقابلات، يقول آدم بوهلر إنه يعتقد أن حماس ستلقي سلاحها في نهاية المطاف، وستتخلى عن السلطة السياسية؛ ويأمل في التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن في غضون أسابيع

دافع المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر يوم الأحد عن محادثاته المباشرة مع مسؤولين في حركة حماس الفلسطينية، رادا على انتقادات شديدة وإن كانت وُجهت وراء أبواب مغلقة من القدس، في سلسلة من المقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية.
وأزعجت بعض تصريحات بوهلر مسؤولين إسرائيليين كبار، الذين قالوا لـ”تايمز أوف إسرائيل“ إنهم فوجئوا بسماع تعليق المبعوث بأن الولايات المتحدة ”ليست وكيلة لإسرائيل“.
وركزت المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس، التي عقدت بالتوازي مع المفاوضات غير المباشرة التي تتوسط فيها قطر ومصر، على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين لا يزالون محتجزين في غزة، رغم أن بوهلر أكد أن الهدف النهائي هو إطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال بوهلر للقناة 12 الإسرائيلية: ”لم نكن مستعدين للجلوس لأسبوعين فقط“، رافضا تحديد موعد بدء اجتماعاته مع حماس أو عدد الاجتماعات التي عُقدت.
وتابع ”لدينا فرصة حقيقية لتحقيق بعض التحرك ورؤية الرهائن في الأسابيع القليلة المقبلة“.
وردا على سؤال للقناة 12 عما إذا كان يعتقد أن ”موافقة حماس في نهاية المطاف على إلقاء سلاحها وألا تكون جزءا من المستقبل السياسي لغزة“ هي أمر “واقعي” أجاب ”أعتقد ذلك”.
وفي حين ركزت اجتماعاته على الرهينة الأمريكي الوحيد الحي عيدان ألكسندر، إلى جانب رفات الرهائن الأمريكيين الأربعة القتلى، أكد بوهلر أن المحادثات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل جميع الرهائن.
وقال مخاطبا الجمهور الإسرائيلي ”لا داعي للخوف من أن ينساكم رئيس الولايات المتحدة أو أنا أو أي شخص في إدارتنا“.
وفي حديثه لهيئة البث الإسرائيلية ”كان“، وصف بوهلر ما أسماه اقتراح حماس الذي يقضي بهدنة مع إسرائيل لمدة خمس إلى عشر سنوات، تقوم خلالها الحركة بنزع سلاحها والتخلي عن السلطة السياسية في غزة.
وقال إن حماس ”اقترحت تبادل جميع الأسرى… وهدنة من خمس إلى عشر سنوات تلقي فيها حماس جميع الأسلحة و حيث تضمن الولايات المتحدة، وكذلك دول أخرى، عدم وجود أنفاق، وعدم اتخاذ أي شيء في الجانب العسكري، وعدم مشاركة حماس في السياسة في المستقبل”.
ووصف الاقتراح بأنه ”ليس عرضا أوليا سيئا“.

ووسط مخاوف من أن البيت الأبيض يعطي الأولوية للإفراج عن الرهائن الأمريكيين على حساب الرهائن الإسرائيليين، طمأن المبعوث الأمريكي الجمهور الإسرائيلي بأن إدارة ترامب تنوي إخراج ”الأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء، التزامنا كامل“.
وقال بوهلر في مقابلة مع شبكة CNN في وقت سابق من اليوم إن ”هدنة طويلة الأمد“ قد تكون في الأفق، حيث ”نعفو عن الأسرى، حيث تلقي حماس أسلحتها، حيث توافق على أنها ليست جزءا من الطرف السياسي في المستقبل“.
لم تتعهد حماس حتى الآن بإلقاء السلاح أو التخلي عن السلطة السياسية.
وردا على سؤال للقناة 12 حول ما تردد عن اقتراح الوسطاء لوقف إطلاق النار الموسع لمدة شهرين والإفراج عن 10 رهائن أحياء، رفض تأكيد أي شيء لكنه قال ”إنه حل ممكن“.
وكان من المقرر أن ترسل إسرائيل فريقا تفاوضيا إلى قطر يوم الاثنين لإجراء محادثات بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.
وقال بوهلر للقناة 12 إن حالة المفاوضات ”مهيأة بشكل جيد للغاية بالنسبة للإسرائيليين للقيام بعمل جيد“ في المحادثات.
"I think it was a very helpful meeting."
.@aboehler tells @jaketapper that "I think something could come together within weeks" in US negotiations with Hamas. pic.twitter.com/3N67GZE59p
— State of the Union (@CNNSOTU) March 9, 2025
وقد خالفت المباحثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس سياسة تنتهجها واشنطن منذ عقود ضد التفاوض مع الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية. وتم تصنيف حماس على هذا النحو منذ عام 1997.
وقال بوهلر لشبكة CNN إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على محادثاته مع حماس مسبقا، لكنه بدا بعد ذلك وكأنه يتراجع عن هذا الادعاء، موضحا للقناة 12 أن الموافقة المسبقة جاءت من ”مجموعة من الأشخاص“ في البيت الأبيض.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وافق على المحادثات.
وقال بوهلر إنه يتفهم سبب انزعاج إسرائيل من المحادثات، مشيرا إلى أنه تحدث مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وهو مساعد مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول الاتصالات.
وقال ل CNN ”تحدثت مع رون، وأنا أتفهم [مخاوفه]”، مضيفا ”لديه شخص لا يعرفه جيدا يجري اتصالات مباشرة مع حماس. ربما سأراهم وأقول، ’انظر، ليس لديهم قرون تنمو من رؤوسهم. إنهم في الواقع رجال مثلنا. إنهم رجال لطفاء جدا’”، في إشارة على ما يبدو إلى مسؤولين في الجماعة الفلسطينية.

وقال بوهلر عن ديرمر ”إنه لا يعرفني، وهناك مخاطر كبيرة. إنه يعيش في بلد، إذا تم فيه وضع سوابق معينة، فإن ذلك سيؤذي أو يساعد الكثير من الأشخاص الآخرين”.
لذلك، ”أنا أتفهم الذعر والقلق. لم أكن منزعجا. وفي الوقت نفسه، نحن الولايات المتحدة. نحن لسنا وكلاء لإسرائيل. لدينا مصالح محددة على الساحة. لقد تواصلنا ذهابا وإيابا. كانت لدينا معايير محددة للغاية [اتبعناها]“، على حد تعبيره.
وقال إن ما أراد أن يفعله، ”هو تحريك المفاوضات التي كانت في وضع هش للغاية”.

وأضاف أنه ”أراد أن يقول لحماس، ‘ما الذي تريدونه في النهاية هنا؟ ليس النهاية التي تحلمون بها، ولكن ما الذي تعتقدون أنه واقعي في هذه المرحلة؟”
لكنه قال إنه كان من الواضح للقدس أن تفاعله مع حماس لن يؤثر على المحادثات مع إسرائيل. ”تعرف إسرائيل أنه في نهاية المطاف ليس الأمر وكأن حماس امتلكت العالم [في المحادثات] لأنني اعتقدت أنهم مجموعة من الرجال اللطفاء“، على حد قوله.
وفي وقت لاحق، علّق بوهلر على منصة X: ”حماس منظمة إرهابية قتلت آلاف الأبرياء. إنهم بحكم التعريف أشخاص سيئون”.
وقال مسؤول غربي لـ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الجمعة إن ديرمر ”انفجر غضبا“ خلال مكالمة مع بوهلر عندما علم بالمحادثات بعد حدوثها. لكن المبعوث أصر في العديد من المقابلات التي أجريت معه يوم الأحد على أن إسرائيل كانت على دراية بها.
وفي مقابلة على قناة ”فوكس نيوز“، قال بوهلر إنه تمكن من طمأنة ديرمر وإقناعه ”بأنني لن انحرف عن المسار الصحيح“.
سُئل بوهلر أيضا على شبكة CNN عن شعوره كأمريكي يهودي بالجلوس مع ”قتلة معادين للسامية“. وردا على ذلك، قال إن وظيفته تتطلب منه إجراء حوار ”مع أي شخص، وهذا يشمل الكثير من الأشخاص الذين قد أصنفهم على أنهم ليسوا أشخاصا جيدين، لمساعدة أمريكيين آخرين“.
وقال إن الجلوس مع أشخاص مثل حماس، عندما ”تعرف ما فعلوه، من الصعب ألا تفكر في ذلك“. ومع ذلك، قال إن هذا النهج هو ليس النهج ”الأكثر إنتاجية“، مضيفا ”إن [النهج الأكثر إنتاجية] هو إدراك أن كل جزء من شخص هو بشري والتعرف على العناصر الإنسانية لهؤلاء الأشخاص ثم البناء من هناك. ولكن من المؤكد أن الأمر يبدو غريبا بعض الشيء بمعرفة ما هم عليه بالفعل”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيلتقي بمسؤولي حماس مرة أخرى، أجاب بوهلر: ”لا يمكن معرفة ذلك أبدا. في بعض الأحيان تكون في المنطقة وتقوم بزيارة غير رسمية“.
في مقابلة أخرى، مع أخبار القناة 13 الإسرائيلية، كان بوهلر أكثر حدة تجاه رفض إسرائيل، حيث قال إنه ”لا يهتم حقا“ باعتراضات ديرمر على محادثاته المباشرة مع حماس، بينما أشار إلى السجناء الفلسطينيين على أنهم ”رهائن“ وانتقد إطلاق إسرائيل سراح أعداد كبيرة منهم.
وقال بوهلر: ”أنا لا أهتم حقا بذلك كثيرا – لا أقصد الإساءة إلى ديرمر“، مضيفا ”لو كان الأمر مهما في كل مرة ينزعج فيها ديرمر قليلا… لربما كان رون سيحظى بالكثير من الصفقات الكبيرة كل يوم”.
שאלתי את השליח של טראמפ אדם בוהלר על השיחה הקשה עם דרמר. התשובה שלו די מדהימה: ״לא כל כך איכפת לי מזה״. ממליצה לצפות בתשובה המלאה ???????? pic.twitter.com/cJr4ehBG7m
— Neria Kraus (@NeriaKraus) March 9, 2025
وقال: ”أنا أحب رون. سنعمل معا مرة أخرى. لقد كان [العمل معه] رائعا. أنا لا أعتبرها إهانة لأنه كان يفعل ما كان من المفترض أن يفعله“، مضيفا ”أنا لا أقصد أن أجرح رون أو أي شخص آخر… ديرمر يدير دولة مع بيبي تعمل بشكل مستقل، حيث يتبادلون كميات هائلة من الرهائن مقابل شخص واحد. وسأقول أن هذا عدد كبير من الرهائن. لن نقوم بصفقة كهذه في الولايات المتحدة”.
وتابع: ”أنا أحترم وأتفهم موقفه. ومع ذلك، لدينا أيضا مصالحنا الخاصة في الولايات المتحدة، وأعتقد وآمل أن بعض هذه التفاعلات [مع حماس] يمكن أن تسرّع الأمور“.
ويبدو أن المسؤول الأمريكي الكبير، الذي أشار مرارا وتكرارا إلى الرهائن الإسرائيليين بـ”الأسرى“، يستخدم مصطلح ”الرهائن“ لوصف السجناء الفلسطينيين، متبنيا خطابا شائعا لدى حماس ولكنه يُعتبر مهينا في إسرائيل ولدى العديد من الأمريكيين. وكانت حماس قد أشارت إلى المدنيين الذين اختُطفوا في 7 أكتوبر، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، على أنهم أسرى ”تم اعتقالهم“.
السفير السابق فريدمان يقول لبوهلر: ”استمع إلى رئيسك”
انتقد سفير دونالد ترامب الأسبق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، يوم الأحد، جهود بوهلر.
وكتب فريدمان على منصة X ”في الأسبوع الماضي، عرض الرئيس ترامب ببراعة على حماس خيارا ثنائيا: إما إطلاق سراح جميع الرهائن والاستسلام، أو أن يتم تدميرها. هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء الحرب”.
وتابع: ”إذا كنت قد سمعت [بوهلر] بشكل صحيح في البرامج الإخبارية يوم الأحد، فقد اتخذ خطوة غير مسبوقة بالاجتماع مع حماس للنظر في طريق ثالث – ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق لا تشارك فيه حماس في حكم غزة“. إلا أن فريدمان وصف أي اتفاق مع حماس بأنه ”مضيعة للوقت“ و”لن يتم الالتزام به أبدا“.
وكتب فريدمان ”إن محاولة التوصل إلى اتفاق هو أمر يحط من كرامة الولايات المتحدة“، مضيفا ”أنا أعلم يا آدم أن نيتك حسنة ولكن استمع إلى رئيسك. يجب أن يبقى الخيار ثنائيا“.