مبعوث أمريكي: يجب السماح لسكان غزة الذين نزحوا إلى الجنوب بالعودة إلى بيوتهم “في أسرع وقت ممكن”
واشنطن تحذر إسرائيل أيضا بشكل متزايد من أنها يجب أن تثبت كيف ستحمي الفلسطينيين في جنوب غزة قبل أن توسع هجومها العسكري على تلك المنطقة
بينما تستعد إسرائيل لوقف إطلاق النار لبضعة أيام في غزة، ولكن أيضا لتوسيع هجومها البري بمجرد انتهاء الهدنة، حدد المسؤولون الأمريكيون في الأيام الأخيرة توقعاتهم من القدس لاستمرار الحملة العسكرية.
يوم الأربعاء، قال مبعوث إدارة بايدن للشؤون الإنسانية في غزة، إنه ينبغي السماح للفلسطينيين من شمال غزة الذين نزحوا إلى الجنوب في الأسابيع الأخيرة “بالعودة إلى منازلهم في الشمال في أقرب وقت ممكن”.
يوم الثلاثاء، شدد مسؤول إسرائيلي كبير في مؤتمر صحفي حول صفقة الرهائن التي تم التوقيع عليها مؤخرا، على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منع إدراج بند كان سيسمح للفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم إلى الجنوب بناء على طلب إسرائيل بالعودة إلى الشمال، حيث لا يزال الجيش الإسرائيلي يخطط لمواصلة العمليات بعد انتهاء فترة التوقف للأعمال العدائية لعدة أيام.
وليس من الواضح أيضا ما إذا كان العديد ممن نزحوا جنوبا سيتمكنون من العودة بمجرد انتهاء القتال، حيث دمرت الحرب جزءا كبيرا من المنطقة.
في مقابلة أجرتها معه قناة “الجديد” اللبنانية، أكد ديفيد ساترفيلد الموقف الأمريكي الرافض لتهجير الفلسطينيين. وقد دعت مقترحات أخيرة قدمها مشرعون إسرائيليون من اليمين وحتى من الوسط الدول في جميع أنحاء العالم إلى استقبال سكان غزة ودعم إعادة توطينهم الطوعي.
وأوضح ساترفيلد أن الولايات المتحدة “تريد رؤية إسرائيل تنجح في حملتها”، وحذر منظمة حزب الله في لبنان من استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل إذا أرادت تجنب التصعيد.
وشدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، هذا الأسبوع أيضا على معارضة الإدارة لتوسيع إسرائيل توغلها العسكري في جنوب غزة ما لم تثبت كيف ستحمي المدنيين الفلسطينيين الذين أمرتهم بالتوجه إلى تلك المنطقة من الشمال.
وقال كيربي خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إنه يجب أن يكون لدى إسرائيل “خطة واضحة المعالم لكيفية حماية حياة مئات الآلاف من الأشخاص الذين أضيفوا الآن إلى السكان لأن الإسرائيليين طلبوا منهم المغادرة. [إسرائيل] ملزمة في أن تأخذ ذلك في الاعتبار في تخطيطها”.
وقد أوضح مسؤولو بايدن هذه النقطة علنا منذ يوم الأحد، بعد أن حثوا إسرائيل سرا على الحد من الهجمات في جنوب غزة لأسابيع، حسبما قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل”.
وكرر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر ما ورد في تصريحات كيربي، وقال يوم الاثنين: “لدينا مخاوف من أن تركيز جميع المدنيين في منطقة واحدة يجعلهم عرضة للأذى، ونحن نحاول العمل على [هذا] مع حكومة إسرائيل”.
كما كرر ميلر اعتراض إدارة بايدن على تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيحتفظ بالمسؤولية الأمنية على قطاع غزة بعد الحرب. ومع ذلك، فقد أقر بأنه من المحتمل أن يكون هناك بعض التواجد العسكري الإسرائيلي في غزة لفترة قصيرة.
وقال ميلر: “نحن ندرك أن الجيش الإسرائيلي لن يختفي في اليوم التالي. يجب أن تكون هناك فترة انتقالية من نوع ما، حتى لا يكون هناك فراغ أمني في غزة. سنعمل مع الشركاء في المنطقة لمعرفة الشكل الذي ستبدو عليه تلك الفترة الانتقالية”.
وتعمل الولايات المتحدة على حشد الوكالات الدولية والحلفاء العرب للمساعدة في إدارة أمن غزة خلال فترة انتقالية قبل أن تتمكن سلطة فلسطينية “متجددة” من العودة إلى حكم القطاع، لكنها واجهت معارضة من الحكومات الإقليمية حتى الآن.
وردا على سؤال يوم الاثنين عما كان يقصده الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما تحدث عن سلطة فلسطينية “متجددة”، قال كيربي: “إن الشكل الذي ستبدو عليه سيعتمد على الشعب الفلسطيني. لكن ما يشير إليه [الرئيس] هو أن تكون هناك سلطة فلسطينية تتمتع بالمصداقية والشرعية والسلطة وتحظى بدعم جميع الفلسطينيين، حتى تتمكن من المساعدة بشكل فعال في الحكم ما بعد الصراع خاصة في غزة”.
وقال ساترفيلد يوم الثلاثاء أيضا إن إسرائيل استجابت لطلب أمريكي لإنشاء “آلية لتفادي التصادم” لضمان حماية أفضل للعاملين في المجال الإنساني خلال ضربات الجيش الإسرائيلي المستمرة في غزة.
وقال في ندوة عبر الانترنت استضافها موقع “المونيتور” الإخباري: “لقد أكدنا لإسرائيل أنه ينبغي القيام بالمزيد. يجب أن تكون هناك آلية واحدة منسقة وفعالة لمنع التصادم. يحدث ذلك في مناطق صراع أخرى ويجب أن يحدث الآن”.
وأضاف: “لقد اتخذت إسرائيل هذه الخطوات وأعتقد أن آلية منع التصادم ستدخل حيز التنفيذ قريبا جدا. من المأساوي أنه كانت هناك وفيات قبل أن يتم ذلك، ولكن الشيء المهم هو أن إسرائيل تدرك الحاجة وتعمل”على ذلك.
وبينما تطالب منظمات الإغاثة بشكل متزايد إسرائيل بإعادة فتح معبر “كيرم شالوم” (كرم أبو سالم) إلى غزة للسماح بتدفق أكبر للمساعدات إلى القطاع، قال ساترفيلد إن معبر رفح المصري يكفي في حد ذاته لإيصال المساعدات إلى القطاع الذي تديره حماس.
وتم تصميم معبر رفح ليكون بمثابة معبر للمشاة وحركة مرور المركبات الصغيرة، لكن ساترفيلد قال إنه لا يزال بإمكانه التعامل مع حجم المساعدة المطلوبة لغزة.
أغلقت إسرائيل معبر كيرم شالوم في أعقاب الهجوم الصادم الذي شنته حماس ضد مواطنيها في 7 أكتوبر، قائلة إنها لن تسهل دخول المساعدات مباشرة إلى غزة طالما استمرت الجماعات المسلحة في القطاع في احتجاز حوالي 240 رهينة تم اختطافهم من إسرائيل في ذلك السبت.
وقال ساترفيلد إن “الحكومة الإسرائيلية أوضحت بشكل لا لبس فيه أنها ليست مستعدة لرؤية هذا التغيير”، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تضغط على القدس لتغيير سياستها في هذا الشأن.
وأضاف المبعوث الأمريكي أن اتفاق إطلاق سراح الرهائن المرتقب، والذي سيتضمن وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام، يمثل “فرصة بالغة الأهمية” لزيادة المساعدات إلى غزة.