مايك هاكابي يقلل من أهمية تأييده للاستيطان خلال جلسة تأكيد تعيينه سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل
مرشح ترامب لمنصب السفير يطلب من أعضاء مجلس الشيوخ الفصل في ترشيحه بناء على قدرته على تمثيل الرئيس وليس على آرائه السابقة؛ ويقول إن جعل الضم سياسة الولايات المتحدة لن يكون من صلاحياته

حث مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكابي، المشرعين في جلسة الاستماع تأكيد تعيينه يوم الثلاثاء على الحكم عليه بناء على قدرته على تمثيل الإدارة الجديدة، وليس على آرائه السابقة التي واجهت معارضة من الديمقراطيين.
وبدت هذه التصريحات وكأنها محاولة للابتعاد عن دعمه القوي لحركة الاستيطان الإسرائيلية وضم إسرائيل للضفة الغربية ومعارضة إقامة دولة فلسطينية.
ولكن مع ملء الجمهوريين أغلبية المقاعد في اللجنة، لن تكون هناك حاجة إلى دعم الديمقراطيين لتعيين هاكابي.
“لقد أدرك المؤسسون أن موافقة مجلس الشيوخ لا تعني بالضرورة موافقة مجلس الشيوخ على الرئيس أو سياساته أو حتى على من يختارهم لتمثيله. لكن مجلس الشيوخ يؤكد على أن يتم فحص المرشحين بدقة لتحديد اللياقة الأخلاقية والقانونية للخدمة”، قال هاكابي للجنة في ملاحظاته الافتتاحية التي قاطعها ثلاث مرات صراخ متظاهرين مناهضين لإسرائيل، والذين سرعان ما تم إخراجهم من القاعة واعتقالهم.
وقال حاكم ولاية أركنساس السابق: “أدرك أنه لن يتفق الجميع في هذه اللجنة مع سياسات الرئيس أو خياراته الشخصية في إدارته”.
وأضاف: “أنا لست هنا للتعبير عن آرائي أو حتى الدفاع عن آرائي أو سياساتي الخاصة، بل لتقديم نفسي كشخص يحترم ويمثل الرئيس المنتخب بأغلبية ساحقة”. ومع ذلك، من الجدير الذكر أنه أوضح موقفه الرافض لحل الدولتين خلال استجوابه في وقت لاحق من الجلسة.

شارك هاكابي قصته الشخصية عن نشأته فقيرا في مدينة هوب بولاية أركنساس. “لم يتخرج أي فرد من سلالة عائلتي بأكملها من المدرسة الثانوية، [لذا] فإن فكرة أنني سأكون يوما ما حاكما لولايتي أو أن يتم ترشيحي للعمل كسفير كانت مضحكة في طفولتي”.
وتذكر رحلته الأولى إلى إسرائيل عندما كان مراهقا والرحلات التي لا حصر لها التي قادها لمجموعات مسيحية في العقود الخمسة التي تلت ذلك.
وقال: “أقف هنا اليوم ممتنًا لله على نعمته وخيره، وهذا هو التفسير الوحيد لوجودي هنا. وأود أن أقول الشيء نفسه بالنسبة للأمة التي تم ترشيحي مبعوثا إليها”.
وتذكر أن مجلس الشيوخ سارع بدعم كلا الحزبين بتأكدي تعيين المرشح السابق لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل – جاك ليو – بعد وقت قصير من هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
“هذا الشعور بالإلحاح لم ينتهِ. تلك الحرب مستمرة، ولهذا السبب، أطلب بكل احترام أن تنظروا في تثبيت تعييني سفيرًا لبلادنا لدى دولة إسرائيل”.
واستخدم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون استجوابهم لتلقي تأكيدات من هاكابي بأن الإدارة الأمريكية ستعمل على توسيع “اتفاقيات ابراهيم” لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية التي تم التوصل إليها خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

ورد هاكابي بشكل قاطع بأنه سيعمل على تحقيق هذا الهدف، مع التركيز بشكل خاص على اتفاق تطبيع محتمل بين إسرائيل والمملكة السعودية.
وقال هاكابي: “من الممكن أن يتمكن هذا الرئيس من تحقيق إنجاز في الشرق الأوسط… بحجم توراتي. سيكون من المدهش والمذهل أن نرى أعداء سابقين، أعداء خاضوا حروبا في 1948 و1967 و1973 وما بعدها، ليصبحوا شركاء في السلام. الأمر ليس سهلا. لن يكون الأمر سريعا بالضرورة، ولكن… هذا الرئيس ملتزم [بهذا الهدف]”.
ولكن قد أكدت السعودية مرارا أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل في غياب مسار محدد زمنيا لا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية – وهو أمر طالما استبعده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
في المقابل، استخدم الديمقراطيون في اللجنة استجوابهم للضغط على هاكابي بشأن آرائه المتشددة.
وسأله السيناتور جيف ميركلي بشأن ما إذا كان ينبغي على إسرائيل استخدام قنابل تزن 2000 رطل في غزة، نظرًا لاحتمال أن تضر بغير المقاتلين. وقد كان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد علق تسليمها بسبب تلك المخاوف. ورفض هاكابي الإجابة على السؤال مباشرة.
كما سأل ميركلي عما إذا كان ينبغي على إسرائيل استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط على حماس. وتمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة منذ بداية الشهر، مدعية أن حماس تسرق المساعدات وأعلنت أن المساعدات لن تُستأنف طالما لم تفرج الحركة عن الرهائن المتبقين. وقد تجنب هاكابي التعليق على هذه الممارسة أيضًا.

ردا على سؤال حول محنة الرهائن، قال هاكابي للسيناتور كوري بوكر أن إطلاق سراحهم سيكون على رأس أولوياته في حال تعيينه.
وحاول بوكر الضغط على هاكابي لمعرفة رأيه في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، والذي شهد إطلاق سراح 33 رهينة خلال الشهرين الماضيين. وقد أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار باستئناف العمليات العسكرية المكثفة في جميع أنحاء غزة في 18 مارس، ملقية باللوم على الحركة لرفضها العروض المتكررة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن.
وقد أصرت حماس على التمسك بالشروط الأصلية لاتفاق يناير الذي كان من المفترض أن يدخل مرحلته الثانية في 2 مارس. وكانت تلك المرحلة ستشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين مقابل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وإنهاء الحرب بشكل دائم. وقد رفض نتنياهو هذين الشرطين الأخيرين، على الرغم من توقيعه على الاتفاق المرحلي.
وقد أيدت الولايات المتحدة رفض إسرائيل للمرحلة الثانية وألقت باللوم على حماس لرفضها عروض تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بدلا من ذلك. وتقود مصر حاليًا الجهود الشاقة التي يبذلها الوسطاء لاستئناف وقف إطلاق النار.
وتجنب هاكابي التعبير عن أفكاره حول الاتفاق، باستثناء إلقاء اللوم على حماس لاستمرار احتجاز الرهائن. لكنه أشار إلى موقف إدارة ترامب بأن الحركة “لن يكون لها مستقبل في غزة”.

ومع ذلك، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوم الجمعة إن الحركة يمكن أن تستمر في “المشاركة سياسيا” في غزة إذا وافقت على نزع السلاح.
وردا على سؤال حول خطة ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة ونقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع، أوضح هاكابي أن الرئيس لم يكن يتحدث عن التهجير القسري، بل عن توفير “مكان آمن ومأمون للناس للعيش فيه خلال عملية تنظيف الدمار الكارثي”.
وأقر هاكابي بدعمه الطويل الأمد لضم إسرائيل للضفة الغربية، “ولكن لن يكون من صلاحياتي أن أجعل ذلك سياسة الرئيس”.
وبدا هذا الموقف مختلفا عن نهج سفير ترامب السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي استخدم علاقاته الوثيقة بالرئيس لتعزيز السياسات التي طالما أيدها فيما يتعلق بالفلسطينيين ومطالبات إسرائيل بالضفة الغربية.
“إذا تم تعييني، سيكون من واجبي تنفيذ سياسات الرئيس – وليس سياساتي… السفير لا يصنع السياسة. إنه ينفذ سياسة بلاده ورئيسه”، قال هاكابي.
وفي مقابلة أجريت معه بعد فترة وجيزة من إعلان ترامب عن قراره بتعيين هاكابي لمنصب سفير الولايات المتحدة في القدس، قال حاكم أركنساس السابق إن الإدارة الجديدة قد تدعم ضم إسرائيل لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الفلسطينيون الذين يعيشون في المناطق التي يتم ضمها سيحصلون على حقوق متساوية مع اليهود، تهرب هاكابي من الإجابة على السؤال، قائلا: “سيكون هناك أمن، ستكون هناك فرص”، بينما تجنب ذكر حقوق التصويت.

“السؤال ليس ‘هل هناك حاجة للفلسطينيين للعيش والحصول على مستقبل؟’ بل هو، ’أين ومتى؟’ هل سيكون فوق الدولة اليهودية الإسرائيلية، أم أنه سيكون في مكان ما يتم تحديده سيكون مختلفًا تمامًا، فقط لأولئك الذين يرغبون في الانتقال إلى هناك”.
وانتقد بشدة السلطة الفلسطينية ورئيسها الرئيس محمود عباس الذي “هو الآن في السنة العشرين من ولايته التي تمتد لأربع سنوات”.
وقال عباس إنه على استعداد لإجراء انتخابات إذا سمحت إسرائيل بإجراء اقتراع للفلسطينيين في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل – وهو أمر رفض نتنياهو السماح به. ويقول محللون إن نفور عباس من الانتخابات له علاقة أيضًا بمخاوفه من مكاسب حماس.
كما انتقد هاكابي برنامج الرعاية الاجتماعية في السلطة الفلسطينية، والذي يتضمن دفع مبالغ مالية للأسرى بناءً على مدة عقوبتهم في السجون الإسرائيلية. وكان عباس قد وقّع مرسومًا الشهر الماضي ينهي هذه السياسة، ولكن لم يتم تنفيذه بالكامل حتى الآن.
وأكد هاكابي أن “حل الدولتين – فكرة أن الجميع سيعيشون معًا، ويحمصون حلوى حول نار المخيم، ويغنون كومبايا، و[أن] ذلك سيحدث في حياتنا – لن يحدث إذا كان أحد الطرفين لا يعتقد أن للطرف الآخر الحق في الوجود”.

وتعليقا على الانتقادات المتزايدة لإدارة إسرائيل للحرب في غزة، قال هاكابي: “على الشعب اليهودي أن يعرف أن لديه أصدقاء. هناك طابور طويل من الأعداء الذين يواجههم الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، وللأسف في بعض جامعاتنا”.
“سيشرفني أن أكون أحد هؤلاء الأشخاص – ليس اليهود، بل المسيحيين – الذين سيقولون لأصدقائنا اليهود، ‘لن تمروا أبدًا بما مررتم به وحدكم. لن نقف خلفكم. سنقف معكم”.
وفي حديثه في حدث لمرشحي ترامب لمنصب السفير، قال هاكابي إنه يأمل أن يصل إلى إسرائيل بحلول عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في 12 أبريل.
وقال ترامب ردا على ذلك “سيفعل مايك العجائب لإسرائيل. إنه في الواقع على الأرجح ينسجم مع كلا الجانبين. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ذلك. العالم يراقبك يا مايك، لذا حظًا موفقًا”.