إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

“مايكروسوفت” تنفي استخدام الجيش الإسرائيلي تقنياتها للذكاء الإصطناعي في استهداف سكان غزة خلال الحرب

عملاقة التكنولوجيا تؤكد بعد مراجعة استجابة لاحتجاجات من موظفيها أنها لم تجد أي دليل على استخدام خدمات Azure والذكاء الاصطناعي في التخطيط للضربات في غزة

حارسة تقتاد متظاهرة مؤيدة لفلسطين خارج القاعة بعد مقاطعتها لكلمة ألقاها مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، خلال عرض لبرنامج Copilot قبيل احتفالية الذكرى الـ50 للشركة في مقرها، في ريدموند، واشنطن، في 4 أبريل 2025. (AP Photo/Jason Redmond)
حارسة تقتاد متظاهرة مؤيدة لفلسطين خارج القاعة بعد مقاطعتها لكلمة ألقاها مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، خلال عرض لبرنامج Copilot قبيل احتفالية الذكرى الـ50 للشركة في مقرها، في ريدموند، واشنطن، في 4 أبريل 2025. (AP Photo/Jason Redmond)

نفت عملاقة التكنولوجيا الأمريكية “مايكروسوفت” المزاعم بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية التي توفرها للجيش الإسرائيلي قد استُخدمت لاستهداف المدنيين في غزة خلال الحرب الجارية مع حركة حماس.

وفي منشور على مدونة الشركة الأسبوع الماضي، أقرت “مايكروسوفت” بأنها تقدم لوزارة الدفاع الإسرائيلية “برمجيات، وخدمات احترافية، وخدمات سحابية وخدمات ذكاء اصطناعي عبر منصة Azure، تشمل الترجمة اللغوية”، كما ساهمت في جهود تحديد مواقع الرهائن الإسرائيليين وإنقاذهم.

ورداً على تصاعد الانتقادات، كشفت الشركة أنها أجرت مراجعات داخلية وخارجية شملت مقابلات مع عشرات الموظفين، وخلصت إلى أنه “لم يتم العثور على أي دليل على أن خدمات Azure وتقنيات الذكاء الاصطناعي أو أي من برمجيات مايكروسوفت الأخرى قد استُخدمت لإلحاق الأذى بأشخاص، أو أن وزارة الدفاع الإسرائيلية انتهكت شروط الاستخدام أو مدونة قواعد السلوك الخاصة بالذكاء الاصطناعي لدى مايكروسوفت”.

ومع ذلك، أقرت الشركة بأنها لا تملك رؤية كاملة لكيفية استخدام عملائها لبرمجياتها.

وقالت الشركة: “من المهم الإشارة إلى أن مايكروسوفت لا تملك القدرة على مراقبة كيفية استخدام العملاء لبرامجها على خوادمهم الخاصة أو أجهزتهم الأخرى. كما أننا لا نملك رؤية لعمليات وزارة الدفاع الإسرائيلية السحابية، والتي تتم عبر عقود مع مزودين سحابيين غير مايكروسوفت”.

وجاء هذا الإقرار الرسمي ردًا على احتجاج مجموعة من موظفي الشركة العلني والمستمر على عقود “مايكروسوفت” التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية للجيش الإسرائيلي.

وكانت مايكروسوفت قد فصلت في أبريل اثنين من موظفيها المحتجين بعد أن قاطعا كلمة للرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان خلال احتفالية الذكرى الـ50 للشركة، حيث اتهموا الشركة ببيع “أسلحة ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي”.

وتعبّر مجموعة من الموظفين عن مخاوف داخلية منذ أشهر، وتصف حرب إسرائيل ضد حماس بـ”إبادة جماعية”، وتتهم مايكروسوفت بالتواطؤ. وتنفي إسرائيل بشدة جميع تهم الإبادة الجماعية.

الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت” مصطفى سليمان، يتحدث خلال عرض لبرنامج Copilot قبيل احتفالية الذكرى الـ50 للشركة في مقرها، في ريدموند، واشنطن، في 4 أبريل 2025. (AP Photo/Jason Redmond)

وقالت مايكروسوفت: “لقد سمعنا مخاوف موظفينا والجمهور بخصوص تقارير إعلامية حول استخدام تقنيات Azure والذكاء الاصطناعي الخاصة بنا من قبل الجيش الإسرائيلي لاستهداف المدنيين أو التسبب في أذى في النزاع في غزة. نحن نأخذ هذه المخاوف على محمل الجد”.

وجاءت احتجاجات الموظفين عقب تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس في وقت سابق هذا العام، زعمت فيه أن نماذج الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت وOpenAI استُخدمت في برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في الحرب المتعددة الجبهات ضد جماعات مسلحة في غزة ولبنان.

واستند تحقيق الوكالة إلى تفاصيل حصرية من بيانات ووثائق داخلية للشركة، وأشار إلى أن استخدام الجيش الإسرائيلي لنماذج الذكاء الاصطناعي عبر Azure زاد بنحو 200 ضعف بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 — الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر 251 آخرين، وأشعل فتيل الحرب. وزعم التقرير أن الجيش يستخدم Azure في نسخ وترجمة وتحليل معلومات استخبارية تُجمع عبر مراقبة جماعية واسعة النطاق.

وقالت الشركة “يجدر بالذكر أن الجيوش تستخدم في العادة برمجياتها الخاصة أو تطبيقات مقدمة من شركات دفاعية للمهام المتعلقة بأنواع المراقبة والعمليات التي أثارها موظفونا في تساؤلاتهم. ولم تُنشئ مايكروسوفت أو توفر مثل هذه البرمجيات أو الحلول لوزارة الدفاع الإسرائيلية”.

وأشارت الشركة إلى أنها، بالإضافة إلى “العلاقة التجارية مع وزارة الدفاع، قدمت دعما طارئا محدودا للحكومة الإسرائيلية خلال الأسابيع التي تلت هجوم 7 أكتوبر 2023، للمساعدة في تحرير الرهائن”.

وأضافت مايكروسوفت: “نعتقد أن الشركة التزمت بمبادئها بتأنٍ وحذر، للمساعدة في إنقاذ أرواح الرهائن، مع احترام الخصوصية وغيرها من حقوق المدنيين في غزة”.

مقر مايكروسوفت في هرتسيليا، إسرائيل، الذي افتُتح في نوفمبر 2020. (Amit Geron)

تشغّل مايكروسوفت حاليًا مراكز تطوير في حيفا وتل أبيب والناصرة، حيث يعمل نحو 3 آلاف موظفيها على مشاريع تشمل الأمن السيبراني وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والرعاية الصحية، إلى جانب أقسام التسويق والمبيعات.

افتتحت الشركة فرعها المحلي في إسرائيل عام 1989، وأقامت أول مركز بحث وتطوير لها خارج الولايات المتحدة في إسرائيل عام 1991.

وقالت مايكروسوفت أنه “لطالما دافعت الشركة عن الأمن السيبراني لدولة إسرائيل وسكانها. نحن نشاطر القلق العميق إزاء فقدان أرواح المدنيين في كل من إسرائيل وغزة، وقدمنا دعمًا إنسانيًا في كلا الجانبين”.

ساهمت وكالة أسوشيتد برس وطاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن