إسرائيل في حالة حرب - اليوم 648

بحث

ماكرون يحذر من أن فرنسا قد تتخذ موقفًا أكثر تشددا؛ إسرائيل: إنه يشن “حملة صليبية ضد الدولة اليهودية”

إسرائيل تقول إنها رفعت الحصار الأسبوع الماضي بعد غضب الرئيس الفرنسي من استمرار منع المساعدات لغزة؛ ألمانيا تقول أنها ستقيّم شحنات الأسلحة بناءً على الوضع الإنساني

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة حوار شانغريلا في سنغافورة، 30 مايو 2025 (Ludovic MARIN / AFP)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة حوار شانغريلا في سنغافورة، 30 مايو 2025 (Ludovic MARIN / AFP)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة إن فرنسا قد تتخذ موقفا أكثر تشددا تجاه إسرائيل إذا استمرت في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ما دفع اسرائيل لاتهامه بشن “حملة صليبية ضد الدولة اليهودية”.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك في سنغافورة مع رئيس وزرائها لورانس وونج “الحصار الإنساني يخلق وضعا لا يمكن الدفاع عنه على الأرض”.

وقال: “لذا، إذا لم تكن هناك استجابة مناسبة للوضع الإنساني في الساعات والأيام المقبلة، فمن الواضح أنه سيتعين علينا تشديد موقفنا الجماعي”، مضيفا أن فرنسا قد تفكر في تطبيق عقوبات على مستوطنين إسرائيليين.

“لكن لا يزال لدي أمل في أن تغير الحكومة الإسرائيلية موقفها وأن تحدث في نهاية المطاف استجابة إنسانية”.

وردا على التصريحات، اتهمت الخارجية الاسرائيلية الجمعة الرئيس الفرنسي بأنه “يخوض حملة صليبية ضد الدولة العبرية”.

ووصفت الوزارة الاتهامات بفرض حصار إنساني على غزة بأنها “كذبة مفضوحة”. وأضافت أن ما يقارب من 900 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ تخفيف الحصار الأسبوع الماضي بعد 78 يوما. كما أشار البيان الإسرائيلي إلى إطلاق عمليات “مؤسسة غزة الإنسانية” هذا الأسبوع، وهي مؤسسة مدعومة من إسرائيل تهدف إلى توزيع المساعدات على سكان غزة مع منع حماس من الاستيلاء عليها.

طفل فلسطيني ينتظر الحصول على مساعدات غذائية في موقع توزيع في دير البلح، قطاع غزة، 30 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

وبينما قالت “مؤسسة غزة الإنسانية” يوم الجمعة إنها وزعت أكثر من مليوني وجبة، فهذا الرقم يعتمد على صناديق الطعام الجاف الموزعة للعائلات والتي لا تزال تحتاج إلى معدات طهي أو مطابخ جماعية، وهي تزداد ندرة في القطاع الذي دمرته الحرب.

المساعدات التي قدمتها المؤسسة حتى الآن تعادل حوالي 40 شاحنة فقط، بينما من المفترض أن يتم توزيع باقي المساعدات عبر آليات الأمم المتحدة القائمة. لكن الأمم المتحدة تقول إن إسرائيل لم توفر طرقا آمنة لطواقمها لجمع هذه المساعدات من الجانب الغزي للحدود، ولذلك لم يتم توزيع معظمها بعد.

ويحمل وصف إسرائيل لحملة ماكرون بأنها “صليبية” دلالة تاريخية ثقيلة. فقد لعب فرسان فرنسا وزعماؤها الدينيون دورًا محوريا في الحروب الدينية التي شنها المسيحيون الأوروبيون — والمعروفون بالفِرنجة — في العصور الوسطى، والتي هدفت أساسًا إلى تحرير الأرض المقدسة من الحكم الإسلامي. وقد استهدف الصليبيون اليهود في فرنسا والمناطق الناطقة بالألمانية وأرض إسرائيل بموجات عنف شديدة.

ولا يزال اليهود يتلون قصائد مؤلمة من تلك الفترة في يوم تيشعا بآب، والذي يعتبر يوم حداد قومي.

وقالت وزارة الخارجية إن “الحقائق لا تهم ماكرون”.

وأضافت الوزارة “بدلا من الضغط على الجهاديين الإرهابيين يريد ماكرون مكافأتهم من خلال منحهم دولة فلسطينية. لا شك في أن عيدها الوطني سيكون يوم 7 أكتوبر”.

وقال ماكرون الجمعة إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية “ليس مجرد واجب أخلاقي بل مطلب سياسي”.

فلسطينيون يحملون طرود مساعدات غذائية وإنسانية وزعتها “مؤسسة غزة الإنسانية”، وهي منظمة أمريكية مدعومة من إسرائيل، في رفح، جنوب قطاع غزة، 27 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

ويدرس مسؤولون فرنسيون الاعتراف بدولة فلسطينية قبل مؤتمر للأمم المتحدة تتشارك فرنسا والسعودية في استضافته في يونيو لوضع معايير خارطة طريق من أجل دولة فلسطينية مع ضمان أمن إسرائيل.

وتابعت وزارة الخارجية الإسرائيلية: “يسعى ماكرون لفرض عقوبات ضد إسرائيل — التي تتعرض لهجوم من عدة جبهات في محاولة لتدميرها. حماس من جانبها أشادت بالفعل بتصريحات ماكرون. حماس تعرف السبب”.

وكان ماكرون قد كثف من تصريحاته الداعمة للفلسطينيين مؤخرًا.

وأكد خلال مؤتمر صحافي في سنغافورة أن على الأوروبيين “تشديد الموقف الجماعي” ضد إسرائيل “إذا لم يكن هناك استجابة ترقى إلى مستوى الوضع الإنساني” في قطاع غزة، والمقصود اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل التي سيتم إعادة النظر فيها وكذلك فرض عقوبات.

وحذّر ماكرون في خطاب ألقاه أمام منتدى شانغريلا ديالوغ الدفاعي في سنغافورة قائلا إذا “تخلى الغرب عن غزة وسمحوا لإسرائيل بان تفعل ما تريد” فإنهم قد “يخسرون المصداقية أمام باقي العالم”.

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة، 30 مايو 2025. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونج نُشرت اليوم الجمعة إن ألمانيا ستتخذ القرار بشأن الموافقة على شحنات أسلحة جديدة إلى إسرائيل بناء على تقييم الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وشكك فاديفول فيما إذا كانت أفعال إسرائيل في الحرب التي تشنها في غزة ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تتوافق مع القانون الدولي.

وأضاف “ندرس هذا، وإذا لزم الأمر، سنأذن بشحنات أسلحة أخرى بناء على هذا التقييم”.

وتُضاف تصريحات الوزير إلى لهجة متغيرة من برلين وانتقادات دولية متزايدة لإسرائيل في الأيام القليلة الماضية في ظل الوضع الإنساني المتردي في غزة بعد الحصار الإسرائيلي وتزايد عدد القتلى المدنيين وتأثيرهما على الدعم الألماني.

وقال فاديفول إن من المهم أن تتمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها نظرا للتهديدات التي تواجهها، بما في ذلك من جماعة الحوثي اليمنية وجماعة حزب الله اللبنانية وإيران.

وقال: “بالنسبة لي، ليس هناك شك في أننا نتحمل مسؤولية خاصة في الوقوف إلى جانب إسرائيل”، مكررا مبدأ “شتاتسريزون” الذي يقوم عليه الدعم الألماني لإسرائيل تكفيرا عن المحرقة في الحرب العالمية الثانية.

وقال الوزير: “من ناحية أخرى، هذا لا يعني بالطبع أنه يمكن للحكومة أن تفعل ما تشاء”.

اقرأ المزيد عن