ماكرون يؤكد أن فرنسا تقف إلى جانب لبنان ويدعو إلى التهدئة، دون ذكر حزب الله
في مقطع فيديو موجه للشعب اللبناني، يقول الرئيس الفرنسي أنه تحدث مع قادة المنطقة، ويعرب عن "حزنه على جميع الضحايا المدنيين للهجمات" في لبنان
وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة إلى الشعب اللبناني في رسالة فيديو في الأيام الأخيرة قال فيها إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان، بينما حث البلاد على التراجع عن الحرب مع إسرائيل، مع استمرار التصعيد بين اسرائيل وحزب الله.
ولم يتطرق ماكرون في تصريحاته يوم الجمعة إلى حزب الله أو دوره في تفاقم الوضع.
وشهد الأسبوع الماضي هجمات على الحزب اللبناني شملت تفجير أجهزة اتصالات تابعة لحزب الله، في هجمات نسبت على نطاق واسع إلى إسرائيل؛ وغارة جوية إسرائيلية على مبنى في إحدى ضواحي بيروت أسفرت عن مقتل العديد من كبار قادة حزب الله. ويقول المسؤولون اللبنانيون إن الهجمات أسفرت أيضا عن مقتل مدنيين، بما في ذلك نساء وأطفال.
وأطلق حزب الله بدوره مئات الصواريخ على شمال إسرائيل خلال تلك الفترة الزمنية.
وقال ماكرون، بينما كان واقفا أمام العلمين الفرنسي واللبناني، إن “لبنان يشعر بالحزن والخوف، حزنا على جميع الضحايا المدنيين في هجمات هذا الأسبوع”.
وتابع: “بينما يواصل بلدكم التغلب على التحديات، لا يمكن للبنان أن يعيش في خوف من حرب وشيكة. وأقول لكم بكل وضوح، كما قلت للجميع، علينا أن نرفض هذه الكارثة”.
“لقد أتيحت لي الفرصة للتحدث مع قادتكم، وكذلك مع الأطراف الرئيسيين في الأزمة، من إسرائيل إلى إيران. لقد أخبرتهم أنه يجب الحفاظ على لبنان وتجنب الحرب. وعلى قادتكم السياسيين أيضا العمل في هذا الاتجاه، وهذا ما قلته لهم. المسار الدبلوماسي موجود، وهو المسار الذي تريد فرنسا أن تسلكه في لبنان مع كل شركائها”.
وقال ماكرون إن فرنسا تعمل على إيجاد حل دبلوماسي انطلاقا من قيمها و”مشاعرها الأخوية” تجاه لبنان. وأضاف: “نحن نفعل ذلك بوضوح وبقول الحقيقة للجميع، الإسرائيليين والإيرانيين والشركاء الدوليين والإقليميين والقادة اللبنانيين (…) لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان”.
أيّتها اللبنانيات، أيّها اللبنانيون، أصدقائي الأعزاء. pic.twitter.com/HPQNoDCcHE
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) September 20, 2024
واختتم ماكرون كلمته بالتعليق على الشلل السياسي في لبنان، الذي يبقى بلا رئيس منذ ما يقرب من عامين. وقال “أكثر من أي وقت مضى، تحتاجون في هذه اللحظة إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات. ومن مسؤولية جميع الأحزاب السياسية أن تتحمل مسؤولياتها وأن يجمعهم رئيس البرلمان في أقرب وقت ممكن”.
وذكرت القناة 12 يوم الجمعة أن ماكرون أجرى محادثة هاتفية حادة اللهجة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث قال لرئيس الوزراء “مسؤولية منع التصعيد تقع على عاتقك. هناك مسار دبلوماسي. هذه هي اللحظة المناسبة لإظهار القيادة والمسؤولية. أنشطتك في الشمال تدفع المنطقة إلى الحرب”.
ورد نتنياهو على ذلك قائلا “بدلا من الضغط علينا، حان الوقت للضغط على حزب الله. سنعيد مواطنينا إلى ديارهم. هذا قرار اتخذناه هذا الأسبوع وسننفذه”.
ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، على الرغم من احتمال تغيير خطط رئيس الوزراء بسبب تصاعد العنف.
منذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.
حتى الآن، أسفرت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 26 مدنيا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.
وقد أعلن حزب الله أسماء 504 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 79 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.
ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير