مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بصفقة رهائن بعد مقتل 3 منهم بنيران الجيش عن طريق الخطأ
المتظاهرون يرددون من أمام مقر وزارة الدفاع "وقتهم ينفد! أعيدوهم إلى الوطن الآن"؛ رئيس الموساد توجه بحسب تقارير إلى أوروبا لمناقشة اتفاق رهائن جديد مع رئيس الوزراء القطري
تجمعت حشود كبيرة في وقت متأخر من ليل الجمعة في تل أبيب في احتجاج سريع لحث الحكومة على أخذ زمام المبادرة لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، بعد أن أعلن الجيش أنه قتل ثلاثة منهم عن طريق الخطأ في غزة.
وقام المتظاهرون بعرقلة حركة المرور عند مفترق كابلان بينما كانوا يسيرون نحو مقر وزارة الدفاع (الكرياه)، حيث دعوا إلى اتفاق جديد لإعادة الرهائن المتبقين الذين تم اختطافهم خلال الهجوم الذي قادته حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
وكان بالامكان سماع الحشد يررد “وقتهم ينفد! أعيدوهم إلى الوطن الآن” و”لا نصر حتى يتم الافراج عن آخر رهينة!”
وقال والد ليري ألباغ (18 عاما)، وهي جندية مراقبة في قاعدة ناحل عوز التي اختطفها مسلحو حماس، أنه يجب إجراء المفاوضات لإعادة الرهائن في الوقت الذي يواصل الجيش قتاله في قطاع غزة.
وقال إيلي ألباغ لهيئة البث الإسرائيلية “كان”: هذا يوم صعب. تصعب علينا كل مرة يعود فيها رهائن إلى الوطن في توابيت”.
وأضاف: “قلوبنا أيضا مع الجنود”، مشددا على أن مقتل الرهائن الثلاث كان خطأ.
لكن أوري، الذي يُعتقد أن ابن عمه ايتاي سفيرسكي محتجز كرهينة، حض على وقف القتال.
وقال أوري لصحيفة “هآرتس” إن “دولة إسرائيل وقادتها يتصرفون وكأنهم تخلوا عن الرهائن. إننا نستعيد جميع الرهائن كجثث. إنهم يموتون. يموتون في القصف، وفي عمليات إنقاذ فاشلة ومن نيران قواتنا عندما ينجحون بالفرار”، رافضا الحجة القائلة بأن الهجوم العسكري سيساعد في الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن.
وأضاف: “نطالب الحكومة الإسرائيلية بأن تكون مستعدة لدفع الثمن ووضع الرهائن على رأس جدول الأعمال”.
وأعلن منتدى عائلات المخطوفين والمفقودين عن عقد مؤتمر صحفي في تل أبيب في ما أصبحت تُعرف بـ”ساحة المخطوفين” ظهر السبت “بعد الكارثة الرهيبة” التي قُتل فيها يوتام حاييم وسامر فؤاد الطلالقة وألون شميرز.
بحسب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري فإن القوات في حي الشجاعية بشمال غزة حددوا الثلاثة كتهديد وأطلقوا النار عليهم، مما أسفر عن مقتلهم. وقال هغاري إن الجيش يتحمل المسؤولية الكاملة عن “الحادث المأساوي” الذي وقع صباح الجمعة “في منطقة واجه فيها الجنود العديد من الإرهابيين، بما في ذلك انتحاريين”.
تصاعد الغضب بين عائلات الرهائن في الأيام الأخيرة بعد تقارير أفادت بأن الحكومة تمتنع عن المبادرة لاقتراح صفقة رهائن مع حماس على أساس أنها تعتقد أن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة هو وحده الذي سيخضع الحركة ويجبرها على العودة إلى الطاولة مع عرض يمكن أن تقبله إسرائيل.
وذكرت تقارير ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منع رئيس الموساد دافيد برنياع من السفر إلى قطر لهذا السبب في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ومع ذلك، أفاد موقع “واللا” الإخباري أن نتنياهو غير رأيه منذ ذلك الحين ووافق على إرسال برنياع للقاء رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في أوروبا في نهاية هذا الأسبوع لمناقشة استئناف المفاوضات نحو صفقة رهائن أخرى.
وذكر التقرير، نقلا عن مصدر إسرائيلي، إن إسرائيل على استعداد لمناقشة صفقة لإطلاق سراح من تبقى من الرهائن من النساء.
ويعتقد أن 132 رهينة ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 اسرائيلي من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات رهينة واحدة.
كما تم استرداد جثث ثمانية رهائن، وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 20 من الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
ويقاتل الجيش الإسرائيلي حماس في قطاع غزة منذ أواخر أكتوبر. اندلعت الحرب بعد هجوم 7 أكتوبر، والذي شهد اقتحام حوالي 3000 مسلح الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 آخرين.
ردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وشنت هجوماً واسع النطاق على غزة. وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 18,700 فلسطيني قُتلوا منذ بداية الحرب. ومع ذلك، لا يمكن التحقق من هذه الأعداد بشكل مستقل ويُعتقد أنه يشمل حوالي 7000 من نشطاء حماس والتابعين لها بالإضافة إلى المدنيين الذين قُتلوا بسبب فشل في إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
ساهمت في هذا التقرير وكالات