مؤكدا التوغل البري في جنوب غزة، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يتعهد بحملة “لا تقل قوة”
المتحدث العسكري يقول إن الهجوم امتد إلى "جميع مناطق" القطاع؛ سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ أكثر من 10,000 غارة ويقتل قائد كتيبة في حماس
أكد الجيش الإسرائيلي أنه وسع هجومه البري على جنوب غزة يوم الأحد، ووعد بتنفيذ حملته بنفس القوة التي استخدمها في شمال غزة، حيث يستمر القتال.
وفي حديثه أمام الجنود في فرقة غزة في جنوب إسرائيل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي: “لقد قتلنا بالأمس واليوم قادة كتائب وقادة سرايا والعديد من النشطاء [في حماس]. وصباح أمس بدأنا التحرك نفسه في جنوب قطاع غزة”.
وقال هليفي إن العملية “لن تكون أقل قوة من [العمليات في شمال غزة]، ولن تكون النتائج أقل [أهمية]”، مضيفا “سيلتقي قادة حماس بالجيش الإسرائيلي في كل مكان”.
وتابع قائلا: “لدينا القدرة على [العمل] بالطريقة الأكثر شمولا، وكما فعلنا ذلك بقوة ودقة في شمال قطاع غزة، فإننا نقوم بذلك الآن أيضا في جنوب قطاع غزة”.
وأضاف أن القتال في الشمال “لتعميق الإنجازات” مستمر.
في مؤتمر صحفي عُقد في وقت لاحق يوم الأحد، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الجيش يوسع هجومه البري ليشمل “جميع مناطق قطاع غزة”.
وقد يثير وعد هليفي بعدم المماطلة مع تحرك القوات جنوبا غضب واشنطن التي حثت إسرائيل مرارا وتكرارا على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة.
يوم الخميس، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه خلال محادثاته مع القادة الإسرائيليين، “شدد على ضرورة – بالنسبة للولايات المتحدة – ألا تتكرر الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين والنزوح بالحجم الذي رأيناه في شمال غزة في الجنوب”.
وجاء تأكيد الجيش على التحرك جنوبا بعد تقارير غير مؤكدة يوم الأحد عن قيام قوات برية إسرائيلية بالعمل في جنوب قطاع غزة، للمرة الأولى منذ بدء الهجوم البري في أواخر أكتوبر.
يُزعم أن اللقطات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الدبابات الإسرائيلية على طريق صلاح الدين، الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب في غزة، بين دير البلح وخان يونس.
وجاءت اللقطات في الوقت الذي أعلنت فيه حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين عن اشتباكات مع جنود إسرائيليين في مناطق شمال شرق خان يونس يوم الأحد.
אתמול והיום: עזתים תיעדו טנקים דרומית לואדי עזה, על ציר סלאח א-דין שחוצה את הרצועה, בין דיר אל-בלח לחאן יונס. תיעודים מוגבלים ורק מהצד העזתי כרגע. מזכיר את האופן שבו החלה הכניסה הקרקעית בצפון הרצועה. pic.twitter.com/ESAJGy22md
— Nurit Yohanan (@nurityohanan) December 3, 2023
وتعهدت إسرائيل بإسقاط حماس بعد هجمات 7 أكتوبر، التي اقتحم فيها مسلحون فلسطينيون الحدود من غزة وقتلوا حوالي 1200 شخص، واختطفوا حوالي 240 رهينة.
خلال الهدنة التي استمرت سبعة أيام – والتي انتهت يوم الجمعة بعد أن لم تقدم حماس قائمة الرهائن التي كانت تنوي إطلاق سراحهم وبدأت في إطلاق الصواريخ قبل ساعة من انتهاء الهدنة – أطلقت الحركة سراح 105 رهائن مدنيين: 81 إسرائيليا، 23 مواطنا تايلانديا وفلبينيا واحدا. ويُعتقد أن 137 رهينة ما زالوا في غزة.
وفي المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 210 أسرى أمنيين فلسطينيين، وجميعهم من النساء والقاصرين. بالإضافة إلى ذلك، تدخل إلى غزة يوميا حوالي 200 شاحنة، بما في ذلك أربع صهاريج وقود وأربع صهاريج غاز طهي.
قُتل 72 جنديا إسرائيليا على الأقل خلال الهجوم البري على قطاع غزة.
وتقول حماس إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 15,500 فلسطيني معظمهم من المدنيين. ولم يتم التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، ويُعتقد أنها تشمل مقاتلين ومدنيين فلسطينيين قُتلوا بسبب صواريخ طائشة أطلقتها الجماعات المسلحة.
وحث الجيش مرارا المدنيين في شمال غزة على الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع بحثا عن الأمان، لكن توسيع الهجوم البري جنوبا قد يعرضهم للخطر مرة أخرى.
ولمساعدتهم في العثور على الأمان، بدأ الجيش في نشر خريطة مفصلة للأماكن التي يمكن للفلسطينيين في قطاع غزة الذهاب إليها لتجنب مناطق القتال النشطة، بدلا من المطالبة بعمليات إخلاء جماعية كما فعل في الجزء الشمالي من غزة.
وقال الجيش يوم الأحد إنه نفذ 10 آلاف غارة جوية في قطاع غزة بتوجيه من القوات البرية خلال الهجوم.
The IDF says it has marked 10,000 airstrikes carried out in the Gaza Strip that were directed by ground forces.
These airstrikes have been led by the IAF’s Cooperation Unit 5620, which coordinates operations between the IAF and ground forces during maneuvers. pic.twitter.com/wpBE6ogOT3
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) December 3, 2023
وقد قادت هذه الضربات الجوية ما يسمى بوحدة التعاون التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي – والمعروفة أيضا باسم وحدة التعاون 5620 – والتي تنسق العمليات بين سلاح الجو والقوات البرية أثناء المناورات.
وفي حديثه خلال تقييم أجري في وقت سابق الأحد في مقر سلاح الجو الإسرائيلي، قال هليفي إن “جزء كبير من أمننا في المناورة هو التعاون الوثيق للغاية وعالي الجودة [من القوات البرية] مع سلاح الجو”.
وأضاف هليفي: “جعل ذلك هذه المناورة أكثر فعالية بكثير”.
وأعلن هغاري أن قائد “كتيبة الشاطئ” – التي تعمل من مخيم اللاجئين الذي يحمل نفس الاسم في مدينة غزة – قُتل في غارة جوية في القطاع في وقت سابق الأحد.
وقال هغاري إن القيادي في حماس “قاد القتال في منطقة الشاطئ، وتحت قيادته تم تنفيذ خطط مداهمة إسرائيل خلال مجزرة 7 أكتوبر”.
وقال هغاري ردا على سؤال “نحن نتتبع على مدار الساعة للعثور على القيادة العليا لحماس في القطاع. الهدف هو القضاء على كل واحد منهم”.
في وقت سابق من اليوم، هدد المتحدث باسم الجيش باللغة العربية أفيخاي أدرعي “كتيبة الشجاعية” التابعة لحماس في منشور على منصة “اكس”.
وقال أدرعي: “اعتبِروا هذا الإشعار إشعارا أخيرا. إنكم جميعا مستهدفون”، وأرفق المنشور بصور لقادة كتيبة الشجاعية، التي تعمل في حي يحمل الاسم نفسه في مدينة غزة.
وأضاف أدرعي “أمامكم خياران: الاستسلام ووضع أسلحتكم أو البقاء ومواجهة مصير مشابه لذلك الذي واجهه وسام فرحات”، في إشارة إلى قائد كتيبة الشجاعية، الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية يوم السبت.
#عاجل هذا البلاغ موجه لقادة كتيبة الشجاعية في حماس: اعتبِروا هذا الإشعار إشعارًا أخيراً.
????إنكم جميعًا مستهدَفون. جيش الدفاع سيعمل بقوة شديدة للغاية في الحي من أجل تفكيك البنى التحتية الحمساوية الارهابية. أمامكم خياران:
⭕الاستسلام ووضع أسلحتكم
⭕البقاء ومواجهة مصير مشابه لذلك… pic.twitter.com/MifzrLQOXS— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 3, 2023
واستمرت الغارات الجوية في قطاع غزة طوال يوم الأحد، حيث أطلق مسلحون أيضا صواريخ على البلدات الحدودية، مما تسبب في أضرار في بعض الهجمات.
وتم إخلاء التجمعات السكانية القريبة من الحدود مع القطاع إلى حد كبير من المدنيين منذ 7 أكتوبر.