إسرائيل في حالة حرب - اليوم 641

بحث

مؤسسة غزة الإنسانية تفتتح مركز توزيع ثان بعد يوم من اكتظاظ المركز الأول بالحشود

وزارة الصحة التي تديرها حماس تقول إن شخصا واحدا قتل وأصيب 48 آخرون في أعمال شغب وقعت يوم الثلاثاء عندما تم إطلاق نار على الحشود؛ المنظمة تنفي أن الموقع تعرض للاقتحام، وتقول إن المشاكل كانت ”متوقعة“ وإنه لم تقع أي وفيات في مواقعها

فلسطينيون نازحون، بعضهم يحملون أكياس أرز، يعودون من مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في 28 مايو 2025.  (AFP)
فلسطينيون نازحون، بعضهم يحملون أكياس أرز، يعودون من مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في 28 مايو 2025. (AFP)

قالت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة يوم الأربعاء إنها نجحت في افتتاح مركزها الثاني لتوزيع المساعدات في جنوب غزة، بعد أن اندلعت الفوضى في المركز الأول الذي افتتحته قبل يوم واحد عندما اقتحمت الحشود المرفق.

وقالت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس يوم الأربعاء إن فلسطينيا واحدا على الأقل قُتل وأصيب 48 آخرون في اليوم السابق عندما أُطلقت النار على الحشود التي احتشدت في الموقع الأول في رفح. ويقع الموقع الثاني في رفح أيضا.

وقالت GHF في وقت متأخر من يوم الأربعاء إنه لم تقع أي وفيات في أي من مواقعها.

وجاء في بيان للمنظمة إن GHF “تواصل عملياتها اليوم، حيث افتتحت موقعا آخر للتوزيع الآمن وتوزع المساعدات دون وقوع أي حوادث“.

وأضافت ”لا تزال الحالة طارئة. لكن كل ساعة، يتم إطعام المزيد من الناس“.

وفقا للمؤسسة، أصبح كلا الموقعين الآن جاهزين للعمل بشكل كامل.

فلسطينيون يتلقون طرود غذائية من مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، التي تعهدت بتوزيع مساعدات إنسانية في غرب رفح بجنوب قطاع غزة في 27 مايو 2025. (AFP)

وقالت GHF إن الموقع الذي تم افتتاحه حديثا قدم ”جميع المساعدات المتاحة دون وقوع أي حوادث — ما يعادل حمولة ثماني شاحنات تقريبا“.

كما قالت المنظمة إنها وزعت ما مجموعه ”حوالي 14,550 صندوقا من المواد الغذائية“، أو 840,262 وجبة في الموقعين. ويهدف كل صندوق إلى إطعام 5.5 شخصا في المتوسط لمدة 3.5 أيام.

وقالت المؤسسة: ”ستستمر العمليات في التوسع في جميع المواقع الأربعة، مع وجود خطط لبناء مواقع إضافية في أنحاء غزة في الأسابيع المقبلة“.

يوم الثلاثاء، اخترقت حشود من الفلسطينيين الأسوار المحيطة بموقع التوزيع الأول. وسمع صحفي من وكالة “أسوشيتد برس” صوت دبابات إسرائيلية وأسلحة نارية، ورأى مروحية عسكرية تطلق قنابل مضيئة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت طلقات تحذيرية في الهواء فقط.

ولم يتضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية أو المتعاقدون الأمريكيون الذين كانوا يؤمنون الموقع أو أطراف أخرى هي المسؤولة عن حالة الوفاة والإصابات المزعومة. وقالت المؤسسة إن المتعاقدين العسكريين التابعين لها لم يطلقوا النار على الحشد، بل ”تراجعوا“ قبل أن يستأنفوا عمليات الإغاثة.

وأظهرت لقطات مصورة للحادث فوضى عارمة وسط أعمال النهب وإطلاق النار.

وقال أجيت سونغاي، مدير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين في جنيف يوم الأربعاء إن 47 شخصا أصيبوا، معظمهم بجروح ناجمة عن طلقات نارية.

وقال سونغاي لرابطة مراسلي الأمم المتحدة: ”من المعلومات التي لدينا، هناك حوالي 47 شخصا أصيبوا“ في واقعة يوم الثلاثاء.

وأضاف أن ”معظم المصابين أصيبوا بجروح ناجمة عن طلقات نارية“ وأنه بناء على المعلومات التي لديه،فإن “الطلقات النارية جاءت من الجيش الإسرائيلي“.

وأكد سونغاي أن مكتبه لا يزال يعمل على تقييم وجمع المعلومات حول الصورة الكاملة للأحداث.

وأضاف سونغاي ”قد ترتفع الأرقام. نحن نحاول التأكد مما حدث [للمصابين]“ من حيث حالتهم الصحية.

كما أعرب عن قلقه بشأن حصول المصابين على المساعدة الطبية في القطاع المدمر.

أجيت سونغاي، مدير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، يتحدث في مؤتمر صحفي مع رابطة الصحفيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف (ACANU)، في جنيف، سويسرا، 28 مايو 2025. (Jamey Keaten/AP)

وقال مصدر طبي في جنوب غزة لوكالة فرانس برس إن ”أكثر من 40 جريحا وصلوا إلى مستشفى ناصر، معظمهم أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار الإسرائيلي“، مضيفا أن شخصا واحدا على الأقل توفي منذ ذلك الحين.

وأضاف المصدر أن ”عددا من المدنيين الآخرين وصلوا أيضا إلى المستشفى مصابين بكدمات مختلفة“.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل أوليفييه رافوفيتش، في إشارة إلى المدنيين الجرحى، لوكالة فرانس برس: ”نحن نتحقق من المعلومات الواردة من الأمم المتحدة. في الوقت الذي نتحدث فيه، لا توجد لدينا أي معلومات عن هذا الأمر“.

وقال إن جنودا إسرائيليين “أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء، في المنطقة الخارجية للمركز الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية، وليس باتجاه الناس بأي حال من الأحوال”.

وأضاف رافوفيتش أن ”حماس تبذل قصارى جهدها لمنع وصول المساعدات الإنسانية“.

ونفت GHF يوم الأربعاء أن الموقع قد تم اقتحامه أو تدميره، وقال إنها ”توقعت“ تعرضه لضغوط ”بسبب الجوع الحاد والحصار الذي تفرضه حماس، مما يخلق ظروفا خطيرة خارج البوابات“.

وقالت المؤسسة ”كما هو الحال في جميع حالات الاستجابة للطوارئ، لا سيما في مناطق النزاع، فإن هذا النوع من ردود الفعل من السكان المستفيدين الذين يعانون من الضغوط أمر متوقع، ونحن على استعداد لمواصلة تقديم المساعدة المنقذة للحياة في حالة حدوث اضطرابات“.

وأفادت التقارير بوقوع المزيد من الاضطرابات خلال ليلة الثلاثاء، حيث انتشرت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عشرات من سكان غزة يسيطرون على شاحنة مساعدات إنسانية وصلت إلى منطقة النصيرات في وسط غزة ويقومون بتفريغ حمولتها.

وفقا للتقارير، نهب لصوص خلال الليل 18 شاحنة تحمل مساعدات كانت موجهة إلى شمال قطاع غزة، وضربوا السائقين. وورد أن أربع شاحنات دمرت. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الشاحنات تعمل تحت إشراف GHF. ولا تزال بعض عمليات توزيع المساعدات تجري باستخدام الأنظمة السابقة.

وكانت منظمات الإغاثة قد حذرت من خطر قيام المدنيين اليائسين بعمليات نهب عند استئناف المساعدات.

فلسطيني نازح يحمل طرداًغذائيا أثناء عودته من مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس، في جنوب قطاع غزة، 28 مايو 2025. (AFP)

اندلعت الحرب في القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، عندما قادت حركة حماس الفلسطينية، التي تحكم غزة، هجوما مدمرا على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين.

وجاء الحادث في رفح بجنوب قطاع غزة بعد أيام من التخفيف الجزئي للحصار الشامل على القطاع الفلسطيني الذي فرضته إسرائيل في 2 مارس، مما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء.

ومنذ استئناف إيصال المساعدات، دخلت 876 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية إلى غزة، وفقا لمنسق أنشطة الحكومة في الأراضي التابع لوزارة الدفاع، بما في ذلك 121 شاحنة يوم الأربعاء.

بعض الشاحنات كانت متوجهة إلى مواقع التوزيع الجديدة في رفح جنوب غزة. ولا يزال محتوى العديد من الشاحنات في انتظار التجميع على الجانب الغزي من معبر كيرم شالوم، بعد أن خضعت لتفتيش من قبل السلطات الإسرائيلية.

وقالت إسرائيل إنها تريد أن تتولى منظمة GHF عمليات المساعدات، لمنع حماس من الاستيلاء على الإمدادات المخصصة للسكان.

ولقد امتنعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عن دعم GHF، قائلة إنها لا تفي بمبادئ العمل الإنساني، ولن تكون قادرة على تلبية احتياجات 2.3 مليون شخص في غزة، وتسمح لإسرائيل باستخدام الغذاء كسلاح للسيطرة على السكان. كما حذرت من خطر حدوث احتكاكات بين القوات الإسرائيلية والأشخاص الذين يسعون للحصول على الإمدادات.

فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، يتحدث خلال مؤتمر صحفي في نادي الصحافة الوطني الياباني في طوكيو، 28 مايو 2025. (Kazuhiro NOGI / AFP)

وقال جوناثان ويتال، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الضفة الغربية وقطاع غزة، يوم الأربعاء: ”إن توزيع المواد الغذائية الجديد لا يلبي الاحتياجات. هناك أربعة مراكز، معظمها في الجنوب، ومركز واحد من المفترض أن يعمل في وسط غزة. نحن لا نعتبر هذا عملا إنسانيا. العمل الإنساني يعني تقديم المساعدة أينما كان الناس“.

وفي حديثه مع الصحفيين، تناول ويتال أيضا الادعاءات بأن المساعدات التي تنسقها الأمم المتحدة تصل إلى حماس، قائلا إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ”لا يملك أي دليل“ على ذلك، وقال إن أي نهب للمساعدات حدث تحت مراقبة إسرائيل.

وقال: ”نحن نشير إلى المساعدات التي في حوزتنا، بعد أن تمر عبر العصابات وتصل إلى مستودعاتنا في القطاع”، مضيفا ”السلب الحقيقي للمساعدات منذ بداية الحرب تم على يد عصابات تعمل بالقرب من معبر كيرم شالوم، تحت مراقبة القوات الإسرائيلية في الموقع“.

في غضون ذلك، قال مسؤول في مجال العمل الإنساني لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ دون الكشف عن هويته إن معظم المواد الغذائية التي تدخل غزة عبر الآلية الجديدة تتطلب على الأقل طهيا بسيطا باستخدام الوقود والماء الساخن.

ويقوم سكان غزة حاليا بجمع الحطب للطهي، لكن ”يصعب إعداد جميع المواد الغذائية التي تصل“، حسبما قال المسؤول.

فلسطيني نازح يعرض علبتين من الطعام عند عودته من مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس، جنوب قطاع غزة، في 28 مايو 2025. (AFP)

وفيما يتعلق بالمساعدات التي تتسرب إلى القطاع الخاص في غزة – أي التي تصل إلى الأسواق المحلية ثم تباع من أجل الربح – أوضح قائلا: ”في بداية الحرب، دخلت بعض الإمدادات خارج نظام الأمم المتحدة. وانتهى المطاف ببعضها في القطاع الخاص، بينما وزع بعضها الآخر عبر قنوات لا نعرفها“.

”واليوم، يتم نهب جزء كبير من المساعدات التي تدخل غزة من قبل أشخاص يائسين – حشود – وليس النهب المنظم الذي رأيناه في السابق“.

كما كرر فيليب لازاريني، مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الانتقادات يوم الأربعاء.

وقال لازاريني: ”إن نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية. لقد شاهدنا أمس الصور المروعة لأشخاص جائعين يتدافعون أمام السياجات، يائسين للحصول على الطعام. كان المشهد فوضويا وغير لائق وغير آمن“.

وأضاف ”أعتقد أن هذا إهدار للموارد وتشتيت للانتباه عن الفظائع“، في إشارة إلى مقتل مدنيين خلال الحملة الجوية والبرية التي تشنها إسرائيل على القطاع الساحلي الصغير. ”لدينا بالفعل نظام لتوزيع المساعدات يفي بالغرض“.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية تستهدف فقط المسلحين التابعين لحماس وتتهمهم باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

طوال فترة الحرب، قامت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى بعملية واسعة النطاق لتوزيع المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات على الفلسطينيين أينما كانوا. وتقول إسرائيل إن GHF ستحل محل تلك الشبكة.

سكان غزة يتلقون طرود غذائية من مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة تعهدت بتوزيع مساعدات إنسانية في غرب رفح جنوب قطاع غزة في 27 مايو 2025. (AFP)

وقال سونغاي في جنيف: ”لقد أثرنا العديد من المخاوف بشأن هذه الآلية“.

وأضاف أن جزءا كبيرا من سكان غزة لن يقطعوا كل هذه المسافة إلى أقصى الجنوب للحصول على الطعام، في حين أن كبار السن والمرضى والمعاقين ومن يرعون الأطفال لن يتمكنوا من القيام بذلك على أي حال.

كما سادت مخاوف بين السكان من أن يتم اعتقال الأفراد الذين يأتون للحصول على المساعدات أو منعهم من العودة إلى شمال غزة.

وأوضح سونغاي أن ”هذا حدث في الماضي عندما انتقل السكان من الشمال إلى الجنوب: أثناء عبورهم نقاط التفتيش، قام الجيش الإسرائيلي باعتقالهم“.

وقال ”لأسباب عديدة، هذا ليس الحل القابل للتطبيق لما نواجهه في غزة“.

قبل اقتحام مركز الإغاثة، قالت منظمة GHF إن ”حوالي 8000 صندوق غذائي تم توزيعها حتى الآن. كل صندوق يكفي لإطعام 5.5 أشخاص لمدة 3.5 أيام، بإجمالي 462 ألف وجبة“.

وتقول GHF إنها أنشأت أربعة مراكز، بدأ اثنان منها العمل. وتحرسها شركات أمنية خاصة، وتحيط بها سياجات شبكية تقود الفلسطينيين إلى ما يشبه قواعد عسكرية، محاطة بسدود رملية كبيرة.

وتتمركز القوات الإسرائيلية في مكان قريب، في ما تسميه إسرائيل محور موراغ، وهي منطقة عسكرية تفصل مدينة رفح الجنوبية، التي أصبحت الآن شبه خالية من السكان، عن بقية القطاع.

اقرأ المزيد عن