إسرائيل في حالة حرب - اليوم 562

بحث

ليبرمان يحذر سكان غزة من الإقتراب من السياج الحدودي في رسالة باللغة االعربية

وزير الدفاع يحث الفلسطينيين على "مواصلة حياتهم" وعدم تعريض أنفسهم للخطر، بينما تتصارع إسرائيل مع احتجاجات "مسيرة العودة" الضخمة

فلسطينيون يسيرون امام مدينة الخيام التي اقيمت امام الحدود مع اسرائيل شرقي مدينة غزة في يوم الارض، 30 مارس 2018 (AFP/ MAHMUD HAMS)
فلسطينيون يسيرون امام مدينة الخيام التي اقيمت امام الحدود مع اسرائيل شرقي مدينة غزة في يوم الارض، 30 مارس 2018 (AFP/ MAHMUD HAMS)

حذر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان يوم الجمعة من أن أي فلسطينيين من غزة يقتربون من السياج الأمني ​​مع إسرائيل يعرضون حياتهم للخطر.

جاء التحذير المكتوب بالعربية على تويتر على موقع ليبرمان مع تزايد التوترات في اليوم الأول من حملة مدتها ستة أسابيع، أقام فيها سكان غزة معسكرًا بالقرب من السياج وبدأوا الاحتجاجات الجماهيرية.

الاحتجاج الذي يطلق عليه “مسيرة العودة” مدعوم من قبل النظام الحاكم في غزة، حركة حماس التي تسعى إلى تدمير إسرائيل. كما يأتي وسط تصاعد التوترات حيث تستعد الولايات المتحدة لنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس في مايو.

يصادف يوم الجمعة يوم الأرض، حيث يحيي الفلسطينيون ذكرى مصادرة الحكومة الإسرائيلية للأراضي المملوكة للعرب في الجليل في 30 مارس 1976، والمظاهرات التي تلت ذلك والتي قتل فيها ستة إسرائيليين عرب. كما أن الجمعة، عن طريق الصدفة، هو أيضا عشية مهرجان عيد الفصح الذي يستمر لمدة أسبوع.

“قيادة حماس تغامر في حياتكم. كل من يقترب من الجدار يعرض حياته للخطر”، قال ليبرمان في منشوره. “انصحكم مواصلة حياتكم العادية والطبيعية وعدم المشاركة في الاستفزاز”.

وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان يتحدث إلى الصحافة في حقل يقع خارج قطاع غزة في 20 فبراير 2018. (Judah Ari Gross/Times of Israel)

زعم منظمو الإحتجاج أنه سيكون سلميا، لكن المسؤولين الإسرائيليين والجيش الإسرائيلي كانوا مستعدون للعنف على طول حدود القطاع.

وقال مسؤولو غزة إن خمسة فلسطينيين أصيبوا بنيران القوات الإسرائيلية صباح الجمعة في حوادث منفصلة قرب السياج، ثلاثة بالقرب من مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة واثنان بالقرب من رفح في الجنوب.

في وقت سابق من يوم الجمعة قالت وزارة الصحة بغزة إن مزارعا فلسطينيا قتل بنيران دبابة إسرائيلية بالقرب من خانيونس بجنوب قطاع غزة. تم التعرف على الرجل من قبل الوزارة التي تديرها حماس باسم عمر وحيد سمور (27 عاما). قال شهود عيان أنه كان يعمل في أرضه بالقرب من الحدود عندما سقطت القذائف. قالت وزارة الصحة ان رجلا ثانيا أصيب.

متظاهرون يحملون فلسطيني مصاب اثناء الفرار خلال اشتباكات في مظاهرة بالقرب من الحدود مع اسرائيل شرقي مدينة غزة في يوم الارض، 30 مارس 2018 (AFP/ Mohammed ABED)

قال الجيش الإسرائيلي أنه اطلق النار على أربعة من المشتبه بهم بالقرب من السياج الحدودي ​​خلال الليل، في شمال قطاع غزة وجنوبه. قال إنه خلال الحادث الذي وقع خارج خانيونس، “اقترب اثنان من المشتبه بهم من السياج الحدودي … وانخرطا في سلوك مشبوه على الأرض إلى جانبه. ردا على ذلك، أطلقت وحدة من القوات الإسرائيلية النار من دبابة”.

جاء هذا الحادث بعد ساعات من قيام القوات الاسرائيلية باطلاق النار على عدد من الفلسطينيين الذين حاولوا تدمير الجدار الأمني حول قطاع غزة، وفقا لما ذكره الجيش.

وفقا للجيش، شارك حوالي 200 فلسطيني في احتجاجات عنيفة في أربعة مواقع رئيسية على طول السياج الأمني، وإشعال حرائق وإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر.

قال متحدث بإسم الجيش أن الجنود استهدفوا حفنة من “المحرضين الرئيسيين” الذين كانوا يحاولون سحب أجزاء من السياج. قالت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في غزة ان خمسة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص بعد أن اقترب المتظاهرون من الحدود في عدة أماكن.

نساء فلسطينيات يطيرن طائرات ورق بألوان العلم الفلسطيني خلال مظاهرة قبل يوم الارض، في مدينة خيام واقعة بالقرب من الحدود بين اسرائيل وغزة، 29 مارس 2018 (AFP PHOTO / MOHAMMED ABED)

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي إيزنكوت قد حذر في مقابلة مع صحيفة “إسرائيل هايوم” اليومية يوم الأربعاء الماضي “إذا اعتقد الفلسطينيون أنهم سينظمون مسيرة ويجتازون [السياج الحدودي] ويدخلون إلى أراضينا، فهم على خطأ”.

قال إيزنكوت لصحيفة “يديعوت أحرونوت” اليومية في نفس اليوم أنه “سيتم استثمار جزء كبير من الجيش هناك”، مضيفًا أن أكثر من 100 قناص، معظمهم من “وحدات خاصة”، تمركزوا في المنطقة.

“إذا ظهر هناك خطر على الأرواح، فإننا سنطلق النار الحية”، كما أعلن. “الأوامر هي استخدام الكثير من القوة”.

من المتوقع أن يستمر احتجاج المعسكر في غزة حتى منتصف مايو، وهو الوقت الذي تقترب فيه الولايات المتحدة من افتتاح سفارتها الجديدة في القدس.

سيصادف منتصف شهر أيار/مايو الذكرى السنوية لما يطلق عليه الفلسطينيون النكبة أو الكارثة التي شهدت فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم خلال حرب الاستقلال عام 1948.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن 1.3 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 1.9 مليون نسمة هم لاجئون أو من نسلهم.

“العودة إلى الوطن”

قال خالد البطش زعيم جماعة الجهاد الإسلامي أن الخيام ستقع على بعد 500 متر من الحدود خارج المنطقة الفاصلة بين غزة واسرائيل.

يجري تركيب مرافق المياه ونشر أفرقة طبية للسماح للبقاء على قيد الحياة لفترات طويلة.

قال المنظمون إن عشرات الآلاف من الناس سيحضرون احتجاج يوم الجمعة، رغم أنه لم يتضح كيف تم التوصل إلى هذا التقدير.

وقال البطش إن المحتجين كانوا يدعون إلى السماح للفلسطينيين بالعودة إلى الأراضي التي أصبحت الآن داخل إسرائيل. صرح لوكالة فرانس برس أنه “منذ سبعين عاما غادرنا واليوم قررنا العودة الى بلدنا”.

لكن صلاح البردويل، أحد كبار قادة حماس، قال إنه في حين أن المحتجين قد ينتهكون الحدود، فإنه لا توجد خطط للقيام بذلك.

قال مسؤولو حماس إنهم سيراقبون المنطقة خارج المخيمات لمنع المتظاهرين من الاقتراب من الحدود، على الأقل خلال الأيام الأولى للاحتجاج.

تم إنشاء خمسة مخيمات رئيسية تمتد على طول المنطقة الساحلية من قرب معبر إيرز الحدودي في الشمال إلى رفح في أقصى الجنوب، بالقرب من مصر.

في محادثات السلام السابقة، لطالما طالب الفلسطينيون بحق العودة إلى جانب السيادة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية والمدينة القديمة للاجئين الفلسطينيين الذين غادروا أو أجبروا على الخروج من إسرائيل عندما كانت أنشئت. الفلسطينيون يطالبون بهذا الحق ليس فقط لمئات الآلاف من اللاجئين الذين لا يزالون على قيد الحياة – وهو رقم يقدر بأقل من عشرات الآلاف – ولكن أيضا لأحفادهم، الذين يصل عددهم بالملايين.

لن تقبل أي حكومة إسرائيلية بهذا الطلب على الإطلاق، لأنه سينهي نهاية إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية. موقف إسرائيل هو أن اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم سيصبحون مواطنين لدولة فلسطينية تتويجا لعملية السلام، تماما مثلما أصبح اليهود الذين فروا أو أجبروا على مغادرة بلدان الشرق الأوسط من قبل الحكومات المعادية مواطنين في إسرائيل.

اقرأ المزيد عن