ليبرمان: نتنياهو “يجب أن يعاني في الجحيم” لأنه لم يجبر المدارس الحريدية على تعليم المواضيع الأساسية
رئيس حزب "يسرائيل بيتنو" يقول إن الدعم الحكومي الذي تقدمه حكومة نتنياهو سيحكم على الكثيرين بالبقاء في حالة فقر، ويتوقع حصول حزبي "يهدوت هتوراة" و"عوتسما يهوديت" على أموال "من الباب الخلفي"
شن وزير المالية السابق أفيغدور ليبرمان هجوما لاذعا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد بسبب الإعانات الضخمة المقرر تقديمها للمؤسسات التعليمية الحريدية دون مطالبتهم بتدريس مناهج دراسية أساسية.
قال ليبرمان للقناة 12 “وافقت على منح الكثير من المال [كوزير للمالية] مقابل دراسات المناهج الأساسية”.
“ما فعله نتنياهو، وعلى ذلك هو يستحق أن يعاني في الجحيم كل يوم، هو أنه أخذ هؤلاء الناس وقال لهم: ’سأمنحكم نفس الأموال دون الحاجة لدراسة المواضيع الأساسية. أريدكم أن تبقوا في فقر ودون تعليم وسوف تعانون… الرجل على استعداد لبيع كل القيم مقابل السلطة”
وتابع قائلا: “حقيقة أن نتنياهو منع الأولاد الإسرائيليين من دراسة المواضيع الأساسية لا تطاق وغير مقبولة ولا تُغتفر”.
من أصل 13.7 مليار شيكل (3.8 مليار دولار) من الأموال التقديرية التي صادقت عليها الحكومة في 14 مايو، هناك تعهد بإنفاق مبلغ 3.7 مليار شيكل على زيادة الميزانية المخصصة لرواتب طلاب المعاهد الدينية الحريديم، على الرغم من الانتقادات بأن المدارس الحريدية تقوم بالالتفاف على الإشراف الكامل لوزارة التربية والتعليم ولا تقوم بتدريس المواد الأساسية لإعداد الطلاب لسوق العمل، بما في ذلك الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية.
تم تخصيص مبلغ 1.2 مليار شيكل آخر للمؤسسات التعليمية الخاصة غير الخاضعة للإشراف، والتي لا تقوم أيضا بتدريس المواد الأساسية مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية.
ورد حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو قائلا: “كل يوم يخفق فيه المحرض الوطني ليبرمان في المعارضة، هو نعمة”.
وسارع وزير الاتصالات شلومو قرعي من حزب الليكود هو أيضا لمهاجمة ليبرمان، مستخدما الجيماتريا، وهو شكل من أشكال علم الأعداد اليهودي الذي يخصص قيما رقمية للأحرف والكلمات. وكتب قرعي “إيفيت ليبرمان هو خبير معروف في شؤون الجحيم… بعد كل شيء، ’إيفيت ليبرمان’= 364 = الشيطان”، مستخدما الاسم الروسي للنائب.
وزعم قرعي بالإضافة إلى ذلك أن ليبرمان، الحليف السابق لرئيس الوزراء، “يغار” من نتنياهو.
في المقابلة التي أجريت معه الأحد، تطرق ليبرمان إلى الخلافات داخل الإئتلاف، وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس حزب “يهدوت هتوراة”، يتسحاق غولدكنوبف، ورئيس “عوتسما يهوديت” إيتمار بن غفير “سيحصلان على المال من باب خلفي” لإسكات تهديداتهما بعد التصويت لصالح الميزانية، التي ينبغي تمريرها من أجل بقاء الحكومة.
وقال ليبرمان: “سيجدون المصادر ويعطونهم المال. لقد أعددت ميزانية كانت لصالح مواطني إسرائيل، وهي ميزانية لصالح القطاعات المعنية. هذه هي الميزانية الأكثر حزبية منذ قيام الدولة”.
أمر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف بن غفير نواب عوتسما يهوديت بمقاطعة عمليات التصويت في الكنيست في محاولة للضغط على الأحزاب الشريكة في الإئتلاف لتحويل المزيد من الأموال إلى أولويات حزبه في الميزانية.
في غضون ذلك، تصاعد الخلاف داخل الإئتلاف بشأن الموعد النهائي القريب لتمرير الميزانية في نهاية الأسبوع، حيث هدد غولدكنوبف بإحباط تمرير الميزانية ما لم تتم تلبية مطالبه بالحصول على مبلغ 600 مليون شيكل إضافي (164 مليون دولار).
يستعد الكنيست للتصويت على الميزانية الإجمالية 2023-2024، وتخصيص مبلغ 484.8 مليار شيكل هذا العام و 513.7 مليار شيكل في عام 2024، مقارنة بـ 452.5 مليار شيكل في عام 2022. سيؤدي الفشل في تمرير ميزانية الدولة بحلول 29 مايو إلى حل تلقائي للحكومة ولإجراء انتخابات المبكرة.
مشيرا إلى وعود قُطعت في إطار الاتفاق الإئتلافي مع الليكود الذي يترأسه نتنياهو، يهدد فصيل “أغودات يسرائيل” الشريك في يهدوت هتوراة، بقيادة زعيم الحزب غولدكنوبف، منذ أيام بالانسحاب من الإئتلاف واسقاط الميزانية إذا لم يحصل على الأموال التي يطالب بها لطلاب الدراسة الدينية بدوام كامل بالإضافة إلى المليارات التي تم التعهد بها بالفعل للمجتمع الحريدي.
ويصر غولدكنوبف على عدم استعداده للمساومة على مطلبه بالحصول على الأموال الإضافية ومنح نتنياهو مهلة حتى يوم الأحد للرد على إنذاره، حسبما أفادت القناة 12 يوم السبت.
ونُقل عن مصادر لم تذكر أسماؤها قولها إن إعادة النظر في الميزانية في هذه المرحلة، بعد عملية مطولة للمصادقة عليها في لجنة المالية في الكنيست، ستكون بمثابة “جنون”.
لأغودات يسرائيل ثلاث نواب في الكنيست التي تضم 120 مقعدا، وهو ما يعني أن الإئتلاف المكون من 64 مقعدا بإمكانه تمرير الميزانية دون أصواتهم. غير أن أغودات يسرائيل يحث الفصيل الآخر في يهدوت هتوراة، “ديغل هتوراة” بقيادة موشيه غافني، على الانضمام إلى مطلبه من خلال حجب أصواته الأربعة.
علاوة على ذلك، أفادت عدة تقارير بأن غولدكنوبف يهدد بالاستقالة من منصب وزير الإسكان، مما يسمح له العودة إلى الكنيست ليكون عضوا رابعا في أغودات يسرائيل بموجب ما يُسمى بـ”القانون النرويجي”، بهدف التصويت ضد الميزانية. وذكر تقرير يوم الخميس أن وزير شؤون القدس مئير بوروش، وهو أيضا من فصيل أغودات يسرائيل، هدد بفعل الشيء نفسه.
بحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية “كان”، ضغط نتنياهو على رئيس قسم الميزانيات في وزارة المالية، يوغيف غاردوس، للقاء بوروش ومناقشة مطالبه. والتقى الاثنان بالفعل مؤخرا، لكن مسؤولين في الوزارة يعارضون تخصيص الأموال بسبب الضرر المحتمل للاقتصاد.
وكان غاردوس قد حذر من أن تخصيص الأموال للمؤسسات والمبادرات الحريدية يخلق حوافز سلبية للرجال الحريديم للبحث عن عمل وسيضر بسوق العمل في البلاد والاقتصاد ككل.
علاوة على ذلك، حذر غاردوس من أنه إذا لم يتم تشجيع معدل المشاركة في التوظيف بين الرجال الحريديم، فبحلول عام 2065، سيتعين على الحكومة زيادة الضرائب المباشرة بنسبة 16٪ للحفاظ على نفس مستوى الخدمات التي تقدمها دون زيادة العجز.
من المتوقع أن ينمو مجتمع الحريدي في إسرائيل، الذي يشكل حوالي 13.5٪ من إجمالي سكان البلاد، إلى 16٪ بحلول عام 2030. ومعدل النمو الحالي للسكان الحريديم البالغ 4٪ هو الأسرع بين أي مجموعة في إسرائيل، وفقا لبيانات دائرة الإحصاء المركزية.
يوم السبت، تظاهر حوالي 150 ألف متظاهر مناهض للحكومة في أنحاء البلاد، بما في ذلك احتجاجا على أولويات ميزانية الدولة التي تلوح في الأفق. وقال منظمو الاحتجاج إنهم سينظمون مظاهرة بالقرب من الكنيست يوم الثلاثاء خلال جلسة الموافقة على الميزانية.