ليبرمان إلتقى بوزير الخارجية القطري على هامش محادثات غزة في قبرص – تقرير
قال مسؤول اسرائيلي رفيع أن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني زار قبرص سرا في شهر يونيو للقاء وزير الدفاع الإسرائيلي

التقى وزير الدفاع افيغادور ليبرمان بوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في قبرص قبل شهرين، بحسب تقرير اسرائيلي صدر يوم الأربعاء، وسط محاولات لتحقيق اتفاق وقف اطلاق نار بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وأعلن موقع “واللا” الإخباري أن الطائرة التي استخدمها آل ثاني خلال جولته الدبلوماسية الدولية في اوروبا والولايات المتحدة قامت برحلة سرية من ايطاليا الى قبرص في 25 يونيو، بينما كان ليبرمان في الجزيرة حيث عقد محادثات مع نظيريه اليوناني والقبرصي ومع رئيس قبرص.
وفي اليوم التالي، غادرت الطائرة – التابعة لشركة طيران أميري الخاصة – مطار لارنكا وتوجهت الى الولايات المتحدة عبر ايرلندا، بحسب التقرير.
وفي وقت سابق من الشهر، افادت القناة العاشرة أن ليبرمان التقى سرا مع مبعوث قطر لدى غزة محمد العمادي في قبرص لتباحث الازمة الانسانية في القطاع الفلسطيني وعودة الإسرائيليين وجثامين الجنود الذين تحتجز بهم حماس.
ولكن اقتبس موقع “واللا” مسؤول اسرائيلي رفيع قال ان اللقاء مع العمادي لما كان حدث في قبرص، لأن المبعوث القطري كثيرا ما يتواجد في اسرائيل. ولكن لقاء نادر مع مسؤول رفيع مثل آل ثاني يتطلب سفر ليبرمان الى الخارج.
ولا يوجد علاقات دبلوماسية بين اسرائيل وقطر، ولكن لمحت الدولة اليهودية في السنوات الاخيرة الى وجود محادثات رفيعة المستوى مع دول عربية معتدلة.
وقد يكون تم الحفاظ على سرية اللقاء لأن اسرائيل رفضت علنا الوساطة القطرية بين القدس وحماس، مفضلة الوساطة المصرية. وقد انضمت مصر الى اسرائيل بفرض حصار على القطاع الذي تحكمه حماس منذ عام 2014، وانها تسعى الى توسيع نفوذها في المنطقة، بالرغم من محاولات داعمي حماس، مثل قطر وتركيا، التدخل نيابة عن الحركة.

ولكن مع ذلك، سعت كل من الولايات المتحدة واسرائيل الى الحفاظ على مشاركة قطر في العملية، ايضا كممول مركزي لأي مشاريع انسانية مستقبلية تنتج عن الاتفاقيات مع حماس. وقطر وحيدة تقريبا بين الدول العربية الثرية المستعدة تمويل المساعدات الانسانية الى غزة. والعديد من الدول الاخرى، بما يشمل السعودية والامارات العربية المتحدة، تخشى ان يؤدي تمويلهم الى تعزيز حكم حماس في غزة وتعزيز تأثيرها على السياسة الفلسطينية.
ورد مكتب ليبرمان بالقول انه “لا يعلق على لقاءات الوزير”.
وورد ان اللقاء تم على هامش محادثات عقدها وزير الدفاع في قبرص بخصوص امكانية بناء ميناء يحري في قبرص ليخدم قطاع غزة، بالإضافة الى اتفاق وقف اطلاق نار طويل المدى محتمل بين اسرائيل وحماس.
وعرض ليبرمان فكرة انشاء ميناء عائم للشحن البحري الفلسطيني في قبرص عند لقائه بالرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس في شهر يونيو، بحسب تقرير قناة “حداشوت” حينها. وكانت الخطة مشروطة على اعادة مدنيين اسرائيليين وجثامين جنديين اسرائيليين محتجزين لدى حماس، افاد التقرير التلفزيوني.
وأفادت القناة العاشرة الاسبوع الماض أن العمادي قدم اقتراحات قطرية لم تذكر لوقف اطلاق نار بين اسرائيل وحماس، بالإضافة الى حلول لمسألة المحتجزين الإسرائيليين. وتعهد أيضا بتقديم حوالي 350 مليون دولار لمشاريع انسانية في غزة ضمن أي اتفاق.

وفي يوم الخميس الماضي، أعلنت قناة لبنانية أن الاتفاق طويل المدى سوف يستمر عام وسيشمل اقامة طريق شحن بحري بين غزة وقبرص. وسيكون لدى اسرائيل سيطرة امنية على الحركة البحرية بين القطاع الفلسطيني وقبرص، بحسب التقرير القصير في قناة الميادين اللبنانية، التي اشارت الى مصادر مقربة من المسألة.
وطالما كان الاتصال بميناء بحري من اهداف حركة حماس الاستراتيجية المركزية. وبحسب شروط الحصار البحري الإسرائيلي، البضائع المتجهة الى غزة تصل الى الموانئ الإسرائيلية وبعدها يتم شحنها الى غزة.

وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ سيطرة حماس على القطاع من السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا عام 2007. وانها تقول ان الحصار ضروري بمنع تهريب الاسلحة والمعدات العسكرية الاخرى من دخول القطاع. وقد خاضت حماس ثلاثة حروب مع اسرائيل في العقد الاخير.
ومصر أيضا ابقت معبرها الحدودي مع غزة مغلقا منذ سنوات بسبب علاقاتها المتدهورة مع الحركة التي تحكم غزة.
وقالت مصادر للميادين أن الاتفاق القادم سوف يشمل تمويل قطري لفواتير كهرباء القطاع بالتعاون مع اسرائيل، ودفع قطر أجور موظفي الخدمات المدنية في غزة بالتعاون مع مصر. وتحصل غزة على تزويد محدود للكهرباء، ولم يتلقى موظفي الخدمة المدنية الاجور منذ اشهر بسبب خلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية.
وبالإضافة الى وقف القتال الاخير، ورد ان الخطة التي تمت بوساطة مصرية تشمل ايضا مشاريع انسانية في غزة، ومفاوضات غير مباشرة مستقبلية بين اسرائيل وحماس حول تبادل اسرى، افادت صحيفة “الحياة” الصادرة من لندن.