لم يمت، إنه في غرفته”: أصدقاء أريئل بيباس يجدون صعوبة في استيعاب أنه قُتل
الطفل يوآف أفيطال البالغ من العمر 5 سنوات يطلب اختراع جرعة يمكنها إعادة صديقه، ويكتب رسالة يتخيل فيها أريئل "يحلق فوق غزة" لـ "محاربة الأشرار بالقوس والسهم"
في خطاب ألقته خلال تجمع لسكان كيبوتس نير عوز يوم السبت، وصفت والدة يوآف أفيطال، صديق الرهينة المقتول أريئل بيباس، الخسارة من منظور طفل يبلغ من العمر 5 سنوات.
قُتل أريئل البالغ من العمر 4 سنوات وشقيقه الرضيع كفير البالغ من العمر 10 أشهر ووالدتهما شيري بعد اختطافهم إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. تم إطلاق سراح والدهما، ياردن، من القطاع في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في الأول من فبراير.
نشأ أريئل ويوآف أفيطال البالغ من العمر 5 سنوات معا منذ أن كانا طفلين.
بعد شهر من اجتياح مسلحي حماس لكيبوتس نير عوز، وقيامهم بقتل أو اختطاف ما يقارب من ربع سكانه، تجمع الناجون وسكان كيبوتس كيرم شالوم في فندق في إيلات حيث تم إجلاؤهم، لحضور حدث مع نجم البوب أفراهام طال، حسبما روت ياميت أفيطال، متحدثة من كريات غات، حيث يعيش مجتمعها الآن حتى يتم إعادة بناء الكيبوتس الذي تضرر بشدة.
خلال الحدث، تم توزيع صور المختطفين. لم يكن أحد يعرف بعد على وجه اليقين من المفقود ومن اختُطف ومن قُتل.
وروت أفيتطال “كان زوجي يحمل صورة لأريئل بيباس. . رأى يواف، ابني البالغ من العمر خمس سنوات، الصورة وقال له: ’لم يعد صديقي. لقد مات’، ثم نام على الأريكة. لم يستطع احتواء كل الألم، حيث انفجرنا جميعا في البكاء”.
وتابعت قائلة: “بعد أن انتهى الأمر، نظر إلي في غرفة الطعام وصرخ من بين دموعه ’أريئل لم يمت !! لم يمت يا أمي، إنه على قيد الحياة، إنه في غرفته، وأنت لا تعرفين رقم الغرفة!”
وأضافت “لم أعرف ماذا أقول؛ فقط عانقته وبكيت”.
وتابعت: “عندما جاءت أول عملية تبادل للمختطفين مقابل سجناء فلسطينيين [في نوفمبر 2023]، ظل يوآف يتساءل عما حدث لأريئل وكفير. متى سيأتي دورهما للعودة؟”
ثم، قبل عدة أشهر، وقفت ياميت من على نفس المنصة في كريات غات، وتحدثت عن صديق العائلة أوهاد يهالومي، الذي تم اختطافه أيضا، ويُعتقد أنه قُتل في الأسر.
من المتوقع أن تعيد حماس جثمانه ورفات ثلاثة رهائن آخرين يوم الخميس.
واستذكرت ياميت “عندما انتهيت، نزلت من على المنصة، واقترب يوآف مني وسألني ببراءة ’ولكن لماذ لم تذكري أريئل؟ فهو لم يعد بعد؛ كان ينبغي عليك أن تتحدثني عنه’”.
واستطردت قائلة “بين الحين والآخر، كان يوآف يسألني عما إذا كنت أعرف ما كان يحدث مع أريئل وكفير ويشاركني افتقاده الشديد إليه واهتمامه به”.
وقالت: “حتى أنه طلب مني أن أكتب له رسالة وأن أحضرها إلى مالي، معلمة الروضة، حتى تتمكن من إعطائها له عندما يعود [أريئل] إلى الروضة. وأخبرني بما يجب أن أكتبه: ’أريد أن أرسم لك باتمان مع كل الأبطال الطائرين حتى تشعر وكأنك تحلق فوق غزة وتقاتل الأشرار بالقوس والسهم. ثم تعود إلينا وتكون معنا في الروضة. آمل أن تشتري لنفسك بعض الحلوى ورداء. أفتقدك’”.
وبعد بضعة أسابيع، عندما أدرك أن أريئل لم يعد بعد، طلب يوآف إرسال رسالة عبر الراديو حتى يسمعها أريئل ويجد القوة للعودة، كما روت أفيطال.
واستطردت قائلة “في كل مرة كان يسألني عما إذا كان لدى أريئل وكفير ملعب هناك في غزة وما إذا كان يُسمح لهما باللعب في الرمال والركض في الخارج، كما هو الحال في الكيبوتس”.
في عيد “البوريم” (المساخر) العام الماضي، كما روت أفيطال، طلب يوآف الاحتفاظ بزي باتمان لأريئل، قائلا إنه سيعود قريبا بالتأكيد. وعندما لم يعد أريئل، قرر يوآف ارتداءه بنفسه والطيران لإنقاذه.
وقالت: “خلال الشهر والنصف الماضيين، أخبرنا الأطفال عن صفقة (إطلاق تبادل المختطفين-السجناء) وكل تفاصيلها”، مضيفة “قفز يوآف فرحا لأن أريئل سيعود في أي لحظة”، ولكن كان عليها أيضا أن تخبرهم أن القتلى سيعودون أيضا، ولا أحد يعرف من هم بعد.
“هذا أكثر ما كان يوآف يخشاه أكثر، وسأل ببراءة، ’إذن مات أريئل؟ لن يعود؟’”، وتابعت “وأنا قلت ’لا أعرف ما إذا كان سيعود حيا’. في ذلك اليوم، بدأ يوآف عملية توديعه، وبينما كان يبكي، قال، ’قلبي يؤلمني، إنه ثقيل، لا يمكنني التوقف عن التفكير به’”.
“في كل يوم سبت، كان أطفالي يسألونني عما إذا كان أريئل سيعود هذه المرة، ولكن في كل مرة، كان المختطفون الآخرون الذين كانوا أكبر منه سنا يعودون. ثم نشأ السؤال، ’أين أريئل وكفير وشيري؟ إنهما الأصغر سنا هناك. لماذا لا يتم إعادتهما أولا؟ شيري امرأة؛ من المفترض أن تعود قبل الرجال”.
وروت أفيطال: “قال يوآف إنهم قد يكونوا أحبوه كثيرا هناك لأن أريئل مضحك وشقي ومن الصعب على الإرهابيين أن يقولوا لهم وداعا”.
“ويوم الثلاثاء الماضي، وصلت قائمة أسماء الرهائن الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم [السبت الماضي]، وعندها أدركنا أنه يتعين علينا إعداد أنفسنا وشرح الأمر للأطفال”.
“عندما وصلت الأخبار، بدأت الأسئلة، أسئلة الأطفال الأبرياء: ’ماذا؟ لماذا؟ كيف مات؟ كيف فعلوا ذلك؟ لماذا يقتلونهم؟ لكنهم لم يفعلوا أي شيء لهم. إنه يبلغ من العمر 5 سنوات فقط، أصغر مني، وكفير لا يزال طفلا رضيعا…’”
“ثم جاءت الأفكار. ’إذا وصل في تابوت، فهذا يعني أنه يقف بداخله، وهذا يعني أنه لا يزال على قيد الحياة”، (و) ’إذن كيف دخل إلى نعش وهو ممدد؟ إنه لا يزال على قيد الحياة، يا أمي، لم تفهمي بشكل صحيح. لأنه إذا كان أريئل في الفضاء، فهذا يعني أنه يطير في الفضاء، فلا يمكن أن يموت”.
“والأفكار: ’ولكن هناك بعض الأشخاص الأذكياء جدا في إسرائيل، أليس كذلك يا أمي؟ لذا ربما يمكنهم اختراع جرعة خاصة بمكونات تعيد أريئل وكفير إلى الحياة. ستكون لها القليل من قوة سكيني باتمان، النار، والسرعة، والعباءة حتى يتمكن من الطيران بسرعة إلى غزة. هناك، ستكسر السكاكين الزجاجة بسرعة، وستنسكب على جسده، ثم يمكنه العودة إلينا. الأمر بسيط’”.
وأوضحت أفيطال ليوآف أن من يموت لا يمكنه العودة إلى الحياة، وأجاب يوآف: “لكنني أفتقده، هل سأتمكن من رؤيته مرة أخرى على الأقل؟”
عند الاستماع إلى المحادثة، قالت عادي، شقيقة يوآف البالغة من العمر 8 سنوات، “لقد تمكنا على الأقل من رؤيتهم قبل ذلك… حدث كل شيء، في المسبح. لم يرغب يوآف في تركه، ولعبوا لفترة طويلة وكانوا سعداء للغاية. أتذكر ذلك، على الرغم من أن الماء كان باردا جدا بالفعل – كان هذا وداعنا لهم”.
وسألت عادي شقيقها عما إذا كان يتذكر الأشياء التي فعلها مع أريئل، فأجاب: “لقد تشاجرنا أيضا. لم أكن لأجادله لو كنت أعرف ذلك”.
وردت عادي “لا بأس، الأصدقاء الجيدون يتشاجرون أيضا، كما تعلم”.
وقالت أفيطال “بعيون مليئة بالدموع، كل ما كان بإمكاني فعله هو أن أخبره أنه سيكون قادرا على مقابلته مرة أخرى في أحلامه واحتضانه بإحكام هناك، وأن يلعب لعبة الأبطال الخارقين معه، وأن يتصرفا بجنون معا في المسبح، وأن يستكشف معه الحشرات والنباتات وأن يقول له كيف حالك وأن يستمع إليه”.
بعد ذلك وجهت أفيطال حديثها لشيري بيباس، وقالت “أريد أن أصدق أنه تماما كما غمرت وحميت أريئلولو (كنية أريئل) وكفير اللطيف أثناء الاختطاف، فقد عانقتهما أيضا ولم تتركيهما حتى اللحظة الأخيرة. ستظلين دائما في ذاكرتي كأم لبؤة”.
وتابعت أفيطال “كان ينبغي أن تنتهي قصتك بشكل مختلف؛ كنا نأمل في نهاية سعيدة. ولكن الآن بعد أن أصبح هناك يقين بالنسبة لكم (جميعا) ونحن نعلم أنكم لم تعودوا تعانون وأنكم هنا، في الوطن، وسيكون لكم قبر في أرض إسرائيل، نطلب منكم أن ترقدوا بسلام، السلام الذي تستحقونه”.
عندما اختطافهما خلال هجوم السابع من أكتوبر، أظهر مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت مسلحين يحيطون بشيري متشبثة بولديها الصغيرين.
أفرجت الحركة عن جثماني الصبيين في 20 فبراير، إلى جانب رفات امرأة ادعت حماس زورا أنها شيري بيباس. ولم يتم تسليم جثة شيري إلا بعد يومين. وتم إطلاق سراح زوجها، ياردن بيباس، الذي اختُطف بشكل منفصل عن عائلته، حيا في الأول من فبراير.
يوم الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الفحوصات الجنائية كشفت أن الخاطفين الذين احتجزوا أريئل وكفير قتلوهما “بأيديهم العارية” بعد أسابيع من اختطافهما.