إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

“لم يعد من الممكن تبريره”: إسرائيل تواجه إدانات دولية لغارتها في رفح

تتهم السلطة الفلسطينية ومصر إسرائيل باستهداف المدنيين عمدا في مخيم النازحين بينما تقول قطر إن الضربة قد تعيق محادثات صفقة الرهائن

موقع غارة جوية إسرائيلية في محيط مخيم للنازحين في رفح، 27 مايو، 2024. (AP Photo/Jehad Alshrafi)
موقع غارة جوية إسرائيلية في محيط مخيم للنازحين في رفح، 27 مايو، 2024. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

تعرضت إسرائيل لانتقادات دولية شديدة يوم الاثنين بعد غارة جوية على مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة أفادت تقارير إنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 40 فلسطينيا في مركز للنازحين مساء الأحد.

وقالت إسرائيل إن الغارة استهدفت قياديين في حماس. لكن يبدو أن الهجوم أصاب أيضا منطقة في حي تل السلطان غرب رفح كانت تأوي آلاف الأشخاص، وأدى إلى اشتعال النيران في العديد من الخيام والملاجئ.

وبحلول بعد ظهر الاثنين، قالت وزارة الصحة التي تديرها حماس إن عدد القتلى ارتفع إلى 40 والجرحى إلى 65. ولم يتسن التحقق من هذه الارقام على الفور.

واتهمت رئاسة السلطة الفلسطينية ومصر إسرائيل صباح الاثنين باستهداف مركز النازحين عمدا.

وقال بيان لرئاسة السلطة الفلسطينية إن “ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجرزة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية”، متهما القوات الإسرائيلية باستهداف “خيام النازحين في رفح بشكل متعمد”.

وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا اتهمت فيه إسرائيل بـ”القصف” المتعمد لمركز النازحين، وطابتها بـ”تنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية” في رفح.

موقع غارة جوية إسرائيلية في محيط مخيم للنازحين في رفح، 27 مايو، 2024. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

كما أكد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الصادر يوم الجمعة والذي يقضي بوقف إسرائيل عمليتها في رفح.

لكنه أقر بأن “هناك بالفعل معضلة حول كيفية قيام المجتمع الدولي بفرض تنفيذ” هذه القرارات.

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتبرون أن قرار محكمة العدل الدولية يسمح بإتاحة المجال لبعض العمليات في رفح، رافضين التفسيرات بأن حكم المحكمة يلزم إسرائيل بوقف الهجوم تماما.

حريق اندلع في مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب غزة في أعقاب غارة إسرائيلية على ما قال الجيش الإسرائيلي إنه مجمع تستخدمه حماس في المنطقة، 26 مايو، 2024. (Social media/X. Used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

ودعت حماس الفلسطينيين إلى “الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة” ضد “المجزرة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي.

وقالت الحركة في بيان “على ضوء المجزرة الصهيونية المروعة مساء اليوم التي ارتكبها جيش الاحتلال المجرم ضد خيام النازحين… ندعو جماهير شعبنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة ضد المجزرة”.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) يوم الاثنين إن التقارير عن هجمات على عائلات تبحث عن مأوى في رفح “مروعة”.

وكتبت الأونروا على موقع (إكس) “المعلومات الواردة من رفح حول وقوع المزيد من الهجمات على العائلات التي تبحث عن مأوى مروعة”.

“هناك تقارير عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، بينهم أطفال ونساء بين القتلى. غزة جحيم على الارض. الصور التي التقطت الليلة الماضية هي شهادة أخرى على ذلك”.

وأضافت قطر أن الضربة قد تكون لها تداعيات دبلوماسية، وأنها قد تعيق المحادثات الرامية إلى التوصل إلى اتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن.

وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الهجوم “يعقد جهود الوساطة الجارية ويعيق الوصول لاتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين”.

موقع غارة جوية إسرائيلية في محيط مخيم للنازحين في رفح، 27 مايو، 2024. (AP Photo/Jehad Alshrafi)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين إنه يشعر “بغضب” من الضربات الإسرائيلية على رفح.

وكتب ماكرون على منصة اكس “هذه العمليات يجب أن تتوقف. لا توجد مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين. أدعو إلى الاحترام الكامل للقانون الدولي ووقف فوري لإطلاق النار”.

وقالت إيطاليا إن الهجمات الإسرائيلية على مدنيين فلسطينيين في غزة لم تعد مبررة، وذلك في أحد أقوى انتقادات روما حتى الآن للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع‭‭ ‬ الإيطالي ‭‬‬جويدو كروزيتو لقناة سكاي.تي.في24 “الوضع يزداد صعوبة إذ يجري الضغط على الشعب الفلسطيني دون مراعاة لحقوق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين لا علاقة لهم بحماس، وهذا لم يعد من الممكن تبريره”.

“نحن نراقب الوضع بيأس”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تدين الهجمات الإسرائيلية على غزة “وآخرها استهداف خيام النازحين الفلسطينيين بالقرب من مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) شمال غرب رفح”.

ووعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين بأن بلاده ستبذل “كل ما في وسعها” لمحاسبة إسرائيل.

وقال إردوغان “كتركيا، سنبذل كل ما في وسعنا لمحاسبة هؤلاء الهمجيين والقتلة الذين لا علاقة لهم بالإنسانية”.

وأكد الجيش الإسرائيلي ليلة الأحد شنه غارة جوية على رفح ذلك المساء، لكنه قال إنه استهدف مجمعا لحماس كان يتجمع فيه قياديين.

موقع غارة جوية إسرائيلية في محيط مخيم للنازحين في رفح، 27 مايو، 2024. (Eyad BABA / AFP)

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مساء الأحد إن “الهجوم نُفذ ضد إرهابيين يشكلون هدفا للهجوم، وفقا للقانون الدولي، باستخدام ذخائر دقيقة، واستنادا إلى معلومات استخباراتية تشير إلى استخدام المنطقة من قبل إرهابيي حماس”.

وفي يوم الاثنين، قالت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية أن الحادث كان “خطيرًا للغاية”.

وقالت اللواء يفعات تومر يروشالمي في مؤتمر استضافته نقابة المحامين الإسرائيلية يوم الاثنين “تفاصيل الحادث لا تزال قيد التحقيق، ونحن ملتزمون بإجراءه إلى أقصى حد. الجيش الإسرائيلي يأسف لأي ضرر لحق بغير المقاتلين خلال الحرب”.

وتعتبر عملية رفح إحدى المراحل الأخيرة من الحرب ضد حماس، والتي اندلعت في 7 أكتوبر في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على إسرائيل والذي أسفر عن مثتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة.

وبعد القضاء إلى حد كبير على كتائب حماس في شمال ووسط غزة، سلط الجيش الإسرائيلي أنظاره على المنطقة الجنوبية حيث قال إن أربع كتائب لا تزال هناك. ولكن واجهت إسرائيل ضغوطًا دولية شديدة لعدم شن العملية في رفح نظرًا للجوء معظم النازحين من شمال ووسط القطاع في الجنوب.

وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية أصغر مما كان مخططا له في وقت سابق من هذا الشهر، لكن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم نتيجة التماس قدمته جنوب أفريقيا. وقالت إسرائيل إنها لا تعتبر نفسها ملزمة بالقرار وأنها ستواصل العملية لأنها لا تنوي ارتكاب إبادة جماعية في رفح.

اقرأ المزيد عن