إيلي كوهين: إسرائيل لم تقدم أي تنازلات لـ”الجهاد الإسلامي” سوى وقف إطلاق النار
وزير الخارجية يؤكد على أن القدس لم توافق على تنازلات في إطار الاتفاق لإنهاء القتال في غزة، ويقول إن "مسيرة الأعلام" المثيرة للجدل ستسير عبر الحي الإسلام كما هو مخطط
قال وزير الخارجية إيلي كوهين يوم الأحد إن إسرائيل لم تقدم أي تنازلات لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في إطار الاتفاق لوقف إطلاق النار الذي أنهى الجولة الأخيرة من العنف بعد خمسة أيام من القتال.
في حديث مع إذاعة الجيش قال كوهين “لم نعِد بأي شيء”، مؤكدا ما قاله مسؤول مصري كبير لـ”تايمز أوف إسرائيل” يوم السبت بأن إسرائيل لن توقّع على اتفاق هدنة ينطوي على أي شروط تتجاوز وقف الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار.
ولقد ضغط الجهاد الإسلامي من أجل أن تقوم إسرائيل بالإفراج عن رفات خضر عدنان، الذي توفي في وقت سابق من الشهر بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوما في الأسر الإسرائيلي احتجاجا على اعتقاله. كما طالبت الحركة بأن تلتزم إسرائيل بوقف عمليات الاغتيال لقادتها، وفقا للمسؤول المصري، الذي أضاف أن إسرائيل رفضت إدراج أي من المطلبين في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول المصري يوم السبت إن الإسرائيليين “على استعداد فقط لوقف إطلاق النار إذا فعل الطرف الآخر ذلك. دون أي التزامات”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن نص اتفاق وقف إطلاق النار ينص على أن الجانبين اتفقا على “وقف استهداف المدنيين، ووقف هدم المنازل، ووقف استهداف الأشخاص”، وقالت إن الصياغة كانت مبهمة بما يكفي للسماح لإسرائيل بالإصرار على أنها لم توافق على وقف عمليات الاغتيالات لقيادات الجهاد الإسلامي، بينما يمكن للأخيرة أن تدعي أن القدس فعلت ذلك.
كوهين تحدث الأحد مع صمود يشوبه التوتر لاتفاق الهدنة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي كما يبدو، في أعقاب رشقات صاروخية قصيرة من قطاع غزة في وقت متأخر من الليل رد عليها الجيش الإسرائيلي بغارات جوية بعد بدء سريان الهدنة في الساعة العاشرة ليلا.
وضع وقف إطلاق النار بوساطة مصرية حدا لخمسة أيام من القتال المكثف الذي شهد إطلاق أكثر من 1200 صاروخ على إسرائيل في الوقت الذي رد فيه الجيش الإسرائيلي باستهداف ناشطين في الجهاد الإسلامي ومراكز قيادة ومنصات إطلاق صواريخ وقدرات للحركة في القطاع الفلسطيني.
وأبلغت قيادة الجبهة الداخلية سكان البلدات القريبة من القطاع بالبقاء بالقرب من الملاجئ ليلا وأعلنت أن القيود على التحركات والتجمعات في نطاق 40 كيلومترا من غزة سترفع ظهر يوم الأحد.
وقال كوهين يوم الأحد إن إسرائيل حققت كل ما أرادته في عملية “الدرع والسهم” مضيفا “أوضحنا أن أولئك الذين يحاولون إيذاء إسرائيل سيعاقبون. لقد رأينا في الأيام الأربعة إلى الخمسة الماضية أن إسرائيل تصفي حساباتها مع كل من يهددنا”.
قتلت إسرائيل 18 ناشطا من حركة الجهاد الإسلامي بالإضافة إلى ما لا يقل عن 10 مدنيين فلسطينيين، بحسب ما أفاد مسؤول بالجيش الإسرائيلي يوم السبت. وقدّرت وزارة الصحة التي تديرها حركة “حماس” في غزة عدد القتلى بـ 33، لكن المسؤول في الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن بعض المدنيين في غزة قُتلوا على الأرجح بصواريخ الجهاد الإسلامي التي سقطت داخل القطاع.
وقُتل مدنيان في إسرائيل بصواريخ الجهاد الإسلامي منذ اندلاع القتال يوم الثلاثاء – سيدة إسرائيلية في رحوفوت ورجل فلسطيني من غزة عمل بالقرب من بلدة شوكيدا الإسرائيلية بجنوب البلاد.
كما حرص كوهين على تسليط الضوء على الدعم الذي تلقته إسرائيل من دول من حول العالم في الأسبوع الأخير، مشيرا إلى الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمن المتحدة لمنع بيان مشترك يعرب عن القلق بشأن العنف.
ومع ذلك، شهد الأسبوع الماضي أيضا إعراب العديد من الدول عن قلقها بشأن الخسائر في صفوف المدنيين التي نتجت عن الغارات الجوية الإسرائيلية. وكانت الأردن ومصر وقطر والإمارات من بين الدول التي أصدرت إدانات، رغم أن ردود الفعل الغاضبة كانت محصورة إلى حد كبير في العالم العربي.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستعيد توجيه “مسيرة الأعلام” المقررة يوم الخميس التي ينظمها القوميين المتدينون عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة في القدس والمقررة وسط ضغوط دولية، أكد كوهين على أن المسيرة ستمضي قدما كما هو مخطط لها.
وقال لإذاعة الجيش: “لسنا بحاجة إلى إجراء أي تغييرات. القدس عاصمتنا ونحن فخورون بالسير بالعلم الإسرائيلي، وسيكون هذا هو الحال يوم الخميس”.
يوم الجمعة، قال مسؤول مصري لتايمز أوف إسرائيل يوم الجمعة إن مصر عازمة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل “مسيرة الأعلام”، التي تخشى القاهرة من أن تؤدي إلى تأجيج التوترات وأن تصل بها إلى نقطة اللاعودة.
وقال المسؤول “هذه المسيرة تشكل بالفعل تهديدا للاستقرار، ولكن إذا كان القتال لا يزال مستمرا بحلول ذلك الوقت، فسيكون من الأصعب بكثير التوقف ومن المحتمل أن تركب حماس هذه الموجة وتنضم [للقتال] أيضا”.
تقام ما تُسمى بـ”مسيرة الأعلام” كل عام في “يوم أورشليم” حيث يسير آلاف المشاركين فيها، ومعظمهم من الأرثوذكس، من حديقة “الاستقلال” وصولا إلى الحائط الغربي للاحتفال بذكرى توحيد إسرائيل للقدس بشطريها، الشرقي والغربي، خلال حرب “الأيام الستة” في عام 1967. اكتسبت المسيرة سمعة سيئة على مر السنين، حيث غالبا ما يشوبها خطاب كراهية وأحيانا أعمال عنف من قبل المشاركين اليهود تجاه الفلسطينيين.
في العامين الماضيين، حثت إدارة بايدن إسرائيل على تغيير مسار المسيرة والمرور عبر باب الخليل في البلدة القديمة، بدلا من باب العامود، وبالتالي تجنب الحي الإسلامي، الذي تسكنه غالبية فلسطينية.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي قال مسؤول إسرائيلي كبير لتايمز أوف إسرائيل إنه من غير المرجح أن تقوم الحكومة المتشددة بتغيير مسار المسيرة.