لم شمل أقارب إسرائيليون وسوريون مع زيارة 650 رجل دين درزي إلى إسرائيل في رحلة حج استمرت يومين
بعد حصولهم على الموافقة للمشاركة في الاحتفالات التي تقام في مقام النبي شعيب المقدس، يأمل المشاركون "ألا تنقطع" الروابط بينهم؛ زعيم المجتمع المحلي يشيد بهذا الحدث ”التاريخي“ الذي التقى فيه البعض بأقاربهم لأول مرة

عبر مئات من رجال الدين الدروز الحدود السورية إلى إسرائيل يوم الجمعة في زيارة ليلية للاحتفال بمناسبة دينية في مقام النبي شعيب في الجليل الأسفل، وهي الزيارة الثانية من نوعها منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وعبر حوالي 650 رجل دين درزي الحدود سيرا على الأقدام للاحتفال بعيد النبي شعيب، الذي يُعرف في التوراة باسم يثرون، والذي يستمر أربعة أيام، ويُحتفل به في الفترة من 25 إلى 28 أبريل من كل عام. ومقام النبي شعيب، بالقرب من قرية حطين غرب طبريا، هو أقدس الأماكن في الديانة الدرزية.
وقد وافقت السلطات الإسرائيلية على مشاركة الدروز السوريين، إلا أن أبو يزن، وهو مسؤول من بلدة حضر في هضبة الجولان السورية والذب طلب عدم الكشف عن اسمه بالكامل، قال إن المجموعة طلبت البقاء في إسرائيل لمدة أسبوع، لكن لم يُسمح لها إلا بليلة واحدة.
كما تم إخطار الحكومة السورية بهذه الخطط، لكنها لم تصدر أي رد، وفقا لمصدر إعلامي سوري محلي.
ونظرا لأن الطائفة الدرزية مقسمة بشكل أساسي بين إسرائيل ولبنان وسوريا – حيث تشكل حوالي 3٪ من السكان – فإن هذه الزيارة النادرة إلى الضريح أتاحت للعائلات فرصة نادرة للالتقاء بأقاربهم، وبالنسبة لبعضهم، كانت فرصة للقاء وجها لوجه لأول مرة.
متحدثا لموقع “واينت” الإخباري، قال رئيس مجلس محلي بيت جن نزيه دبور إنه سيلتقي لأول مرة مع أبناء عمومته من السويداء في جنوب سوريا ومن جرمانا في ضواحي دمشق.
وقال ”جاء والدي البالغ من العمر 97 عاما خصيصا لمقابلتهم، ولا يوجد ما هو أكثر إثارة من ذلك“.
מאות אנשי דת דרוזים מסוריה מבקרים היום בישראל לרגל החג נבי שועייב. מבין שש מאות העולים לקבר יתרו, רבים הגיעו מאזור הר הדרוזים בדרום-מערב המדינה ומפרברי דמשק. זאת בשונה מהביקור הראשון במרץ, אז הגיעו בעיקר אנשי דת מאזור הגולן הסורי בקרבת הגבול. גורם שמעורה בפרטים אמר ל"כאן חדשות"… pic.twitter.com/3CQcFTtJ58
— כאן חדשות (@kann_news) April 25, 2025
وقال قريب دبور الذي وصل من سوريا، الشيخ رسلان البابور، لواينت وهو يبكي: ”نأمل أن تستمر العلاقات وألا تنقطع، فهذا أمر مهم بالنسبة لنا“. وأضاف أن نظام الأسد ”عمل جاهدا لفصل“ الدروز عن أقاربهم في إسرائيل، واصفا ذلك بأنه ”أمر قاس للغاية وغير إنساني“.
ووصف الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الزيارة بأنها ”تاريخية“.
وقال بحسب موقع واينت ”إن اللقاءات المؤثرة اليوم تشهد أكثر من أي شيء آخر على الروابط غير القابلة للكسر بين أبناء الطائفة الدرزية في أي مكان. من المستحيل ألا تتأثر بلقاء أشقاء لم يروا بعضهم البعض منذ أكثر من 50 عاما، أو أجداد لم يروا أحفادهم حتى الليلة“.

يتم الاحتفال بهذا العيد السنوي تقليديا بإقامة احتفالات جماهيرية في الموقع وتجمعات لقادة الدروز لمناقشة القضايا الدينية.
جاءت رحلة الحج يوم الجمعة بعد حدث مماثل أصغر حجما الشهر الماضي، حيث سُمح لنحو 60 من رجال الدين الدروز السوريين بزيارة المقام، لكنهم عادوا إلى سوريا في نفس اليوم.
تم تنظيم الحج وسط دعم إسرائيلي صريح للطائفة الدرزية في سوريا في أعقاب الإطاحة بالأسد، على الرغم من أن القدس لا تزال حذرة من القيادة الإسلامية الجديدة في دمشق.
استولت إسرائيل على معظم مرتفعات الجولان الاستراتيجية من سوريا في حرب عام 1967، ثم ضمتها في عام 1981 في خطوة اعترفت بها الولايات المتحدة ولكن لم يعترف بها الجزء الأكبر من المجتمع الدولي.
وعقب الإطاحة بالأسد، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا وأرسلت قوات إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح على الجانب السوري من الحدود. وقالت القدس إن هذه خطوة دفاعية مؤقتة، رغم أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال إن القوات ستبقى هناك ”إلى أجل غير مسمى“.
في أوائل مارس، عقب اشتباكات دامية بين قوات موالية للحكومة ومقاتلين دروز في ضواحي دمشق، تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بألا تسمح إسرائيل للحكام الجدد في سوريا بـ ”إيذاء الدروز“.
وفي الوقت نفسه تقريبا، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل قدمت للمجتمعات الدرزية في سوريا 10 آلاف طرد من المساعدات الإنسانية في بادرة تظهر ”التحالف القوي مع إخواننا وأخواتنا الدروز“.