إسرائيل في حالة حرب - اليوم 570

بحث

“لماذا لستُ في المنزل؟” عائلة عيدان ألكسندر توافق على نشر فيديو لحماس

في مقطع فيديو مؤلم، الجندي الأمريكي-الإسرائيلي المختطف يقول "إننا نفقد الأمل"؛ عمته تقول إن العائلة لا يمكنها الاحتفال بليلة عيد الفصح اليهودي: "ما هي الحرية عندما يكون محتجزا تحت الأرض؟"

الجندي الرهينة عيدان ألكسندر يظهر في مقطع فيديو دعائي نشرته حركة حماس في 12 أبريل، 2025.  (Courtesy)
الجندي الرهينة عيدان ألكسندر يظهر في مقطع فيديو دعائي نشرته حركة حماس في 12 أبريل، 2025. (Courtesy)

وافقت عائلة عيدان ألكسندر يوم الأحد على نشر مقطع فيديو دعائي نشرته حماس قبل يوم واحد، والذي أظهر علامات حياة من الجندي الإسرائيلي الأمريكي المحتجز لدى الحركة منذ اختطافه في 7 أكتوبر 2023.

وقد نشرت حركة حماس مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته ثلاث دقائق يوم السبت. وعلى الرغم من أن المقطع بدون تاريخ، إلا أن ألكسندر ذكر فيه أنه محتجز منذ 551 يوما، مما يشير إلى أنه تم تصويره في الأسبوع الماضي.

وعادة لا تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية مقاطع فيديو أو صور لرهائن في الأسر دون إذن من عائلاتهم.

وفي بيان أملاه عليه خاطفوه في قطاع غزة بشكل شبه مؤكد، يقول ألكسندر الذي بدا نحيفا في الفيديو، إنه سمع أن حماس كانت على استعداد لإطلاق سراحه قبل ثلاثة أسابيع وأن الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ”رفضوا وتركوني هنا“.

وتساءل ألكسندر في الفيديو: “قولوا لي لماذا، لماذا أنا لست في المنزل مع أصدقائي ومع عائلتي؟”

وأضاف: “أيها الرئيس ترامب، كنت أعتقد حقا أنك ستنجح في إخراجي من هنا حيا. لماذا انطلت عليك أكاذيب نتنياهو؟“، صارخا “لماذا ما زلت هنا؟”

ويشيد ألكسندر باحتجاجات المواطنين الإسرائيليين المطالبة بالإفراج عنه، ويسأل قادة إسرائيل: ”لماذا لا توقفون الحرب؟”

وتابع قائلا: ”أريد حقا أن أصدق أن هذا المقطع لن يكون آخر مرة تروني فيها حيا. أريد حقا أن أعود إلى شعب إسرائيل معافى وسليما. أرجوكم استمروا في التظاهر”، مضيفا “استمروا في بذل كل ما في وسعكم… الوقت ينفد. أيها الأصدقاء، الوقت ينفد حقا“.

ويقول: ”كل يوم نسمع القنابل تقترب من رؤوسنا. الأمر صعب حقا. نعتقد حقا أننا سنعود إلى الوطن موتى… إننا نفقد الأمل“.

في الشهر الماضي ادعت حماس أنها مستعدة للإفراج عن ألكسندر مع رفات أربعة رهائن آخرين يحملون الجنسية الأمريكية الإسرائيلية المزدوجة، وهو عرض انتقدته إسرائيل ووصفته بأنه ”تلاعب وحرب نفسية“، وقالت إنها لن توافق على صفقة لا تؤدي إلا إلى إطلاق سراح الأمريكيين.

كان فيديو يوم السبت هو الثاني الذي تنشره حماس لألكسندر، بعد أن نشرت الحركة أيضا مقطع فيديو في نوفمبر حث فيه الجندي المختطف أيضا ترامب على الدفع باتجاه التوصل إلى صفقة.

وُلد ألكسندر في تل أبيب، ونشأ في تينافلي بولاية نيوجيرسي. عاد إلى إسرائيل للالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي بعد تخرجه من المدرسة الثانوية عام 2022.

بعد نشر شريط الفيديو، تحدث نتنياهو مع والدي ألكسندر، ياعيل وعدي، يوم السبت. كما تحدث الزوجان مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال إيال زمير، الذي أكد في محادثته معهما أنه ”في كل عمل يقوم به جيش الدفاع يكون المختطفون أمام أعين قادة جيش الدفاع وجميع جنوده“.

وأصدر ياعيل وعدي ألكسندر بيانا يوم الأحد قالا فيه ”لقد ترك ابننا عيدان كل شيء، أصدقاءه، ودراسته [الجامعية] التي كان من الممكن أن يبدأها، والحياة المريحة التي كان يعيشها في الولايات المتحدة، وتركنا نحن – عائلته المباشرة – لينتقل وحده إلى أرض إسرائيل للالتحاق بالخدمة العسكرية في [لواء غولاني] من أجل الدفاع عن البلد الذي يحبه ويحب سكانه“.

وأضافا أنه في السابع من أكتوبر ”تُرك عيدان وحيدا في قاعدة عسكرية وحاول الدفاع عن سكان غلاف غزة من إرهابيي حماس. والآن دولة إسرائيل تتركه وجميع المختطفين وحده، وحده في الأنفاق، وحده في أيدي العدو“.

وتابعا: ”خمسمائة وخمسة وخمس وخمسون يوما، أي أكثر من عام ونصف، ودولة إسرائيل وقادتها يحتفلون بعيد الفصح، عيد الحرية والخروج من مصر، وابننا ما زال هناك. من غير المعقول ألا تفعل دولتنا كل شيء من أجل إعادة ابننا عيدان، الشاب الذي يتحلى بالأخلاق وحب الوطن والشعب“.

مظاهرات قرب منزل ديرمر

كما وجّها نداء مباشرا إلى نتنياهو وزمير وكبير المفاوضين في ملف الرهائن رون ديرمر: ”أنتم مسؤولون عن أمن عيدان ومسؤوليتكم هي إعادته. لقد فعل عيدان كل شيء من أجل إسرائيل، والآن على إسرائيل أن تفعل كل شيء من أجله”.

متظاهرون يسيرون باتجاه منزل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، رئيس فريق التفاوض الإسرائيلي، في القدس، مطالبين الحكومة بتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، 13 أبريل، 2025. (Yair Palti, Pro-Democracy Protest Movement)

وتجمع المتظاهرون بالقرب من منزل ديرمر يوم الأحد لمناشدته التفاوض على صفقة للإفراج عن الرهائن. وقالت إيريس شفارتس، عمة ألكسندر، في المظاهرة إن العائلة لم تتمكن من الاحتفال بعيد الفصح اليهودي ليلة السبت بسبب الفيديو.

وقالت شفارتس: ”لم يكن هناك احتفال. لم يكن هناك سوى عويله… لقد رأيناه تحت الأرض، خائفا ومصابا ويائسا، لكنه كان حادا وواضحا في رسالته. لقد نادى علينا، على شعبنا، على قادتنا، على الإدارة الأمريكية. لقد ناشدنا: أطلقوا سراحي“.

وأضافت “ما هي الحرية عندما يكون محتجزا تحت الأرض؟ يمكن إعادة عيدان والآخرين إلى الوطن، ولكن حكومتنا لديها اعتبارات أخرى. يدرك الجميع أن بإمكانهم إعادتهم إلى الوطن، لكن كل من يقول ذلك يتم إبعاده وإسكاته”.

وقالت إن العائلة التقت مرة واحدة فقط مع نتنياهو منذ اختطاف عيدان قبل أكثر من 18 شهرا، ولم تتلق ردا على طلبات للقاء ديرمر الذي يُعتبر من كبار المقربين من رئيس الوزراء.

واتهمت عيناف تسانغاوكر، والدة الرهينة ماتان تسانغاوكر، التي انضمت إلى الاحتجاج يوم الأحد، ديرمر بالعمل على إفشال اتفاق وقف إطلاق النار لإطلاق سراح الرهائن.

وقالت “لقد تم تعيينك لرئاسة فريق التفاوض من أجل إعادة جميع الرهائن. لكننا نعلم أيها الوزير ديرمر أن هذه ليست الحقيقة. لقد جئت لإدارة المفاوضات من أجل إفشالها. مهمتك هي إبعاد ابني ماتان عني“.

يوم الجمعة، قال مسؤول على دراية بالمحادثات لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن قطر تشعر بالإحباط من وتيرة المفاوضات الإسرائيلية الجارية بشأن الرهائن تحت قيادة ديرمر، الذي تولى المنصب في فبراير.

خارج منزل الوزير يوم الأحد، أعلنت تسانغاوكر أن الوقت ينفد بالنسبة للرهائن مضيفة أنه ليس لديهم طعام وأنهم يشربون الماء من المرحاض.

وقالت: “قد تكون هذه لحظاتهم الأخيرة؛ تريدون دفن المختطفين تحت الحرب”، وصرخت باتجاه ديرمر: ”عليك أن تستقيل!“ مما أثار ردا مؤيدا من الحشد.

ويبلغ عدد الرهائن المحتجزين في غزة 59 رهينة، من بينهم 58 من أصل 251 اختطفهم مسلحون بقيادة حماس في 7 أكتوبر 2023، ومن ضمنهم جثث 35 شخصا أكدت السلطات الإسرائيلية مقتلهم.

اقرأ المزيد عن