إسرائيل في حالة حرب - اليوم 646

بحث

لليوم الثاني على التوالي، صاروخ إيراني يضرب بئر السبع ويُلحق أضراراً بالمباني ويُصيب 7 أشخاص

لم تُسجل إصابات خطيرة جراء سقوط صاروخ باليستي على المدينة الجنوبية؛ الجيش يقول إنه أسقط أربع طائرات مسيرة إيرانية خلال الليل؛ موجة من الغارات الإسرائيلية تضرب عشرات الأهداف في طهران

قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ باليستي إيراني في بئر السبع، 20 يونيو 2025. (Flash90)
قوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ باليستي إيراني في بئر السبع، 20 يونيو 2025. (Flash90)

ضرب صاروخ باليستي إيراني مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل صباح الجمعة، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح طفيفة وتسبب بأضرار كبيرة للمنازل، في ظل استمرار تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

وقال مستشفى سوروكا في المدينة الجنوبية، الذي تعرض لضربة إيرانية قبل يوم واحد، إنه استقبل سبعة مصابين، جميعهم جروحهم طفيفة.

سقط الصاروخ في شارع بالقرب من عدة بنايات سكنية، محدثاً حفرة كبيرة وأشعل النار في عدة سيارات. وهرعت فرق الإطفاء إلى الموقع لإخماد الحريق.

وأدى الانفجار إلى تدمير شرفات المبنى السكني المجاور وتحطيم نوافذ المباني الأخرى المحيطة، مما تسبب في تطاير شظايا الزجاج وقطع من الحطام.

وأُجلِي سكان المباني المتضررة، وغالبيتهم كانوا يحتمون في الغرف المحصنة، بمساعدة الشرطة ومسعفي نجمة داود الحمراء وجنود البحث والإنقاذ في قيادة الجبهة الداخلية.

وقالت نجمة داود الحمراء إنها عالجت خمسة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة نتيجة قوة الانفجار، أو إصابات رضية، أو استنشاق دخان، إضافة إلى حالات قلق شديد. وتم نقلهم إلى مستشفى سوروكا، إلى جانب آخرين أصيبوا أثناء محاولتهم الوصول إلى الملاجئ.

وقال رئيس بلدية بئر السبع روفيك دانيلوفيتش للصحفيين في المكان: “انضباط السكان ودخولهم الفوري إلى الغرف المحصنة أنقذ الأرواح”.

وأضاف: “هناك أضرار كبيرة، لكن الناس تصرفوا وفق تعليمات قيادة الجبهة الداخلية وأنقذوا أنفسهم. التحدي الآن هو جمع السكان وإيجاد حل لهم. نحن مستعدون لذلك”.

موقع سقوط صاروخ باليستي إيراني في مدينة بئر السبع الجنوبية، 20 يونيو 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن صاروخاً واحداً أطلق من إيران في الهجوم ولم يتم اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الجوي.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف منصات إطلاق صواريخ باليستية أخرى كانت جاهزة للإطلاق في إيران، مما أحبط هجوماً أوسع.

موقع سقوط صاروخ باليستي إيراني في مدينة بئر السبع الجنوبية، 20 يونيو 2025. (Emanuel Fabian/Times of Israel)

وفي وقت سابق من الليل، حوالي الساعة الثالثة صباحاً، قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه اعترض ثلاث طائرات مسيرة إيرانية أطلقت صفارات الإنذار في منطقة البحر الميت.

وقال الجيش إن طائرة مسيرة أخرى تم اعتراضها فوق حيفا بعد منتصف الليل بقليل.

ونشر الجيش لقطات تظهر بعض عمليات الاعتراض.

وقد أطلقت إيران أكثر من 450 صاروخاً باليستياً ونحو ألف طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال الأسبوع الماضي.

وتم اعتراض معظمها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي ترصد النيران الواردة وتسقط الصواريخ المتجهة إلى المناطق المأهولة والبنية التحتية الحيوية.

ويشدد الجيش باستمرار على أن تغطية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتعددة الطبقات ليست محكمة بالكامل، ويحث الإسرائيليين على الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية والدخول إلى الغرف المحصنة والملاجئ عند تلقي إنذارات الصواريخ.

موقع سقوط صاروخ باليستي إيراني في مدينة بئر السبع الجنوبية، 20 يونيو 2025. (Magen David Adom)

استمرار الضربات على طهران

قال الجيش يوم الجمعة إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ موجة من الغارات الجوية ليلًا استهدفت عشرات المنشآت العسكرية الإيرانية وموقعًا للأبحاث النووية.

وأوضح بيان الجيش أن أكثر من 60 مقاتلة شاركت في الغارات، وأسقطت 120 ذخيرة، مضيفًا أن الأهداف شملت “عدة مواقع صناعية لإنتاج الصواريخ” في طهران، والتي شكلت “النواة الصناعية لوزارة الدفاع الإيرانية”.

وجاء في البيان: “من بين الأهداف مواقع صناعية عسكرية لإنتاج مكونات الصواريخ ومنشآت لصناعة المواد الخام المستخدمة في صب محركات الصواريخ”.

وأضاف الجيش أن الغارات أصابت أيضًا “مقر مشروع منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية النووي”، في إشارة إلى موقع تم استهدافه مسبقًا منذ بداية النزاع الحالي مع إيران.

وقال البيان: “تعمل منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية كمركز للأبحاث وتطوير التقنيات المتقدمة والأسلحة لقدرات النظام العسكري الإيراني. وقد أنشئت عام 2011 على يد محسن فخري زاده، مؤسس برنامج الأسلحة النووية الإيراني”.

كما استُهدف موقع آخر كان يُستخدم لصناعة “مكوّن أساسي لبرنامج النظام النووي العسكري”.

وقال الجيش إن سلاح الجو الإسرائيلي ضرب صباح الجمعة ثلاث منصات لإطلاق صواريخ باليستية كانت جاهزة للهجوم على إسرائيل، بالإضافة إلى قائد عسكري إيراني كان يعمل في موقع الإطلاق داخل إيران، ونشر الجيش لقطات مصورة للهجمات.

ووفقًا لمسؤول عسكري، وقعت هذه الضربات قبل فترة وجيزة من الهجوم الصاروخي على بئر السبع، وأحبطت هجومًا أوسع على إسرائيل.

وفي وقت سابق من الليل، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا بالإخلاء للمدنيين الإيرانيين في مجمع سفيد رود الصناعي وقرية كلاش تالشَن في شمال غرب البلاد.

وجاء التحذير استعدادًا لمواصلة الضربات الإسرائيلية ضد البنية التحتية العسكرية الإيرانية في جميع أنحاء البلاد، لكن لم تُسجل ضربات في تلك المنطقة حتى الآن.

ومع انقطاع الإنترنت في إيران عن العالم الخارجي، من غير الواضح كم من الإيرانيين تمكنوا من رؤية التحذير.

وبالإضافة إلى ذلك، قال الجيش يوم الجمعة إن مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي ضربت خلال الأيام الأخيرة عدة بطاريات دفاع جوي إيرانية في أصفهان وطهران، في إطار جهود تعزيز التفوق الجوي الإسرائيلي في إيران.

وأوضح الجيش أن الغارات أصابت قاذفات صواريخ أرض-جو ورادارات كان من شأنها “أن تستهدف الطائرات الإسرائيلية وتمنع عملياتها”.

وأضاف الجيش أن مقاتلات وطائرات مسيرة إسرائيلية “تواصل العمل بحرية فوق إيران، مستهدفة أهدافًا عسكرية للنظام الإيراني في غرب ووسط إيران”، مشددًا على أنه “سيواصل العمل لتوسيع حرية العمل الجوي في الأجواء الإيرانية وتحقيق التفوق الجوي”.

في 13 يونيو، شنت إسرائيل حملة غارات جوية في إيران لتدمير برامج الجمهورية الإسلامية النووية والصاروخية، والتي وصفتها القدس بأنها تهديد وجودي ووشيك. وردت إيران بوابل قاتل من الصواريخ الباليستية استهدفت مراكز سكانية مدنية وأهدافًا عسكرية في إسرائيل.

وتنفي إيران، التي تتعهد بتدمير إسرائيل، سعيها لتطوير أسلحة نووية، لكن مستويات تخصيبها تتجاوز أي غرض مدني، وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها منعت المفتشين من زيارة منشآتها النووية.

وقالت مجموعة حقوقية إيرانية مقرها واشنطن إن ما لا يقل عن 639 شخصا، بينهم 263 مدنيا، قُتلوا في إيران وأكثر من 1300 أُصيبوا بجروح.

وفي إسرائيل، قُتل 24 شخصًا وأُصيب مئات آخرون في الهجمات الصاروخية الباليستية الإيرانية، وتسببت الضربات في أضرار جسيمة في مناطق سكنية عدة.

ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن