إسرائيل في حالة حرب - اليوم 435

بحث

لقطات تظهر عملية إنقاذ الرهائن من أسر حماس في عملية رفح

غالانت يصف المداهمة السرية بأنها "نقطة تحول"، لكنه يقول أنه سيتم إطلاق سراح معظم الأسرى من خلال المحادثات، بينما يشيد المسؤولون بالقوات الخاصة التي أخرجت فرناندو مارمان (61 عاما) ولويس هار (70 عاما)

أظهرت لقطات تم نشرها مساء الاثنين أجزاء من عملية إنقاذ رهينتين إسرائيليتين من مبنى في غزة، رغم تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي من أنه لا ينبغي الاعتماد على مثل هذه العمليات لتحرير الأسرى الـ 134 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

وأظهر مقطع الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي قوات خاصة تتعرض لإطلاق نار في مدينة رفح جنوب غزة، ووحدة الكوماندوز “شايطت 13” التابعة للبحرية ترافق فرناندو مارمان (61 عاما) ولويس هار (70 عاما) إلى مهبط طائرات هليكوبتر مؤقت للهروب من القطاع.

وجاءت عملية الإنقاذ التي تم التخطيط لها منذ فترة طويلة، وهي المرة الثانية فقط التي تنجح فيها إسرائيل في تحرير أسرى بالقوة منذ 7 أكتوبر، بعد أربعة أشهر من الحرب التي شهدت اجتياح القوات لغزة، لكنها فشلت إلى حد كبير في الانتصار على حماس، مع تزايد الضغوط لإنهاء القتال.

وتم اختطاف مارمان وهار من كيبوتس نير يتسحاق صباح يوم 7 أكتوبر، إلى جانب 253 رهينة تم اختطافهم، عندما اقتحم الآلاف من المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص.

ويمكن سماع أحد أفراد القوات الخاصة يقول عبر الراديو في اللقطات التي تم نشرها يوم الاثنين “الماس في أيدينا”.

وجاءت المكالمة في الساعة 1:50 صباحا، بعد دقيقة واحدة تقريبًا من استخدام أعضاء جهاز الأمن العام الشاباك ووحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة متفجرات لاقتحام شقة في الطابق الثاني من مبنى حيث كان الرجلين محتجزين وقتل ثلاثة مسلحين كانوا يحرسونهما.

لويس هار (يسار) وفرناندو مارمان يجتمعان مع أحبائهما، في مركز شيبا الطبي، 12 فبراير، 2024. (IDF)

كما يمكن سماع ضابط يقول عبر الراديو: “الرهائن في أيدينا. هناك إطلاق نار على القوة”.

ونقلت صحيفة “هآرتس” عن قائد من وحدة “يمام” الخاصة قوله أنه تم اخراج الرهينتين من المبنى باستخدام الحبال لتجنب اكتشافهما في الشارع بالخارج.

“هل تشعر على ما يرام؟”

قال إن الرجلان أصيبا بالصدمة في البداية من الانفجارات التي استخدمت لاقتحام الشقة التي كانوا محتجزين فيها، لكنهما “تعافا بسرعة” وحاولا المساعدة في عملية إنقاذهما قدر استطاعتهما.

وتم نقلهما في مركبات مدرعة إلى مهبط مؤقت لطائرات الهليكوبتر في عمق غزة، وثم إلى مروحية عسكرية نقلتهما إلى مركز شيبا الطبي في رمات غان، وأنتهت العملية في غضون ساعة.

وأظهرت لقطات من إحدى ناقلات الجنود المدرعة بعد فترة وجيزة من عملية الإنقاذ، كوماندوز من “شايطت 13” يسألون مارمان وهار عن أحوالهما.

ورد أحدهما “في حالة صدمة”.

“هل تشعر على ما يرام؟” سأل الضابط هار، ورد “ممتاز”.

وقدمت قوات الكوماندوز البحرية الرجلين معاطف قبل أن يتوجهوا إلى مهبط طائرات الهليكوبتر. كما أعطى أحد الجنود هار حذائه، حيث تم انقاذ هار وهو حافي القدمين، ويمكن رؤيته وهو يربط رباط الحذاء للأسير السابق في الفيديو.

كما قدم الجنود زجاجات مياه لهما وسألوهما عما إذا كانوا بحاجة إلى بطانيات للتدفئة، وهو ما رفضاه.

لقطة شاشة من فيديو داخل ناقلة جنود مدرعة يظهر كوماندوز “شايطت 13” يسألون فرناندو مارمان (يسار) ولويس هار (يمين) عن سلامتهما، بعد وقت قصير من إنقاذهما من أسر حماس في قطاع غزة، في 12 فبراير، 2024. (IDF)

وتم التخطيط للعملية قبل أسابيع، مع التخطيط لحالات طوارئ مختلفة، بحسب الجيش. وتم إجراء بعض التعديلات بناءً على الظروف في الميدان أثناء العملية الفعلية.

ووصف وزير الدفاع يوآف غالانت عملية الإنقاذ بأنها “نقطة تحول في الحملة” ضد حركة حماس ووعد بأنه “سيكون هناك المزيد من العمليات” خلال لقاء مع قوات “يمام” التي شاركت في المداهمة.

وزير الدفاع يوآف غالانت يلتقي بجنود من وحدة النخبة في الشرطة “يمام”، 12 فبراير، 2024. (Ariel Hermoni/ Defense Ministry)

وقال غالانت: “حماس ضعيفة، وحماس قابلة للاختراق، ومن الممكن الذهاب إلى أي مكان والقيام بأي شيء”.

لكنه حذر أيضًا من أن إسرائيل ستحتاج إلى التفاوض من أجل إنقاذ معظم الرهائن المتبقين، ومن المرجح أن تكون عمليات الإنقاذ هذه محدودة.

“لا يزال لدينا رهائن وعلينا الوصول إليهم. لن نتوصل إلى معظمهم بهذه الطريقة، [ولكن] آمل، من خلال عمليات الاتفاق. ولكن كم مرة ستكون هناك حاجة [لعملية إنقاذ]، وتحت أي ظروف – من يدري؟” أضاف.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلتقيان بالقوات التي شاركت في عملية إنقاذ الرهائن في غزة في 12 فبراير، 2024. (Kobi Gideon/GPO)

ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال ظهوره مع جنود “يمام” المداهمة بأنها “إحدى عمليات الإنقاذ الأنجح في تاريخ دولة إسرائيل”.

وقال نتنياهو للقوات، بحسب بيان صادر عن مكتبه “لقد قضيتم على الخاطفين، على الإرهابيين، ثم عدتم إلى البلاد سالمين – إنها عملية مثالية، وكان هذا أداء مثاليا”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات الجوية نفذت غارات جوية واسعة النطاق في رفح ضد مسلحي حماس لتوفير غطاء للقوات الخاصة خلال عملية الإنقاذ.

وزعمت السلطات الصحية التابعة لحركة حماس في غزة أن 67 شخصا قتلوا في القصف الإسرائيلي على رفح، المكتظة بالفلسطينيين الذين نزحوا من أجزاء أخرى من القطاع ويخشون الآن من عملية وشيكة في المدينة الواقعة جنوب غزة، والتي يقول مسؤولون أجانب إنها قد تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.

ويتكدس الآن أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في رفح، حيث يعيش مئات الآلاف في مخيمات مترامية الأطراف وفي ملاجئ مكتظة تابعة للأمم المتحدة.

وقال محمد زغرب، وهو فلسطيني يعيش في رفح، إنه رأى مركبة جيب سوداء تنطلق مسرعة عبر البلدة، تلتها اشتباكات وغارات جوية مكثفة.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية التي ورد أن رهينتين إسرائيليتين احتُجزا فيها قبل أن يتم إنقاذهما خلال عملية نفذتها قوات الأمن الإسرائيلية في رفح، جنوب قطاع غزة، 12 فبراير، 2024. (AP Photo/Fatima Shbair)

وقال لوكالة أسوشيتد برس “وجدنا أنفسنا نركض مع أطفالنا، هربا من الغارات الجوية، في كل اتجاه”.

الولايات المتحدة “مسرورة” بعملية الإنقاذ وتشعر بالقلق من سقوط ضحايا من المدنيين

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الإثنين إن الولايات المتحدة “مسرورة” بعلمها بأمر عملية الإنقاذ، في حين أشار إلى التقارير عن مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي خلال العملية.

وقال كيربي “لا أستطيع تأكيد هذه التقارير، ولكن كما قلنا مرات عديدة، فإن العدد الصحيح للضحايا المدنيين هو صفر”.

وقال نتنياهو إن إرسال القوات البرية إلى رفح ضروري لتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية. وقال البيت الأبيض يوم الأحد إن الرئيس جو بايدن حذر نتنياهو من أنه لا ينبغي لإسرائيل القيام بعملية عسكرية هناك دون خطة “موثوقة وقابلة للتطبيق” لحماية المدنيين.

وكانت تصريحات بايدن التي أدلى بها في مكالمة هاتفية مع نتنياهو أشد لهجة يستخدمها حتى الآن في حديثه عن العملية المحتملة.

أشخاص يقفون حول الحفر الناجمة عن القصف الإسرائيلي في رفح بجنوب قطاع غزة، 12 فبراير 2024 (SAID KHATIB / AFP)

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن جزء كبير من المكالمة دار حول احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال المسؤول إنه بعد أسابيع من الدبلوماسية، أصبح “الإطار” جاهزا الآن “إلى حد كبير” للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يشهد إطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف القتال.

واعترف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المفاوضات، بوجود “فجوات” لكنه رفض تقديم تفاصيل. وقال المسؤول إن الضغط العسكري على حماس في مدينة خان يونس الجنوبية في الأسابيع الأخيرة ساعد في دفع الحركة نحو قبول الصفقة.

وقال كيربي إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيواصل العمل لتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

ويعتقد أن 134 من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك.

وأنقذت القوات ثلاثة رهائن – بما في ذلك مارمان وهار – أحياء، وتم استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 29 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستندا على معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.

وتحتجز حماس أيضا رفات جنديي الجيش الإسرائيلي أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015.

ساهمت وكالات في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن