إسرائيل تبدأ بالسماح لعشرات الآلاف من سكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع
عشرات الآلاف يتوجهون نحو بلداتهم حاملين أمتعتهم، بينما يبدأ مراقبون أمريكيون من شركة أمنية خاصة الانتشار في محور نتساريم لتفتيش المركبات
بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين التحرك على طول الطريق الرئيسي المؤدي إلى شمال قطاع غزة صباح الاثنين بعد أن فتحت إسرائيل حواجز الطرق، بعد أن وافقت الحركة على إطلاق سراح ستة رهائن على دفعتين هذا الأسبوع، بما في ذلك المرأة المدنية أربيل يهود والجندية أغام بيرغر.
ابتداء من الساعة السابعة صباحا، سُمح للفلسطينيين بالعبور سيرًا على الأقدام دون تفتيش عبر جزء من ما يسمى بمحور نتساريم، وهي منطقة عسكرية تقسم القطاع إلى نصفين وتقع جنوب مدينة غزة مباشرة والتي احتلتها إسرائيل في وقت مبكر من الحرب.
وتدفق الناس نحو الشمال سيرا على الأقدام على طريق يمتد بمحاذاة البحر المتوسط، وبعضهم يحمل الأطفال الرضع أو حزم الأمتعة على الأكتاف.
ووسط الحشود سار أطفال يرتدون سترات للتدفئة ويحملون الحقائب على ظهورهم بينما كان رجال يدفعون كبار السن أمامهم على الكراسي المتحركة.
واضطر الكثير من الفلسطينيين إلى النزوح عدة مرات مع تحديد إسرائيل أماكن في غزة كمناطق إنسانية ثم إخلائها قبل تنفيذ عمليات جوية وبرية هناك. وأصبح معظم قطاع غزة ركاما الآن.
وقال أسامة (50 عاما)، وهو موظف حكومي وأب لخمسة أطفال، عندما وصل إلى مدينة غزة “قلبي بيدق لأني كنت بأتخيل إني ولا ممكن أرجع تاني”.
وذكرت قناة 13 الإخبارية أن الجيش الإسرائيلي بدأ تسليم مراقبين أمريكيين مهمة مراقبة الحواجز على محور نتساريم لمنع حركة مقاتلي الفصائل والأسلحة شمالاً. ووفقاً للتقارير وشروط الصفقة، فسيتولى أفراداً أمريكيين مسلحين من شركة أمنية خاصة مسؤولية تفتيش المركبات المتجهة شمالاً على الطريق الرئيسي.
צהל מתחיל להכניס את פקחי החברה האמריקנית לציר נצרים למה שאמור להיות פיקוח על מניעת עלייה צפונה של מחבלים ונשק pic.twitter.com/faJX7Rmydr
— Or Heller אור הלר (@OrHeller) January 27, 2025
وفي هذا الوقت، نشرت حماس مقاتلين مسلحين في بعض المناطق لتوجيه الحشود، وأعلنت أن ذلك يمثل إنجازا استراتيجيا و”انتصارا” على إسرائيل.
وبحسب التقارير الفلسطينية، من المتوقع أن يعود نحو 650 ألف شخص إلى منازلهم في شمال غزة.
أدى الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأحد بشأن إطلاق سراح الرهائن هذا الأسبوع وعودة سكان غزة إلى الشمال إلى حل عقبة كانت قد زعزعت وقف إطلاق النار المعقد بين إسرائيل وحماس والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.

طوال خمسة عشر شهراً من القتال، بقت إسرائيل حذرة من عودة سكان غزة من الجنوب إلى الشمال خوفاً من أن تستغل حماس هذه الفرصة لإعادة نشر مقاتليها.
وحذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين العائدين من الاقتراب من مواقع القوات الإسرائيلية التي لا تزال في المنطقة، فيما غرد المتحدث باسم الجيش باللغة العربية بتوجيهات للمدنيين في غزة.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سلسلة من التحذيرات لسكان غزة، بما في ذلك عدم نقل مقاتلين أو أسلحة إلى شمال غزة؛ عدم الاقتراب من مواقع وقوات الجيش الإسرائيلي في غزة أو الأراضي الإسرائيلية؛ عدم الاقتراب من معبر رفح ومنطقة محور فيلادلفيا في جنوب غزة؛ وعدم السباحة أو الغوص أو الصيد في البحر الأبيض المتوسط في الأيام المقبلة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية صباح الاثنين أن الجيش الإسرائيلي بدأ الانسحاب من جزء من محور نتساريم وسط قطاع غزة، تمهيدا لإعادة فتح المنطقة أمام النازحين الفلسطينيين.
وأعلن مدير عام الاعلام الحكومي لحماس إسماعيل الثوابتة أنه “خلال الأربع ساعات الأولى وصل أكثر من 300 الف نازح” عبر محور نتساريم الغربي على شارع الرشيد “إلى محافظتي غزة وشمال القطاع”.

وقد شهدت الهدنة تدفق كميات كبيرة من الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من المساعدات إلى قطاع غزة المدمر، لكن الأمم المتحدة تقول إن “الوضع الإنساني لا يزال خطيرا”.
وبموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المقرر في البداية أن يعود سكان شمال غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن إسرائيل قالت إن حماس انتهكت الاتفاق بفشلها في إطلاق سراح الرهينة المدنية يهود وأبقت الحواجز مغلقة.
وفي وقت متأخر من مساء الأحد، قال وسطاء قطريون إن حماس وافقت على إطلاق سراح يهود ورهينتين أخريتين – إحداهما بيرغر – قبل يوم الجمعة وأن إسرائيل ستسمح في المقابل للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة اعتبارًا من صباح الاثنين. ومن المقرر إطلاق سراح ثلاثة رجال يوم السبت.
وقالت القدس أيضا إن حماس أرسلت أخيرا قائمة تفصل حالة الرهائن المتبقين المقرر إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار والتي تستمر 42 يوما وبدأت في 19 يناير. وكانت إسرائيل تعتبر فشل حماس في إرسال هذه القائمة بحلول يوم السبت وفشلها في إطلاق سراح يهود قبل إطلاق سراح أربع جنديات إسرائيليات انتهاكا لاتفاق الهدنة.
ورأت حركة حماس في بيان أن عودة النازحين شكّلت “انتصارا لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال ومخططات التهجير”، فيما اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أنها “ردّ على كلّ الحالمين بتهجير شعبنا”.

وجاءت هذه التعليقات بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة “تطهير” غزة ونقل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر أثناء إعادة إعمار القطاع وإعادة تأهيله، وهو ما قوبل برفض من مصر والأردن، إلى جانب إدانة من الزعماء الإقليميين.
اندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023 في أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.