إسرائيل في حالة حرب - اليوم 534

بحث

“لقد قاتلنا من أجل السلام، وتعرضنا للهجوم من قبل الذين ساعدناهم”: يوخيفيد ليفشيتس تودع زوجها عوديد

العائلة والأصدقاء والجيران والرفاق يشاركون في مراسم دفن عوديد ليفشيتس (83 عاما) الذي قُتل في الأسر في غزة وأُعيد إلى منزله لدفنه في كيبوتس نير عوز الذي ساعد في إنشائه

الرهينة السابقة يوخيفيد ليفشيتس (على يمين الصورة) وابنها أرنون، في جنازة زوجها ووالده، الرهينة المقتول عوديد ليفشيتس، في كيبوتس نير عوز في 25 فبراير، 2025. Paulina Patimer/The Hostages Families) Forum Headquarters);  في الصورة الصغرى: عوديد ليفشيتس (Amiram Oren)
الرهينة السابقة يوخيفيد ليفشيتس (على يمين الصورة) وابنها أرنون، في جنازة زوجها ووالده، الرهينة المقتول عوديد ليفشيتس، في كيبوتس نير عوز في 25 فبراير، 2025. Paulina Patimer/The Hostages Families) Forum Headquarters); في الصورة الصغرى: عوديد ليفشيتس (Amiram Oren)

ودع أفراد العائلة والأصدقاء ورئيس الدولة يوم الثلاثاء عوديد ليفشيتس، ناشط السلام البالغ من العمر 83 عاما والذي تم اختطافه واحتجازه كرهينة في 7 أكتوبر 2023 من كيبوتس نير عوز وقتله في الأسر، حيث أعربت زوجته عن أسفها لأنه قُتل على يد أولئك الذين سعى لمساعدتهم.

ووري جثمان ليفشيتس الثرى بعد أيام من إعادته من غزة في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار. ودُفن في نير عوز، وهو كيبوتس ساعد في تأسيسه قبل 70 عاما، والذي دُمر تماما في الهجوم الذي قادته حركة حماس حيث قُتل أو اختُطف 117 من سكانه البالغ عددهم 400 نسمة.

واصطف الآلاف من الإسرائيليين على طول طريق موكب الجنازة إلى الكيبوتس.

وقد قُتل ليفشيتس، الذي أصيب برصاصة في يده قبل أن يختطفه مسلحو حماس مع زوجته يوخيفيد من غرفة آمنة في الكيبوتس في السابع من أكتوبر، في الأسر على يد حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بعد وقت قصير من أسره، وفقا للجيش الإسرائيلي.

ووصفه الجميع بأنه رجل يحب العزف على البيانو، والعناية بحديقة الصبار الخاصة به والسفر مع يوخيفيد أو “يوخكي”، زوجته منذ 63 عاما، غالبا برفقة أحفادهما.

وقالت يوخيفيد ليفشيتس (86 عاما)، التي تم إطلاق سراحها من الأسر بعد أسبوعين من اختطافها بشكل منفصل عن زوجها، إن اختطافهما ومقتل زوجها في الأسر شكل صدمة عميقة لها.

خلال جنازة زوجها، قالت ليفشيتس “لقد هزني اختطافنا ووفاتك إلى الصميم. لقد ناضلنا طوال سنوات من أجل العدالة الاجتماعية والسلام. وللأسف، تعرضنا لضربة مروعة من قبل أولئك الذين ساعدناهم على الجانب الآخر. أقف هنا مذهولة لرؤية عدد القبور والدمار الرهيب الذي لحق بمجتمعنا الذي تم التخلي عنه تماما في السابع من أكتوبر”.

الرهينة السابقة يوخيفيد ليفشيتس (على يمين الصورة) مع ابنتها شارون ليفشيتز، في جنازة زوجها، الرهينة المقتول عوديد ليفشيتس، في كيبوتس نير عوز، 25 فبراير، 2025. (Screenshot)

وأشارت ليفشيتس إلى أن أعضاء من الكيبوتس ما زالوا مقيدين تحت الأرض منذ أكثر من 500 يوم، وأصرت على أن تقوم الحكومة بالعمل من أجل إطلاق سراحهم جميعا.

وتابعت قائلة: “لن أستسلم… سأستمر في المشاركة في هذا النضال حتى عودة آخر [الرهائن] إلى الوطن”.

وكرر متحدثون آخرون رسالتها، من ضمنهم رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ.

وطلب هرتسوغ من ليفشيتس المغفرة لأن الدولة لم تحميه وعائلته وكيبوتسه، وأنه كان عليه “مواجهة هؤلاء الوحوش بمفرده – المغفرة لأننا لم نتمكن من إنقاذك وإعادتك وكل أصدقائك إلى الوطن من براثن القتلة، أحياء وبسلام”.

ودعا الرئيس إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، “السمة المميزة لدولة تعمل بشكل صحيح” – للتحقيق بشكل مهني في كل ما أدى إلى كارثة 7 أكتوبر.

وقال هرتسوغ في انتقاد ضمني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يرفض تشكيل مثل هذه اللجنة، “هذه [اللجنة] علامة فارقة حاسمة على طريق الشفاء وإعادة البناء وتعزيز أمتنا بعد هذه المأساة الرهيبة”.

كما استخدم هرتسوغ هذه اللحظة لإحياء ذكرى عائلة بيباس – شيري بيباس وطفليها، أريئل وكفير – الذين قُتلوا في الأسر في نوفمبر 2023. أعيدت جثامينهم إلى إسرائيل الأسبوع الماضي حيث ستوارى الثرى في نير عوز يوم الأربعاء. وتقرر إقامة الجنازة في مراسم عائلية مغلقة، ولكن طُلب من الجمهور الوقوف على طول طريق موكب الجنازة حيث تم بث كلمات التأبين مباشرة.

الرئيس يتسحاق هرتسوغ يتحدث في جنازة الرهينة المقتول عوديد ليفشيتس في كيبوتس نير عوز، 25 فبراير، 2025. (Haim Zach/GPO)

وقال هرتسوغ: “لا يمكن تخيل أن هذه الأرض ستستقبل اليوم وغدا عوديد، إلى جانب شيري وكفير وأريئل بيباس، فلتكن ذكراهم مباركة”، وقدم تعازيه للرهينة المفرج عنه ياردن بيباس، زوج شيري ووالد أريئل وكفير، اللذين كانا يبلغان من العمر 4 و10 أشهر على التوالي عندما قُتلا.

واعتذر نجل ليفشيتس، يزهار ليفشيتس، باكيا من والده لعدم وجوده للمساعدة في إنقاذ والده أثناء الهجوم الوحشي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر. وذكر أسماء جميع أصدقاء والده الذين تم اختطافهم وقتلهم في الأسر.

وقال يزهار: “أبي، أنت مثل موسى. كنت قائدا حقيقيا. نحن نعيش في واقع معقد ويجب علينا جميعا أن نقرر ما يجب القيام به، ولا يمكنك أن تخبرنا بما يجب أن نفعله في وطننا، في أرضنا”.

وقال دانييل ليفشيتس، أحد أحفاد عوديد ليفشيتس الأكبر سنا، والذي كان مطلعا على النضال المستمر من أجل إطلاق سراح الرهائن، إنه شارك في النضال من أجل الرهائن بكل ما تعلمه من جده.

الناس يقدمون احترامهم قبل مراسم جنازة الرهينة الإسرائيلي المقتول عوديد ليفشيتس، في ريشون لتسيون، 25 فبراير، 2025. (Miriam Alster/Flash90)

وقال دانييل “لقد قاتلت بكول قوتي، كنت أركض في ملعب كرة قدم جديد وكنت هناك لتظهر لي الطريق”، مضيفا “لقد تعلمت منك عن الشرق الأوسط، وكيف أن العالم صغير جدا في الواقع، لقد علمتني أن الناس طيبون”.

وتحدث أحفاد ليفشيتس عن حبه لإسرائيل، وكيف كان يتحدث إليهم خلال فترات معقدة في الحياة الإسرائيلية.

وتذكر كيف أن عوديد حمل أحفاده على كتفيه، وحول القمامة إلى إبداعات معاد تدويرها، وأظهر لهم كيفية إزالة الأعشاب الضارة من حديقة الصبار الخاصة به، وكان يؤمن بتناول العديد من حلوى الآيس كريم يوميا.

وكان عوديد ليفشيتس يعزف على البيانو لأحفاده، وينام على الأريكة لكي يستيقظ على صوت شخيره، وكان يعلمهم حب إسرائيل والنضال من أجل معتقداتهم السياسية.

عوديد ويوخيفيد ليفشيتس، قبل 7 أكتوبر 2023 (Courtesy)

وقالت يوخيفيد في رثائها “لقد ربينا أطفالا، وسافرنا في العالم، واصطحبنا أحفادنا لتجربة كل ما نحبه معنا”.

وُلد عوديد عام 1940 في حيفا لوالدين قدما إلى إسرائيل في ثلاثينيات القرن العشرين من ألمانيا وبولندا. كان ليفشيتس ينتمي إلى حركة الشباب “هاشومير هتسعير” منذ صغره وانضم إلى مجموعة لتأسيس كيبوتس نير عوز خلال خدمته في وحدة المظليين أثناء خدمته العسكرية.

السفراء يلقون كلمات

وتحدث السفير الألماني في إسرائيل ستيفن شايبرت والسفير البريطاني سيمون والترز والسفير البولندي ماتشي هونيا بإيجاز في الجنازة.

وقال شايبرت، متحدثا باللغة العبرية، ومشيرا إلى أن ليفشيتس كان مواطنا ألمانيا، إن ليفشيتس كان شخصا اهتم بالآخرين. “لقد قتلت حماس هذا الرجل الذي كان يهوديا – ولم ترَ كل الخير الذي فعله”.

وأضاف “حياته هي الرسالة بالنسبة لي، وهي أقوى من الإرهاب: أن تحب الناس من حولك، وأن تعزف على البيانو وتزرع الصبار، وأن تساعد الآخرين وأن تشارك في عمل السلام”.

كما ردد والترز كلمات شايبرت، متحدثا هو أيضا باللغة العبرية. وقال السفير: “كنا نأمل أن يعود. إنها مأساة مروعة لرجل السلام هذا الذي آمن بالتعايش – ليس بسذاجة، ولكن حبا لإسرائيل”.

وقال أرنون ليفشيتش إن والده كان يعرف دائما كيفية مساعدة الآخرين، وكان مرتبطا ارتباطا عميقا بالكيبوتس، حيث شغل كل أنواع الوظائف من قن الدجاج إلى الإدارة.

وأضاف أرنون “لقد أحببت جارك كما تحب نفسك، وكنت تبحث دائما عن مجتمع أكثر مساواة، وكنت تعرف دائما كيف تساعد الآخرين وتقوم بالعمل من أجلهم، وتطرح رأيك الخاص بك”.

وشارك صديقه القديم شلومو مارغليت، من نير عوز أيضا، أنه يعرف ليفشيتس من أيام المدرسة الابتدائية في حيفا.

وتحدث عن تفاصيل حياة ليفشيتس، مسلطا الضوء على الخدمة الاحتياطية في الجيش التي استمرت لعقود من الزمان وشملت القتال في حرب الأيام الستة، وحرب الاستنزاف، وحرب يوم الغفران وحرب لبنان.

حصل ليفشيتس على شهادته الجامعية من جامعة تل أبيب وأصبح صحفيا وكاتبا يساريا ومفكرا ناقدا قاد النضال من أجل بقاء البدو على أراضيهم. كما تطوع لنقل سكان غزة إلى المستشفيات الإسرائيلية لتلقي الرعاية الطبية في سنواته الأخيرة.

نعش الرهينة المقتول عوديد ليفشيتس يصل إلى مدخل كيبوتس نير عوز، 25 فبراير، 2025. (Yonatan Sindel/Flash90)

وأشار مرغليت إلى أنهم كانوا مجموعة من أربعة شبان قدموا من حيفا لبناء نير عوز، ومن بينهم عميرام كوبر وأرييه زالمانوفيتش، والآن هو الوحيد المتبقي.

واستشهدت ابنة عوديد ليفشيتس، شارون ليفشيتس، بكتابات والدها وأقواله حول استيعاب قيم والدته المربية الشجاعة، حتى لو كان ذلك يعني الاختلاف مع القادة، مثل دافيد بن غوريون.

وقالت إن والدها كان يشارك دائما في الجهود المبذولة من أجل السلام ودفع ثمنا شخصيا لبعض أفعاله، بما في ذلك الاجتماع مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية.

وقرأت ليفشيتس من كتابات والدها “’لم أشعر بالندم للحظة واحدة؛ بل أشعر بالرضا والفخر. لقد طمحت إلى السير على خطى أنبياء الأخلاق والعدالة الاجتماعية المستنير”.

وأشارت ليفشيتس إلى أنها تقف على بعد بضعة أمتار من منزل والديها المتواضع وحديقة الصبار، مؤسستهما الشخصية التي دُمرت في السابع من أكتوبر.

حديقة الصبار أمام منزل عوديد ويوخيفيد ليفشيتس في كيبوتس نير عوز، يناير 2025. (Photo by Tal Schneider)

وقالت “نحني رؤوسنا اعتذارا، وكثيرون غيرنا يفعلون ذلك”، مع أمنية أخيرة لذكريات السلام والحب.

دُفن ليفشيتس في نعش ملفوف بعلم إسرائيل وباقة من الزهور الصفراء البرية، وقبره في نير عوز مغطى بأكاليل وباقات الزهور.

وقال نجله أرنون ليفشيتس “أبي، أنت هنا الآن، أنت الآن في البيت”.

اقرأ المزيد عن