مقاطعة نتنياهو خلال مراسم إحياء يوم الذكرى في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل
وفي المقابر العسكرية في جميع أنحاء البلاد، ركزت المراسم الكئيبة على الخسائر الفادحة التي وقعت في 7 أكتوبر؛ غالانت يقول إن الحرب ضد حماس سوف تصيغ مستقبل إسرائيل "لعقود قادمة"
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مراسم يوم الذكرى في المقبرة العسكرية في جبل هرتسل بالقدس يوم الإثنين، والتي بدأت بعد سماع صفارة الإنذار لمدة دقيقتين في الساعة 11 صباحا، إن أفضل قيّم إسرائيل تنعكس في أولئك الذين سقطوا دفاعا عن البلاد، ومن أجل هذه القيّم تواصل إسرائيل القتال ضد حماس.
وقال نتنياهو في قاعة الذكرى مع تركيز اهتمامه على هجوم حماس في 7 أكتوبر: “في بداية الحرب الحالية، التي بدأت بالمذبحة الرهيبة، سمعنا عن عدد لا يحصى من أعمال التضحية، وقصص البطولة وعروض الالتزام المتبادل التي ستبقى في الذاكرة لأجيال عديدة”.
وأضاف في خطاب قاطعه محتجون: “إن أحبائنا الذين سقطوا في المعركة يمثلون قيمنا الأبدية. حب الإنسان والأمة، حب الوطن، الاستعداد للتضحية والإيمان بعدالة الطريق”.
“هذه الحرب تدور حول هذا الأمر بالضبط. إما نحن – إسرائيل، أو هم – وحوش حماس. إما الوجود والحرية والأمن والرخاء، أو التعذيب والمجازر والاغتصاب والعبودية”.
وتعهد نتنياهو أمام حشد كبير من الوزراء الكبار وكبار الحاخامات ورئيس أركان الجيش ودبلوماسيون والعائلات الثكلى “نحن مصممون على الانتصار في هذا الصراع. سنحقق أهداف النصر، وفي المقام الأول إعادة جميع الرهائن لدينا إلى الوطن”.
وقال للحشد: “الألم في كل مكان، لكن النور كذلك. إن شعلة وجودنا التي تنشر نورا عظيما لا يمكن أن تنطفئ. إننا متماسكون، كما يقف جنودنا وقادتنا معا في هذه المعركة المصيرية. لأنه فقط معا يمكننا الانتصار”.
בזמן נאום נתניהו בטקס האזכרה הממלכתי לזכר נפגעי פעולות האיבה, אדם הניף דגל ישראל עליו כתוב "7.10"@YoavYoavkrak pic.twitter.com/4wIq4NWZCd
— כאן חדשות (@kann_news) May 13, 2024
خلال خطاب نتنياهو، تم تصوير رجل يقف في الممر ويحمل العلم الإسرائيلي الذي كُتب عليه الرقم 7.10 باللون الأحمر، في إشارة كما يبدو إلى رفض نتنياهو تحمل المسؤولية عن دوره في الإخفاقات المحيطة بـ 7 أكتوبر.
تمت مقاطعة رئيس الوزراء أيضا في نهاية خطابه بهتافات “لقد أخذت أولادي” من قبل العديد من الحاضرين، الذين ورد أنهم عائلات ثكلى.
دوريس ليبر، التي تحدثت في الحفل نيابة عن عائلات القتلى والتي تحتجز حماس جثمان ابنها غاي إيلوز، خاطبت نتنياهو قائلة إنها ليس لديها حتى قبر لتحزن عليه، و وفيما يتعلق بجميع الرهائن، توسلت إليه باكية “أعيدوهم إلى الوطن”.
كما تم تداول مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر كما يزعم حشدا كبيرا يغادر جبل هرتسل عندما بدأ نتنياهو في إلقاء خطابه، في احتجاج صامت ضده.
משפחות רבות נוטשות את הטקס בהר הרצל במהלך נאומו של ראש הממשלה נתניהו pic.twitter.com/QuPZ0KPiM7
— מיכאל האוזר טוב (@HauserTov) May 13, 2024
وفي حديثه أيضا في الحدث، قال رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ إن إسرائيل ستكون قادرة على التعافي من 7 أكتوبر فقط بعد إطلاق سراح الرهائن الذين تم اختطافهم في ذلك اليوم من الأسر.
وقال: “إن هذا التعافي، الضروري لنا جميعا – كأمة وكدولة – لا يتعلق فقط بالتطلع إلى المستقبل ولكن أيضا بإصلاح الحاضر. وحاضرنا لن يكون كاملا، وجرحنا لن يلتئم، حتى يعود جميع الرهائن – إخوتنا وأخواتنا الأحباء، الذين هم في محنة وأسر”.
وتابع أن يوم 7 أكتوبر كان “أبشع هجوم إرهابي” في تاريخ دولة إسرائيل، حيث “تم أخذ عائلات بأكملها منا بقسوة”. وأضاف أن “هجوم 7 أكتوبر كان اعتداء على حقوقنا وسيادتنا في وطننا، في دولتنا الوحيدة – إسرائيل”.
ברוח תפילת "ונתנה תוקף" שנאמרה ימים ספורים לפני אותו אסון נורא בשמחת תורה, אנחנו מעלים את זכר הנופלים האהובים שנרצחו ונטבחו:
מי בפתח ביתו, ומי בממ"ד, מי בחממה ומי ברחובה של עיר, מי בתחנת האוטובוס ומי בתחנת המשטרה, מי במכונית ומי במיגונית, מי בשבילי הקיבוץ, ומי במסיבה, מי במרכז… pic.twitter.com/JCFiOwjc3Z— יצחק הרצוג Isaac Herzog (@Isaac_Herzog) May 13, 2024
وفي كلمته أمام عائلات القتلى، قال هرتسوغ: “لا يمكن لأحد أن يفهم حقا حجم الفراغ الذي فتح في حياتكم. دورنا، دور شعب إسرائيل بأكمله، هو دعمكم”.
يوم الذكرى هذا العام كئيب إلى حد استثنائي، لأنه الأول بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر في جنوب إسرائيل، ويأتي بعد عام شهد أكبر عدد من القتلى في الحرب أو الهجمات منذ خمسة عقود من الزمن.
ومنذ يوم الذكرى العام الماضي، قُتل 1600 جندي ومدني في القتال أو في أعمال عدائية، وفقا للأرقام الصادرة عن السلطات. وفقا لوزارة الدفاع، قُتل 766 جنديا أثناء خدمتهم في الجيش خلال العام الماضي، وتوفي 61 آخرين من المحاربين القدامى المعاقين بسبب مضاعفات الإصابات التي لحقت بهم أثناء خدمتهم في السنوات السابقة.
وبحسب مؤسسة التأمين الوطني، فقد أضيف أيضا 834 اسما إلى قائمة قتلى الهجمات من المدنيين الذين لقوا حتفهم في هجمات خلال العام الماضي، غالبيتهم العظمى خلال هجوم 7 أكتوبر.
وفي وقت سابق، ألقى وزير الدفاع يوآف غالانت كلمة في مراسم الذكرى الأولى التي تم إحياؤها في هذا اليوم، والتي أقيمت أيضا في قاعة الذكرى في جبل هرتسل. ومثل نتنياهو، ركز غالانت في تصريحاته على هجوم 7 أكتوبر والحرب المستمرة في غزة، والتي قال أنه سيكون لها تأثير على المجتمع الإسرائيلي لعقود قادمة.
وقال غالانت: “خمسة وعشرون ألفا وأربعون اسما – هذا هو الثمن الباهظ الذي لا يطاق والذي كان علينا دفعه بالدم لتأمين حياة شعب إسرائيل في أرضه”، في إشارة إلى العدد الإجمالي لأولئك الذين قُتلوا في خدمة إسرائيل – وقبل إنشائها، للجالية اليهودية في المنطقة – منذ عام 1860.
وأضاف: “كل اسم هنا في قاعة الذكرى، بين صفوف الطوب الصامتة، يصرخ من الآمال والأحلام المحطمة، والحب والصداقات التي انقطعت، والألم الذي لا نهاية له – لأولئك الذين كانوا ولم يعودوا موجودين”.
“هذا العام، تمت إضافة الكثير من الطوب إلى جدار الذكرى”، مشيدا ببطولة وشجاعة 716 جنديا وعنصرا من قوات الأمن الذين لقوا حتفهم وسط الحرب المستمرة.
وأضاف أن الروح القتالية والشجاعة التي تحلى بها الجنود الإسرائيليون هي التي منعت حماس في النهاية من إزهاق المزيد من الأرواح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقال غالانت: “في قطاع غزة، على الحدود الشمالية، في الضفة الغربية وفي أماكن أبعد – يقاتل الجيش الإسرائيلي حتى الآن، في الحرب الأكثر عدالة التي عرفتها دولة إسرائيل على الإطلاق. هذه حرب بلا خيار، حرب ستصيغ حياتنا لعقود قادمة”.
“هذه حرب ستستمر حتى نعيد رهائننا، ونفكك حكم حماس وقدراتها العسكرية، ونعيد الرخاء والإبداع لدولة إسرائيل والبسمة على وجوه مواطنيها”.
وبعد تعليقات غالانت، تمت قراءة أسماء قتلى الجنود الإسرائيليين وأفراد الشرطة وحراس السجون والمستجيبين الأوائل بصوت عال.
وحضر المراسم كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بما في ذلك المدير العام لوزارة الدفاع إيال زمير، ورئيس مديرية شؤون الموظفين في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال ينيف عاسور ومسؤولون من الشرطة الإسرائيلية ومصلحة السجون الإسرائيلية. ومن المقرر أن تعقد كل هيئة دفاع المراسم الخاصة بها.
متحدثا خلال حفل تكريم أعضاء جهاز الأمن العام (الشاباك) القتلى، تعهد رئيس الجهاز رونين بار بأن جهاز الأمن سوف يتعلم من إخفاقاته في الفترة التي سبقت الهجوم في 7 أكتوبر.
وقال بار: “إنه يوم صعب لكل عائلة ثكلى، إنه يوم صعب لكل مواطن، إنه يوم صعب لكل موظف في الشاباك، وهو أيضا يوم صعب بالنسبة لي شخصيا”.
وقُتل عشرة من أعضاء الشاباك وقدامى المحاربين منذ يوم الذكرى الأخير، جميعهم في هجوم 7 أكتوبر.
وقال بار إن الشاباك فشل في توفير مظلته الأمنية التي يتباهى بها للدولة في 7 أكتوبر.
وتابع “نشعر جميعا بالخسارة، الشعور بأنه كان بإمكاننا منع ذلك، وبصفتي رئيس الوكالة المسؤول عن أنشطة الوكالة، أشعر بذلك ربما أكثر من أي شخص آخر”، وأضاف أن الشاباك يجري تحقيقا “متعمقا” في دوره في إخفاقات 7 أكتوبر.
وقال بار: “تحقيق مؤلم ومهم، وسوف نتعلم منه ونصحح المطلوب. هذا واجبنا تجاه شعب إسرائيل وهذا واجبنا تجاه الذين سقطوا”، مضيفا “بدون ثقة الجمهور في مؤسسات الدولة وفينا، ليس لدينا الحق في الوجود”.
وأضاف أن دور الوكالة في الحرب “لم ينته بعد… لن نرتاح حتى نعيد جميع الرهائن الـ128 إلى ديارهم، والأربعة الذين كانوا هناك من قبل. أولئك الذين هم على قيد الحياة وأولئك الذين ليسوا كذلك. جميعهم. لأن هذا هو الفرق الحقيقي بيننا وبينهم: سنضحي بحياتنا من أجل المواطنين؛ هم سوف يضحون بحياة المواطنين من أجل أنفسهم”.
في نفس الوقت الذي حضر فيه نتنياهو مراسم الدولة الرسمية في جبل هرتسل، وصل وزراء الحكومة إلى مراسم مماثلة تقام في 52 مقبرة عسكرية أخرى في إسرائيل، على الرغم من أن بعض العائلات الثكلى حثتهم على الامتناع عن الحضور. وقد قوبل الكثير منهم باحتجاجات.
في مقبرة في بلدته في روش هعاين، تطرق الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس إلى محنة الرهائن الـ 132 الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، والذين تأكد أن 36 منهم لم يعودوا على قيد الحياة، وأشار إلى أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات بعيدة المدى لاستعادتهم.
وقال: “سنعود إلى بئيري والمطلة، أقوياء ولكن أذكياء”، في إشارة إلى البلدات المتضررة بشدة بالقرب من حدود غزة ولبنان، والتي تم إخلاؤها قبل حوالي سبعة أشهر مع اندلاع الحرب.
وأردف قائلا “سنحظى بأيام أكثر هدوءا وأفضل مرة أخرى. سنرى رهائننا مرة أخرى، الذين نصلي من أجلهم جميعا، والذين نلتزم بإعادتهم حتى لو كان الثمن مؤلما للغاية”.
وعلى النقيض من غانتس، غاب الرهائن تماما عن خطاب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي تحدث في المقبرة العسكرية في أشدود.
وأكد بن غفير – الذي أثار وجوده جدالات ساخنة بين الحاضرين – على ضرورة أن تواصل إسرائيل القتال إحياء لذكرى القتلى.
وقال بن غفير، بحسب نص أرسله مكتبه، “دماء إخواننا تصرخ من الأرض وتأمرنا أن نستمر ونتذكر، أن نستمر ونقاتل. بالدرع والسيف حتى النصر – وهو قادم”.
وقال وزير المالية المتشدد، زميل بن غفير، بتسلئيل سموتريش، للحشد في المقبرة العسكرية في أوفاكيم أنه يتحمل المسؤولية عن إخفاقات 7 أكتوبر.
وقال سموتريتش إن “قيادة الدولة والجهاز الأمني فشلا في مهمة حماية مواطني إسرائيل، وأنا، بصفتي عضو في الحكومة، أتحمل المسؤولية عما كان وعما سيكون”.
ساهم في هذا التقرير سام سوكول