لقاء بين حماس, حزب الله والحرس الثوري في بيروت, تقرير
إفطار رمضاني يجمع بين مسؤولين في المنظمتين ومسؤولين إيرانيين في العاصمة اللبنانية في مؤشر آخر على التقارب
افي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسطفي تايمز أوف إسرائيل ، كما وتستضيفه عدة برامج إذاعية وتلفزيونية كمعلق على شؤون الشرق الاوسط. حتى عام ٢٠١٢ شغل يساسخارف وظيفة مراسل الشؤون العربية في صحيفة هارتس بالاضافة الى كونه محاضر تاريخ فلسطيني معاصر في جامعة تل ابيب. تخرج بإمتياز من جامعة بن جوريون مع شهادة بكلوريوس في علوم الشرق الاوسط واستمر للحصول على ماجيستير امتياز من جامعة تل ابيب في هذا الموضوع. كما ويتكلم يساسخاروف العربية بطلاقة .
إلتقى مسؤولون من حركة حماس الفلسطينية ومنظمة حزب الله اللبنانية مع مسؤولين من الحرس الثوري الإيراني على مائدة إفطار رمضاني في بيروت هذا الأسبوع، بحسب أنباء في وسائل إعلام فلسطينية.
ولم يُنظر بشكل إيجابي للقاء الغير معتاد من قبل البعض في حماس، نظرا للدور الإيراني (ودور حزب الله) في سوريا، حيث يجد الفلسطينيون أنفسهم على الجانب الآخر من الحرب الأهلية.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشغل، يتخذ من دمشق مقرا له لعدة سنوات قبل إندلاع الحرب الأهلية السورية في مارس 2011، ما وضع حركة حماس السنية في موقف محرج. بعد عدم إعلان دعمه العلني لنظام الأسد – ما أثار غضب إيران – غادر مشعل العاصمة السورية متوجها إلى الدوحة، قطر.
بحسب تقارير إعلامية فلسطينية، أثارت وجبة الإفطار هذه غضب أعضاء في حماس على مستوى أدنى، والذين أعربوا عن معارضتهم للإجتماع على مواقع التواصل الإجتماعي. وتم أيضا إرسال رسائل غاضبة لمشعل، بحسب التقارير، في حين امتنعت قيادة الحركة في غزة وفي الضفة الغربية عن التطرق للمسألة.
من جهة أخرى، أعرب الذراع العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، عن موافقته لما يُنظر إليه كتقارب بين حماس وإيران، وزادت رغبته في هذا التقارب مع طهران لأغراض تمويل.
في وقت سابق هذا الأسبوع، ذكرت تايمز أوف إسرائيل أن موسى أبو مرزوق، نائب مشعل، سافر إلى بيروت سرا للإجتماع مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في محاولة لتعزيز العلاقات بين المنظمتين.
وكان من المتوقع أن يناقش الإثنان قنوات المحادثات الخلفية التي تحدث عنها أنباء مع إسرائيل حول وقف إطلاق نار طويل الأمد.
ويُعتبر حزب الله الشيعي وكيلا إيرانيا يقاتل إلى جانب نظام الأسد في سوريا، في حين أن حماس هي إمتداد سني لتنظيم “الإخوان المسلمون” المصري وهي تدعم الجهاديين السنة في سوريا. مع ذلك، وعلى الرغم من أن الحركتين لا تنظران بنفس المنظار إلى الصراع السني-الشيعي الجاري في المنطقة، ولكن يربط بينهما تاريخ طويل من التعاون عندما يدور الحديث عن العدو المشترك، إسرائيل.
في 2006، عند تصاعد الصراع في غزة بعد إختطاف حركة حماس للجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط، حصلت الحركة الفلسطينية على مساعدة من حزب الله الذي قام بشن هجوم خاص به على القوات الإسرائيلية في الحدود الشمالية، ما أدى إلى إندلاع حرب لبنان الثانية.
في السنوات التي مرت منذ إستيلاء حماس على الحكم في غزة عام 2007 من السلطة الفلسطينية، زاد التقارب بينها وبين راعية حزب الله، إيران، التي أبدت إستعدادا أكثر من الدول العربية لتزويد المنظمة بالأموال والأسلحة في صراعها مع إسرائيل.