احتجاجات حاشدة تندلع في جميع أنحاء البلاد بعد إقالة نتنياهو لوزير الدفاع يوآف غالانت
احتج المتظاهرون مع الأعلام الإسرائيلية في جميع أنحاء البلاد، وتجمعوا عند منزل رئيس الوزراء والكنيست، وأشعلوا النيران وأغلقوا طريق تل أبيب السريع لساعات؛ الشرطة تستخدم خراطيم المياه لتفريقهم
اندلعت احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء إسرائيل ليلة الأحد واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح الإثنين، بعد أن أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه، بعد يوم من مطالبته الحكومة بوقف مساعيها التشريعية لقلب النظام القضائي في البلاد.
عمت المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، حيث أغلق المتظاهرون طريقا سريعا رئيسيا في تل أبيب، وأشعلوا النيران وتعرضوا لخراطيم المياه خارج مقر إقامة رئيس الوزراء في القدس، واحتتمت اليوم الأول من سلسلة مظاهرات ضد الحكومة مخطط لها على مدار الأسبوع.
رافعين الأعلام الإسرائيلية، تدفق آلاف المتظاهرين إلى الشوارع ليلة الأحد بعد أن أعلن مكتب رئيس الوزراء إقالة غالانت من منصب وزير الدفاع، وتجمعوا بأعداد كبيرة في تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع وبأعداد أقل في بلدات أخرى في جميع أنحاء البلاد.
في تل أبيب، أغلق المتظاهرون كلا الاتجاهين على طريق أيالون السريع وأشعلوا النيران على الطريق، وتعهدوا بالبقاء طوال الليل وهم يهتفون “ديمقراطية!”. وعلى الطريق السريع، قفز المتظاهرون ورقصوا وهم يهتفون “لسنا خائفين!” و”بيبي اذهب الى البيت” و”ديمقراطية أو ثورة!”
The moment protesters break through barricades in front of Prime Minister's residence. One newscaster calls this by its name, a popular uprising. Tomorrow a nationwide strike is on horizon, joined by universities. The military is more fragile than ever. pic.twitter.com/GegHPKo6UK
— Louis Fishman لوي فيشمان לואי פישמן (@Istanbultelaviv) March 26, 2023
وفي القدس، اجتاز المتظاهرون الحواجز واشتبكوا مع الشرطة خارج منزل نتنياهو في شارع غزة – حيث استخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريقهم – ثم ساروا إلى الكنيست ومكتب رئيس الوزراء، حيث دعوا نتنياهو إلى الاستقالة.
وأفاد تقرير غير مؤكد للقناة 12 أن ما بين 600 ألف و700 ألف إسرائيلي شاركوا في التظاهرات ليلة الأحد في جميع أنحاء البلاد، مع ورود أنباء عن احتجاجات من كريات شمونة في الشمال إلى إيلات في الجنوب. وذكرت القناة 12 في وقت لاحق إن “مئات الآلاف” نزلوا إلى الشوارع. في المقابل، قالت صحيفة “هآرتس” أن عدد المتظاهرين كان عشرات الآلاف. ولم ترد تقديرات رسمية حتى صباح الاثنين.
????"Have no fear at all…"????
Right now in Tel Aviv… pic.twitter.com/hesJhyq4p2— Jeremy Sharon (@jeremysharon) March 26, 2023
واستمرت الاحتجاجات لأكثر من خمس ساعات، من وقت إعلان مكتب رئيس الوزراء عن إقالة غالانت حوالي الساعة العاشرة مساء الأحد، إلى حوالي الساعة الرابعة صباحا الاثنين.
وتوجه ضباط الشرطة وسلطات الإطفاء إلى طريق أيالون السريع لإخماد الحرائق وإخلاء الطرق من الحواجز المعدنية والحطام، بينما اندلعت بعض الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة. وأطلقت خراطيم المياه على حشود المتظاهرين على الطريق السريع بينما كانت شرطة الخيالة تعمل على تفريقهم.
وأظهر مقطع فيديو من المنطقة عناصر الشرطة وهم يدفعون بعض المتظاهرين ويلقون بهم أرضا قبل أن يتقدم الضباط إلى جسر للمشاة على الطريق السريع لإبعاد المتظاهرين جسديا عن المسار.
השוטרים מנסים לפנות את המפגינים מאיילון באמצעות פרשים ומכת"זיות, במקום עימותים בין הצדדים@lielkyzer pic.twitter.com/G6WTDrzhjW
— כאן חדשות (@kann_news) March 27, 2023
وقالت الشرطة إن المتظاهرين رشقوا الحجارة وأجساما أخرى أثناء الاحتجاج، مما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر شرطة أثناء قيامهم بإخلاء الطريق السريع.
وأجرى مفوض الشرطة كوبي شبتاي تقييما للوضع مع ضباط شرطة آخرين لمناقشة الاحتجاجات في وقت متأخر من يوم الأحد في مقر قسم مراقبة المرور التابع للشرطة في بيت دغان، مما يشير إلى جهود الشرطة لإعطاء الأولوية لإخلاء المتظاهرين من الطرق.
وفي وقت سابق من مساء الأحد، تجمع محتجون في “موشاف عميكام” لدعم غالانت خارج منزله، وحثوه على عدم الخضوع لضغوط وزراء حزبه للتخلي عن معارضته لمواصلة العملية التشريعية. وجاء ذلك قبل الإعلان عن إقالته.
وحذر الجنرال السابق ليلة السبت من أن الخلاف الوطني العميق الناتج عن الإصلاح القضائي قد وصل إلى الجيش، مما يؤدي إلى تآكل قوته، وحث على التوصل إلى اتفاق تسوية مع المعارضة. وكان أول وزير رفيع المستوى في الائتلاف ومسؤول كبير في الليكود يفعل ذلك بشكل علني ومباشر.
עשרות מפגינים חוסמים את צומת קפלן בעקבות פיטורי גלנט pic.twitter.com/GyxLRqSyZm
— אדם קוטב | adam kutub (@adam_kutub) March 26, 2023
“لقد وضع البلد في المقام الأول، وطالب بمحاولة العثور على نص مختلف بحلول يوم الاستقلال”، قال أحد المتظاهرين للقناة 12.
ومع اندلاع الاحتجاجات العفوية، كانت لجنة الدستور في الكنيست تضع اللمسات الأخيرة على تشريع أساسي يمنح التحالف سيطرة شبه كاملة على اختيار القضاة الإسرائيليين. وأعلن رئيس اللجنة سيمحا روتمان أن المناقشة في اللجنة ستستأنف في الساعة 8:00 صباحا يوم الإثنين، بحسب القناة 12، حيث من المقرر تقديم مشروع القانون لقراءاته النهائية في وقت لاحق من ليلة الإثنين في الجلسة الكاملة للكنيست.
ويعتبر معارضو الإصلاح مشروع قانون التعيينات القضائية خطًا أحمرا، قائلين إنه سيُسيس المحكمة، ويزيل الضوابط الرئيسية على السلطة الحكومية ويسبب ضررًا جسيمًا للطابع الديمقراطي لإسرائيل.
ليلة الأحد أيضا، انتهت لجنة منفصلة في الكنيست من إعداد تشريع للقراءات النهائية في الكنيست، والذي من شأنه منع المحكمة العليا من حظر التعيينات الوزارية، مما سيمكن أرييه درعي، رئيس حزب “شاس” الحريدي، من العودة إلى الحكومة.
وفي مؤشر على تصاعد الاحتجاجات، أعلنت مجموعة من الجامعات إضرابًا عامًا يبدأ صباح الاثنين ردًا على إقالة غالانت.
“نحن، رؤساء الجامعات البحثية في إسرائيل، والمدراء والعمداء والإدارة، سنوقف الدراسة في جميع الجامعات البحثية الإسرائيلية اعتبارًا من صباح الغد، وسط استمرار العملية التشريعية التي تقوض أسس الديمقراطية الإسرائيلية وتهدد وجودها”، قالت الجامعات في بيان نقلته وسائل إعلام عبرية.
وأضافوا: “ندعو رئيس الوزراء وأعضاء التحالف إلى وقف التشريع فوراً، والدخول فوراً في محادثات من أجل الوصول إلى مخطط عام متفق عليه”.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيسا بلديتي كفار سابا وهرتسليا، ورؤساء المجالس الإقليمية في الجليل الأعلى وشعار هنيغف، ورئيس المجلس المحلي زخرون يعكوف، إضرابًا عن الطعام، وفقًا للقناة 12. وأفاد التقرير أن رؤساء البلديات وقادة المجتمع المحلي سيضربون أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس.
في وقت سابق يوم الأحد، احتشد المتظاهرون خارج منزل وزيرة المخابرات جيلا غمليئيل ورئيس الكنيست أمير أوحانا في تل أبيب.
واحتشد المتظاهرون أيضا خارج منازل وزير العدل ياريف ليفين، ووزير الزراعة آفي ديختر، ووزير الاقتصاد نير بركات، في محاولة لزيادة الضغط على النواب قبل التصويت المقرر هذا الأسبوع على جزء رئيسي من خطط الحكومة.
ليفين، وهو من سكان موديعين، هو أحد مهندسي التعديل المقترح للنظام القضائي، بينما ديختر، الذي يعيش في أشكلون، أكد في وقت سابق يوم الأحد أنه سيدعم التشريع عند طرحه للتصويت، في أعقاب تقارير تفيد بأنه حث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على وقف التشريع.
وورد إن ديختر سيكون المرشح الأرجح لتولي منصب وزير الدفاع بعد غالانت.
والتقى بركات، رئيس بلدية القدس السابق، مع قادة قطاع التكنولوجيا والأعمال الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن الآثار الاقتصادية للتغييرات القضائية.
وخاطب رئيس جهاز الأمن (الشاباك) السابق كارمي جيلون المتظاهرين خارج منزل ديختر، وحث ديختر، الذي ترأس جهاز الأمن بعد سنوات، على تغيير موقفه.
“أنت تعرف، أكثر من أي عضو كنيست آخر، أن عملاء الشاباك بدون المحكمة العليا يعرضون أنفسهم للخطر للمثول أمام المحكمة في لاهاي. من غير المعقول أن يدعم شخص مثلك تشريع يلغي الوضع الخاص للمحكمة العليا الإسرائيلية”، قال.
كما تجمع العشرات في احتجاج مضاد خارج منزل ديختر لدعم التشريع ووزير الليكود.
ההורים האהובים שלי, אנשי החינוך והציונות הדתית שחינכו יחד אלפי תלמידים, יצאו מהבית היום להפגין מול ביתו של אבי דיכטר כי הם מבינים את גודל השעה.
וזה כרגע ליד בית ילדותי באשקלון. דיכטר, אלה השכנים שלך, החברים שלך. אל תתן ידך לפגיעה בדמוקרטיה. pic.twitter.com/7eqqvHvKjQ— Josh Breiner (@JoshBreiner) March 26, 2023
وفي تجمع حاشد خارج منزل عضو الكنيست المخضرم من حزب الليكود يولي إدلشتين في هرتسليا، ألقت الشرطة القبض على ضابط احتياطي من وحدة النخبة “سايرت ماتكال” بزعم تعكير صفو السلام، وفقًا لموقع “واينت” الإخباري. كما تم القبض على مشتبه به لقيامه برش رذاذ الفلفل باتجاه المتظاهرين.
وقال إدلشتيين، الذي دعا أيضًا إلى إبطاء العملية التشريعية، يوم الأحد إن غيابه عن جولات التصويت الرئيسية على مشاريع القوانين لم يكن من قبيل الصدفة، وجدد دعمه الكامل لجهود تجميد الإصلاح القضائي.
وفي رعنانا، اخترق متظاهرون، يبلغ عددهم ألفًا بحسب موقع “والا” الإخباري، حواجز الشرطة وتظاهروا أمام منزل عضو الكنيست داني دانون من حزب الليكود.
מצור ברעננה על דנון עכשיו מעל אלף איש pic.twitter.com/gClgdolPRg
— לירי בורק שביט (@lirishavit) March 26, 2023
واحتج المئات أيضا ضد رئيس نقابة العمال الـ”هستدروت” أرنون بار دافيد في كريات أونو. ولم يصدر بار دافيد بعد دعوة إلى إضراب عام للاحتجاج على خطط الحكومة، لكنه حذر الحكومة من أن نقابة العمال ستتخذ إجراءات إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط.
وستعقد النقابة العمالية القوية مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين ومن المتوقع أن تعلن عن إضراب عام، وفقا لتقارير وسائل الإعلام العبرية.
وجرت مظاهرات أخرى مناهضة للحكومة أمام منازل وزير الخارجية إيلي كوهين، ووزير الشتات عميحاي شيكلي، وعضو الليكود إيلي دلال.
وقال نتنياهو في خطاب ألقاه ليلة الخميس أنه سيخفف أجزاء من التغيير المخطط له في المستقبل، وسط الاحتجاجات الحاشدة التي جلبت مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع.
لكنه قال أيضا إن الكنيست سيصوت في الأيام المقبلة على مشروع قانون لوضع التعيينات الرئيسية في المحكمة العليا، بما في ذلك رئاستها، مباشرة تحت سيطرة الائتلاف. ولم يتضح بعد متى سيتم إجراء التصويت، لكن تم ذكر يوم الثلاثاء كموعد محتمل.
כרגע בקרית אונו אצל ארנון בר דוד המתקרנף pic.twitter.com/JA8EDAFndv
— לירי בורק שביט (@lirishavit) March 26, 2023
وأعلن قادة الاحتجاجات يوم الجمعة عن “أسبوع شلل” غير مسبوق على مستوى البلاد يهدف إلى قلب الحياة اليومية في البلاد، بما يشمل احتجاجات جماهيرية في تل أبيب والقدس.
ويتم تنظيم احتجاجات حاشدة أسبوعية منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر ضد التشريع المخطط له، إضافة إلى موجة متصاعدة من الاعتراضات من قبل كبار الشخصيات العامة، بما يشمل الرئيس وخبراء القانون وقادة قطاع الأعمال وغيرهم.
وناشد الرئيس إسحاق هرتسوغ الحكومة بالتخلي عن الإصلاح القضائي “القمعي” واستبداله بإطار لإصلاح توافقي. لكن لم يدخل الطرفين في أي محادثات مباشرة.